أبناء الصحراء الغربية من محافظة مطروح قدموا العديد من التضحيات وبذلوا الجهد والعرق في سبيل استقلال الوطن وسلامة أراضيه وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فقد سطروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الوطنية المصرية وملحمة العبور العظيم في العاشر من رمضان عام 1393ه الموافق السادس من أكتوبر 1973، رجال حاربوا من أجل تحرير الوطن وبذلوا الجهد والدماء لرفع اسم مصر عاليًا والقضاء على أسطورة الجيش الذي زعم إنه لا يقهر، ومن المؤكد إن كل شهداء مطروح تقريبًا كانوا في الصدارة والمواجهة ورحلوا في طليعة الشهداء، حتى من بقي منهم على قيد الحياة أصيب في اليوم الأول للحرب. ومن هؤلاء الرجال الشهيد الملازم أحمد عبدالكريم حجاج، من خيرة شباب المحافظة كان فتى في ريعان شبابه حمل روحه على كفه وعبر مع جند لبوا النداء في الساعة الأولى للمعركة بعد الثانية ظهرًا، وطأت قدماه أرض سيناء الحبيبة وقبل ترابها وقام بست هجمات مؤثرة في صفوف العدو بسيناء، وأثناء عودته لإنجاز بعض المهام بالضفة الغربية للقناة، سقط في القناة ليلفظ روحه الطاهرة، وتخليدًا لذكرى البطل الشهيد أطلق اسمه على أكبر مدرسة ثانوية في المحافظة. ومن أقصى الغرب تحديدًا مدينة السلوم على الحدود المصرية الليبية، لبى محمد الساعدي خليل المعبدي القطعاني، النداء الوطني وانضم في صفوف المحاربين الأشاوس لتحرير الوطن من أحفاد القردة والخنازير، الساعدي من مواليد 1951م، كان مجند بسلاح الصاعقة ومن أول من استشهدوا في يوم 6 أكتوبر، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة على تراب سيناء الحبيبة بعد اقتحام خط بارليف مباشرة. كان الساعدي متزوجًا وله ابن واحد اسمه إبراهيم، تركه في المهد وحمل السلاح للزود عن التراب الوطني وهو شاب الآن، وتخليدًا لذكراه أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة السلوم، وكانت والدته أم لكل أبناء السلوم، وعندما علمت بنبأ استشهاده أمرت أهله أن يكفوا عن النواح وأن تزغرد النسوة فأبنها عريس وبطل. شهيد العبور غيضان مير محمد عفون زهويق العبيدي، كان مجند 9303 الوحدة 20 الجيش الثالث الميداني بالسويس، كان سائق سيارة خاصة بنقل أحد قيادات الجيش الثالث الميداني، وبالطبع تم اختياره كسائق بقائد لمعايير عديدة، منها أمانته والتزامه وفى الوقت الذي أعلنت فيه حالة الحرب وتلقت القوات المصرية الأوامر بالتقدم وعبور القناة والتوغل داخل سيناء، تم استهداف سيارته وبرفقتة قائد الكتيبة واثنين من الضباط وقد استشهدوا جميعا، وتحولت جثثهم إلى أشلاء وروت دمائهم أرض سيناء التي دفنوا فيها. محمد عبد الحليم محمد أحمد المعناوي، من مواليد مدينة الإسكندرية في الحادي والعشرين من فبراير 1948، انتقل إلى محافظة مطروح برفقة أسرته للإقامة فيها وكان في سن الخامسة عشر من عمره والتحق بالمرحلة الإعداية والثانوية بمطروح، وبعد حصولة على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية التربية الرياضية وتخرج فيها عام 1972، وعمل مدرسًا بمديرية التربية والتعليم، وبعد عدة أيام من استلام عمله التحق بالجيش الثاني الميداني ليؤدي الخدمة الوطنية وكان ذلك في الثاني من أكتوبر 1972، وفي السادس من أكتوبر عبر القناة وقاتل بشجاعة حتى استشهد في يوم 12 أكتوبر وقد كان يحارب برفقة ثلاث من أخوته. محمد مصطفى عبد الرحمن الرويني، عبر قناة السويس في السادس من أكتوبر وقاتل بشجاعة وقدرة كبيرة، واستشهد في الأيام الأولى للمعركة ودفن بمنطقة تبة أبو واقفة بقلب شبة جزيرة سيناء، ثم نقل جثمانه بعد ذلك وأعيد دفنه بمقابر الشهداء بالإسماعيلية.