من الطبيعي ان يتركز الاهتمام حول اقتحام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة بكل تداعياته الداخلية والخارجية، لكن ارجو الا ننسي المشهد الاخر الذي ربما كان اكثر خطورة وهو استهداف وزارة الداخلية ومحاولة اقتحامها قبل اقتحام السفارة الاسرائيلية ببضع ساعات. كانت جمعة تصحيح المسار تسير بهدوء، وبدون احداث تذكر، وبانضباط تام من الجميع رغم غياب الشرطة التي اخلت ميدان التحرير »مع القوات المسلحة« منعا لاي احتمال لصدام كانت تعرف ان البعض يخطط له ويسعي اليه! فجأة.. ذهب البعض الي وزارة الداخلية، لنجد انفسنا امام مشهد بائس تنقله كاميرات التليفزيون لبعض الصبية »الذين تبرأت منهم كل التيارات الموجودة في الميدان« وهم يحاولون اقتحام مبني الوزارة ويتسلقون ابوابها في غياب تام لاي وجود امني حول واحدة من أهم مؤسسات الدولة برره وزير الداخلية اللواء العيسوي بانه ممارسة لاقصي درجات ضبط النفس، ولا شك ان ضبط النفس مطلوب ولكن ضبط الامن مطلوب اكثر خاصة اذا كانت هيبة الدولة في الميزان!! نفس الشيء وبصورة اسوأ، حدث في اقتحام السفارة الاسرائيلية كان معروفا ان فريقا محدودا قرر الذهاب الي هناك ومعهم الشواكيش للتعامل مع الجدار الذي كان انشاؤه خطأ واستفزازا غير مبررين، ولم يتدخل الامن عملا بسياسة ضبط النفس، وكان الشباب يؤكدون انهم لن يتجاوزوا التعامل مع الجدار علي الاطلاق. وفجأة يظهر في ميدان التحرير فريق غريب علي الثورة وعلي الميدان»!!« لتحريض الناس علي الذهاب الي موقع السفارة، ويروون حكايات وهمية عن صدامات لم تقع واشتباكات لم تحدث.. وينتقل الالاف الي موقع السفارة وتتطور الاحداث بالصورة التي وقعت! من هم هؤلاء الذين حرضوا والذين تآمروا لتحويل يوم من ايام الثورة السلمية الي محاولة لاشاعة الفوضي والاضرار بمصالح الوطن؟ وهل يمكن ان نقول ان هناك ايادي خفية وراء ذلك، ثم لا نكشف هذه الايادي ولا نضرب اعوانها في الداخل؟ وماذا بعد ان اصبح المخطط واضحا لكل ذي عينين: اضاعة هيبة الدولة، واستمرار الانفلات الامني، واستنزاف الثورة والوقيعة بين الشعب والجيش؟ وكيف سنواجه كل هذه المخاطر وكل شيء محلك سر؟ وهل تستطيع حكومة ضبط النفس ان تواجه ذلك كله.. ام ان حكومة ضبط الامن قد اصبحت ضرورة لفرض الاستقرار وعزل الفلول وضرب القوي المضادة وحماية الثورة من اعداء الخارج.. والداخل؟