زعيم المحافظين الأقرب إلي رئاسة الحكومة.. والعمال يتمسكون بالأمل الأخير إجماع بين استطلاعات الرأي علي فشل حزب العمال في الفوز بعد 13 عاماً من الحكم ديفيد كاميرون وسط مؤيديه قبل التصويت أدلي الناخبون البريطانيون اليوم الخميس بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لاختيار برلمان ورئيس وزراء جديدين بعد حملة انتخابات شهدت منافسة هي الأكثر احتداماً منذ عقود في بريطانيا. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابهاً أمام 45 مليون ناخب بريطاني في السادسة من صباح الخميس وأغلقت عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت لندن، وسط توقعات بأن تسفر النتائج عن برلمان دون أغلبية مطلقة. ويتنافس في الانتخابات 4149 مرشحاً في 649 دائرة انتخابية يطمحون في دخول البرلمان. ويشمل الاقتراع أيضاً انتخابات محلية في جزء من البلاد. وتوقع نحو 100 استطلاع للرأي في الأسابيع الأخيرة فشل حزب العمال الحاكم في الفوز بعد 13 عاماً قضاها في السلطة متأثراً بتراجع شعبية رئيس الوزراء جوردن براون. وترجح الاستطلاعات فوز حزب المعارضين المحافظ بزعامة ديفيد كاميرون، وأن تقدمها لن يكون كافياً للحصول علي الأغلبية المطلقة في مجلس العموم أي 326 نائباً علي الأقل من أعضاء المجلس النيابي ال 650. هذا السيناريو الذي لا يحصل فيه أي من الأحزاب علي الغالبية المطلقة والذي لم يتحقق منذ 1974 يطلق عليه «البرلمان المعلق». وتوقعت نتيجة وسطية للاستطلاعات نشرت الأربعاء قبل فرض التعميم الانتخابي حصول المحافظين علي 35% من الأصوات مقابل 29% للعمال و26% للأحرار الديمقراطيين. وتعطي هذه النتيجة للعمال العدد الأكبر من المقاعد (272) مع تقدم طفيف علي المحافظين (270) مقابل 79 للأحرار. ويعد النظام الانتخابي البريطاني، وهو نظام أغلبية أحادي من دورة واحدة، أكثر ملاءمة كثيراً للعمال وقد يتيح لهم الاستمرار في شغل العدد الأكبر من المقاعد حتي وإن خسروا في الانتخابات علي الأقل بطريقة معتدلة. ويقر النظام الانتخابي البريطاني بأن النائب الذي يحصد العدد الأكبر من الأصوات في دائرته يعتبر فائزاً حتي ولو لم يحصل علي أكثر من نصف أصوات المقترعين. ويؤدي اعتماد هذا النظام إلي ضمان تمثيل واسع للحزب الفائز بالأغلبية من الأصوات. ويمكن أن يؤدي عدم فوز أي حزب بالأغلبية المطلقة إلي منح حزب الديمقراطيين الأحرار فرصة الإمساك بميزان القوي ومن المؤكد أنه سيضغط من أجل الدفاع عن قضيته الخاصة بإصلاح النظام الانتخابي وتقريبه أكثر إلي نظام القائمة النسبية. وأعلن نيك كليج- زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار- أنه سيجد صعوبة في التعامل مع براون إذا حل حزب العمال في المركز الثالث لكنه لم يستبعد التعاون مع زعيم آخر لحزب العمال أو مع المحافظين، كما أن حزب العمال هو أكثر انفتاحاً لفكرة إصلاح النظام الانتخابي من حزب المحافظين. ويشاطر الديمقراطيون الأحرار، حزب العمال القلق من خفض الإنفاق قبل أن يتحقق الانتعاش الاقتصادي؛ إذ سيكون التحدي الأكبر للحكومة القادمة هو الاقتصاد البريطاني وقدرته علي الخروج من حالة الكساد، وكيف ستخفض الحكومة الجديدة عجزاً هائلاً في الميزانية لإبطاء زيادة متنامية في الدين العام. وتريد الأسواق نتائج واضحة من الانتخابات وتخشي من أن يؤدي أي جمود إلي إصابة البلاد بشلل سياسي مما يعطل جهود معالجة العجز الذي زاد علي 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. في الوقت نفسه، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن كاميرون يتطلع لتسلم الجائزة الكبري التي طالما حلم بها طويلاً وهي الوصول إلي «10 داوننج ستريت» حيث مقر رئاسة الوزراء في بريطانيا. وأضافت الصحيفة: «يبدو أن المحافظين علي وشك استعادة السلطة في نهاية واحدة من أكثر الحملات الانتخابية صخباً وشراسة سبق أن خاضها المتنافسون بإحكام منذ الحرب العالمية الثانية». من جانبه، تطرق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي الانتخابات البريطانية أمام نواب الغالبية، معتبراً أنه إذا فاز كاميرون المناهض لأوروبا في الانتخابات فسيصبح «موالياً لأوروبا علي غرار الآخرين»، وفق ما نقله برلمانيون. وقال ساركوزي: «إذا فاز كاميرون، سيكون علي غرار الآخرين. سيبدأ مناهضاً لأوروبا وسينتهي داعماً لأوروبا.. إنها القاعدة».