سطر أبناء الوطن بحروف من نور قصصا بطولية خلدتها حرب أكتوبر المجيدة أعظم حروب التاريخ في التاريخ الحديث، الأبطال كانوا من كل محافظات مصر عقدوا العزم وصدقوا العهد وفدوا مصر بأرواحهم وبذلوا من أجلها الدماء وضحوا بكل غال، وانتصر فيها المصريون واستردوا الأرض والكرامة . وكانت محافظة مطروح علي موعد مع تكريم نخبة من هؤلاء الأبطال من أبطالها المحاربين القدماء الذين شاركوا في الحرب وقصص وسيرة الذين استشهدوا، حيث نظم حزب مستقبل وطن احتفالية كبري في مركز الإعلام بوسط المدينة بحضور المهندس تامر سعيد السكرتير العام والمهندس صالح سلطان أمين عام حزب مستقبل وطن وعدد كبير من المحاربين القدماء وأسرهم . وكانت لنا معهم عدة لقاءات، وكان أولها مع البطل المقاتل صلحي علي عبد المجيد يونس بو الجاهل الصنقري الذي يؤكد لنا أنه مهما حكي فلن يستطيع وصف بطولات المقاتل المصري في حرب أكتوبر المجيدة، ويشير إلي أنه التحق بالقوات المسلحة مجندا في عام 1971، وبعد إنهائه التدريب الأولي تم إلحاقه بسلاح إشارة الدفاع الجوي، وفي يوم 22 يوليو 1972 تم ضمه علي قوة كتيبته التي تحركت إلي موقع »كبريت» علي البحيرات المرة، واتخذت عدة مواقع تبادلية أخري منها جبل جنيفة وجبل غرة وجبل عبيد، وكان يتم نقل الكتيبة تبادليا . بينما يوضح البطل المقاتل عوض بو مجاور العبيدي، من قبيلة العبيدي إحدي قبائل علي الأبيض والذين ساهموا في صنع نصر أكتوبر أنه من مواليد 7 أبريل سنة 1947 بقرية الهوارية بمركز العامرية، وكان الابن الأكبر للمرحوم عبد الكريم حسن بو مجاور العبيدي، وباقي إخوته فؤاد وكامل وعبد الستار وسعيد. وقد انتقل والدهم بأسرته إلي مدينة مرسي مطروح حيث كان يمتهن مهنة الجزارة، وهي المهنة نفسها التي يمتهنها الحاج عوض بو مجاور حتي الآن، وتقدم للتجنيد بعد شهرين من حصوله علي الثانوية العامة بالقسم الأدبي من مدرسة مطروح الثانوية العسكرية في العام الدراسي 1968/1969 تقدم عوض للتجنيد، حيث التحق بعد قضاء فترة التدريب الأولي بمدرسة المدفعية بأبي قير بالإسكندرية، وقضي فيها دورة لمدة 3 شهور حيث تم تشكيل اللواء 101 دفاع جوي بالكتائب المتخصص من أبناء مدرسة المدفعية، واستقرت كتيبته بالبحر الأحمر ببئر عريضة بجوار جبل جلالة .. وكانت أم البطل حاضرة في الاحتفال حيث تشير والدة البطل الشهيد محمد الرويني إلي أن ابنها البطل كان مثل أي مصري حر، أبي يصر علي الثأر لوطنه واستعادة أرضه حتي لو فداه بحياته، وتقول: قاتل ابني الشهيد محمد مصطفي عبد الرحمن الرويني، حتي استشهد ولقي ربه وهو صائم يوم رمضان بعد آذان المغرب يوم الإثنين 8 أكتوبر 1973م، خلال العمليات العسكرية علي الضفة الشرقية لقناة السويس، بمنطقة تبة أبو قفة في سيناء، ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلي مقابر الشهداء بمدينة الإسماعيلية بعد فصل القوات، وكان عمره وقتها 24 عامًا و4 شهور، و5 أيام . وللشهيد قصة تحكيها أم البطل، فقد ترك دراسته وحياته الأسرية الهادئة، إلي حياة تحفها المخاطر من كل اتجاه، وتطوع في الجيش المصري عقب الهزيمة في عام 1967 ليبدأ مشوار البطولة والتضحية والعزة والكرامة، وكان قد سبقه إلي جنة الشهداء ابن عمه محمد أحمد الرويني، في العدوان الإسرائيلي 1967، فصمم أن يأخذ بثأره، كان والده مفتشًا بهيئة السكك الحديدية بمحافظة مطروح، وأمه عطيات زكي عبد النبي، ربة منزل، وله من الأخوة اثنان أحمد طبيب بيطري، وعبد الله وكيل شئون الطلبة بإحدي المدارس في مطروح، و7 أخوات، وترجع أصولهم لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وفي الستينات انتقلوا للإقامة بمطروح لظروف عمل رب الأسرة. وأكدت الحاجة عطيات، أنه تم تكريم اسم الشهيد بمنحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي في احتفالات أكتوبر 1990 وتسلمته من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك .