يدلي الناخبون البريطانيون اليوم الخميس باصواتهم في انتخابات تشريعية قد تعيد رسم الخريطة السياسية في بريطانيا حيث ترجح استطلاعات الرأي فوز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون علي العمال بزعامة جوردن براون ولكن بدون الحصول علي الغالبية المطلقة وهو ما قد يتطلب مفاوضات معقدة لتشكيل الحكومة. وكثف زعماء الاحزاب البريطانية حملاتهم الانتخابية عشية الانتخابات التي تعد الاكثر احتداما منذ عقود في محاولة لاجتذاب أصوات المقترعين البالغ عددهم اكثر من 44 مليون ناخب. واكد كاميرون إنه سيقاتل "من أجل أي صوت".كما التقي براون ببعض العمال في مدينة ليدز.أما كليج فركز في اليوم الأخير من حملته علي مناطق ايستبورن ودرم شيفيلد في انجلترا.وقال براون الذي التقي عددا من الخبازين وصائدي الأسماك وسائقي سيارات الإسعاف في منطقتي يوركشير ولينكولنشير إنه واصل حملته خلال ساعات الليل لأنه "لا يريد أن يفقد أي ساعة في اليوم الأخير"مضيفا ان "هذه انتخابات مهمة وأنا سأقاتل من أجل أي صوت إلي نهاية الشوط". وفي مدينة مانشستر، دعا براون الناخبين البريطانيين للتصويت لصالحه باعتباره "الرجل الذي سيؤمن مستقبلكم".وهاجم براون معارضيه باعتبارهم يشكلون "خطرا" علي التعافي الاقتصادي وعلي مستقبل الخدمات العامة.ووصف خطط المحافظين لتقليل الانفاق بأنها "غير متوافقة" مع متطلبات المدارس والخدمات الصحية وخدمات الشرطة.ومن جانبه وصف كاميرون الحملة الانتخابية للعمال بأنها "الأكثر سلبية في التاريخ البريطاني الحديث".أما كليج فقد دعا مناصري حزب العمال الساخطين للإنضمام إليه، مضيفا أن حزبه هو البديل الوحيد بالنسبة لهم. ويسعي حزب العمال الذي يترأس الحكومة منذ 13 عاماً الي انتزاع فوز رابع علي التوالي يعد تاريخيا اذا حدث، الا ان تدني شعبية رئيس الوزراء جوردن براون تجعل عودتهم الي رئاسة الحكومة معتمدة علي تشكيل ائتلاف مع الديمقراطيين الاحرار. وقد مني براون بنكستين جديدتين امس الاول حيث دعت صحيفة فاينانشيال تايمز الي التصويت لصالح المحافظين ووصفه احد المرشحين عن حزب العمال بانه "أسوأ رئيس وزراء" في تاريخ بريطانيا..ومع استمرار التكهنات بشأن النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات، كشف استطلاع للرأي اجرته مؤسسة يوجوف لصالح صحيفة "صن" عن تحسن موقف حزب العمال في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية.واوضح الاستطلاع ان الزخم الذي كان قد اكتسبه حزب المحافظين المنتمي الي يمين الوسط توقف بحصوله علي نسبة تأييد لم تتغير وهي 35٪ في حين ارتفعت النسبة التي حصل عليها حزب العمال الي 30٪.بينما تراجع حزب الديمقراطيين الاحرار الذي كان يتمتع بتزايد قوي في نسبة تأييده نظرا لارتفاع مكانة زعيمه نيك كليج الذي يجيد الظهور علي شاشات التليفزيون اربع نقاط الي 24٪. وتعني المفاجآت التي ربما يحدثها النظام الانتخابي البريطاني -الذي يختار فيه الناخبون عضوا بالبرلمان من دائرتهم الانتخابية- أن مثل هذه الارقام ستتيح لحزب العمال أن يظل أكبر حزب لكنه لن يحصل علي الاغلبية البرلمانية. ويتولي حزب العمال السلطة منذ عام 1997 لكنه عاني بسبب حالة الركود الاقتصادي وغضب المواطنين ازاء فضيحة متعلقة بمصروفات برلمانية طالت كل الاحزاب الرئيسية. وأوضح استطلاع لمؤسسة (كومريس) لصالح صحيفة (اندبندنت) أن نسبة التأييد للاحزاب لم تتغير مع تقدم حزب المحافظين علي حزب العمال بثماني نقاط ليصبح أكبر حزب في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا لكن لن يحصل علي السيطرة الكاملة علي البرلمان. ويشير الاستطلاعان الي احتمال أن يكون هناك "برلمان معلق" يمكن فيه أن يكون ميزان السلطة في يد حزب الديمقراطيين الاحرار المنتمي الي الوسط. ولم تشهد بريطانيا مثل هذا النوع من الانتخابات غير الحاسمة منذ عام 1974 وهي غير معتادة علي الائتلافات التي يشيع تشكيلها في دول أوروبية أخري. وقال عضوان بارزان في حزب الديمقراطيين الاحرار انهم سيعملون بشكل بناء مع أي حزب يختاره الشعب البريطاني لكنهما أكدا مجددا علي الرأي القائل ان الحزب لا يمكنه مساندة حزب حصل علي أغلب المقاعد علي الرغم من احتلاله المركز الثالث في الانتخابات.