يتوجه الناخبون البريطانيون اليوم الي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة وسط توقعات بخسارة حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء جوردون براون وفوز حزب المحافظين المنافس الرئيسي بزعامة ديفيد كاميرون الذي يتقدم في استطلاعات الرأي. وخلال الساعات الأخيرة من حملته الانتخابية، وجه براون وصيته الأخيرة الي الناخبين قبل التصويت بأن افضل "تكتيك" في التصويت هو دعم العمال، وذلك ردا علي بعض زملائه في الحكومة البريطانية الذين اقترحوا علي مؤيدي العمال دعم مرشحي حزب الديمقراطيين الاحرار في المناطق التي يكون التنافس فيها بينهم وبين المحافظين اذا كان مثل هذا الدعم سيؤدي الي ابعاد المحافظين. وركز براون خلال مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية علي قضية المنح المالية المقدمة لرعاية الاطفال في بريطانيا اذ هاجم توجه المحافظين والديمقراطيين الاحرار لتقليصها.. كما هاجم التوجهات الاقتصادية للمحافظين واصفا ميزانية المحافظين بأنها تهدد ببطالة اعلي وفشل اعلي في قطاع الاعمال ونمو اقل وعودة مضاعفة للركود الاقتصادي، قائلا ان العمال هم وحدهم من سيحافظون علي التعافي الاقتصادي. لكن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وجه نداء لجمهور حزب العمال بالابتعاد عن فكرة التصويت "التكتيكي" التي دعا اليها بعض القياديين العماليين داعيا الشعب الي اتخاذ قراره والتصويت للحزب الذي يؤمن به، وشن بلير في حواره مع صحيفة "الجارديان" البريطانية هجوما شرسا علي حزب الديمقراطيين الأحرار، اذ يصفه بأنه يمثل سياسة قديمة تتنكر في زي الجديدة. واضاف أن مجمل تاريخ الديمقراطيين الاحرار كحزب يظهر انهم غير قادرين علي مواجهة الخيارات الصعبة. وفي المقابل، كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية امس عما تراه صفقة ستضمن لزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون رئاسة الوزارة القادمة حتي لو فشل في تحقيق فوز صريح في الانتخابات، وذكرت الصحيفة أن النواب في ايرلندا الشمالية المحوا إلي أنهم سيدعمون زعيم حزب المحافظين اذا قام بحماية منطقتهم من تقليصات الانفاق العام المقررة هذا العام، ملمحة الي أن الحزب الاتحادي الديمقراطي يرغب في الدخول في تحالف رسمي مع المحافظين. ورأت "ديلي تلجراف" أن هذه الخطوة تكلف حوالي 200 مليون جنيه استرليني. وأوضحت أن هذه الصفقة التي سيوافق عليها كاميرون تحت الضغط ستعطي حزبه 9 أو 10 مقاعد برلمانية أخري. بررت الصحيفة البريطانية رؤيتها بأن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلي أن ذلك سيكون كافيا بالنسبة له لتشكيل حكومة أغلبية، مشيرة الي ان كاميرون كان الاول من بين زعماء الاحزاب الكبري الثلاثة الذي سارع لزيارة ايرلندا الشمالية خلال حملته الانتخابية الثلاثاء الماضي. وأنه أبدي رغبته في اعطاء السياسيين الأيرلنديين الشماليين مناصب وزارية، منطلقا من أنه يري ان ايرلندا الشمالية تلعب دورا جوهريا في الحياة السياسية في عموم البلاد. ومع احتدام المنافسة بين اكبر حزبين بريطانيين علي الفوز بانتخابات اليوم، وقفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية بين الطرفين حيث دعت إلي اصلاح النظام الانتخابي في بريطانيا. وذكرت الصحيفة ان بريطانيا الآن لديها فرصة تاريخية لانهاء الي الابد ما وصفته ب نظام التصويت غير العادل والفاقد لمصداقيته.