رسالة الفدائية «صابحة» ناقلة خرائط تمركزات العدو على صدر طفلها الرضيع قبل وفاتها بأيام: ربنا يقويك يا ريس ويحفظ جيش مصر    إزالة بعض خيام الطرق الصوفية بطنطا بسبب شكوى المواطنين من الإزعاج    مؤسس مقاطعة السمك ببورسعيد ل"كل الزوايا": تأثير المبادرة وصل 25 محافظة    الزراعة ل«مساء dmc»: المنافذ توفر السلع بأسعار مخفضة للمواطنين    «إكسترا نيوز» ترصد جهود جهاز تنمية المشروعات بمناسبة احتفالات عيد تحرير سيناء    اعرف الآن".. التوقيت الصيفي وعدد ساعات اليوم    استقرار أسعار الدولار اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    أستاذ اقتصاد: سيناء تستحوذ على النصيب الأكبر من الاستثمار ب400 مليار جنيه    استقالة متحدثة لخارجية أمريكا اعتراضا على سياسة بايدن تجاه غزة    ادخال 21 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر رفح البري    في اليوم ال203.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل أعمال الوحشية ضد سكان غزة    موعد مباراة الهلال والفتح والقنوات الناقلة في الدوري السعودي    رمضان صبحي: كنت حاسس إن التأهل من مجموعات إفريقيا سهل.. ومقدرش أنصح الأهلي    «الأرصاد» عن طقس اليوم: انخفاض في درجات الحرارة بسبب تأثر مصر بمنخفض جوي    رسالة من كريم فهمي ل هشام ماجد في عيد ميلاده    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فلسطيني يشتكي من الطقس الحار: الخيام تمتص أشعة الشمس وتشوي من يجلس بداخلها    طيران الاحتلال يشن غارات على حزب الله في كفرشوبا    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    إشادة برلمانية وحزبية بكلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء.. حددت ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية.. ويؤكدون : رفض مخطط التهجير ..والقوات المسلحة جاهزة لحماية الأمن القومى    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    أول تعليق من رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افتح شبابيك الحلم

أحلامهم عصا سحرية يغيرون بها الواقع للأفضل، وطموحاتهم سلاح يهزمون به التحديات التي تواجههم، إنهم شباب مصر الذي يحمل داخل قلبه عشقه لوطنه أم الدنيا، يحلمون لمصر بمستقبل مشرق، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي بل انطلقوا بتلك الأحلام إلي أرض الواقع من خلال مبادرات ثقافية وفنية ومجتمعية للمساهمة في تنمية المجتمع بشكل تطوعي، كل شاب يحمل داخل عقله هدفا مختلفا إلا أن حب الوطن كان وقود الجميع للانطلاق لخدمة الوطن.. »الأخبار»‬ ناقشت عددا من الشباب أصحاب المبادرات حول أهدافهم ودورهم في خدمة المجتمع وسلطت الضوء علي تجاربهم والمشاكل التي يواجهونها، واستطلعت آراء الخبراء بشأن دور الشباب للمساهمة في تنمية الدولة وأهمية المشاركة المجتمعية لهم.
»‬قهوة فن».. ثقافة »‬سكر مظبوط»
»‬مصطفي» يحول المقاهي لصالون فني ويطالب الدولة بدعم فكرته
»‬قهوة فن» مبادرة شبابية تهدف لإحياء دور المقهي الثقافي مرة أخري عن طريق فاعلياتها فنية وثقافية علي المقاهي العادية في الشوارع لنشر الوعي بين المواطنين، ومشاركتهم في فاعليات هدفها نشر الوعي، وأخذ الثقافة من داخل الندوات والمؤتمرات والصالونات إلي الشارع.
الفكرة انطلقت من ذهن الكاتب مصطفي سليمان صاحب رواية »‬جرافيتي» علي قهوة شهيرة بوسط البلد بالقاهرة، وقال »‬أول فاعلية تم تنفيذها في يوليو 2014 مع الكاتبة أميمه ماهر، وكانت فكرتنا أن أي حد جديد في المجال الثقافي ليس له جمهور سوي أصدقائه ويجد صعوبة في تسويق ونشر أفكارة وكتابته، وأردنا من خلال مبادرة قهوة فن أخذ المثقفين والكتاب وأصحاب الندوات الثقافية إلي الشارع مع الناس علي القهوة».
وأضاف: »‬أن الفاعلية تكون من خلال استضافة 3 ضيوف رئيسيين، كاتب بمختلف الأنشطة شاعر روائي وغيرها، وصحاب دار نشر، وفنان غنائي أو عازف، وفي بعض الأحيان يشارك عدد من فناني الفنون البصرية بمعارض رسم، ويشارك الضيوف الناس في تقديم المحتوي وخلال الفاعلية تتم إتاحة الفرص للجمهور علي القهوة بتقديم مواهبهم وندع الحكم للناس من ينال الإعجاب يتم دعمه واستضافته بعد ذلك كضيف رئيسي».
واستكمل: »‬أن بدايتهم كانت في القاهرة علي مقاهي وسط البلد ووصل عدد منسقي المبادرة إلي 6 أفراد تقريباً، ولكن الانطلاقة الحقيقية ونقطة التحول كانت علي مقهي بالإسكندرية وتهافت المواطنين علي المشاركة لدرجة أن شارعا رئيسيا اتقفل بسبب الزحام، ومن بعدها تم تنظيم أكثر من 18 فاعلية وشاركنا في فاعليات مع معرض القاهرة وسافرنا أكثر من 6 محافظات لنشر الفكرة».
وقال: »‬الفكرة حازت علي إعجاب عدد كبير من الشباب ولكن واجهنا في الفترة الأخيرة بعض الصعوبات في تنفيذ الفاعليات بسبب التصاريح الأمنية التي يصعب استخراجها وذلك بسبب وجود عدد كبير من الناس، ونتمني من الدولة تسهيل استخراج تلك التصاريح ودعم الشباب في تنفيذ أفكارهم خاصة في المجال الثقافي والفني حتي تصل الثقافة إلي الشارع مما يترتب عليه المساهمة في بناء الإنسان المصري ورفع المستوي الثقافي للمواطنين».
»‬معا لإنقاذ إنسان» تخفف معاناة المشردين
اتخذ من الأرض سكنا له وجعل الرصيف أحد أركان بيته وإلي جواره تجد مقتنياته من زجاجات فارغة وصناديق خشبية تحتوي فتات الأطعمة، يأخذ قيلولته ويضع رأسه علي الرصيف في ذروة الحرارة وكأنه يتعمد أن تصطدم رأسه بهذه النيران لينسي واقعه الأليم وفي البرد القارس لا يجد سوي غطاء متهالك يغطي جسده النحيل ليحتمي به من الأمطار الشديدة، هذا ليس مشهدا دراميا لأحد الأفلام ولكنه واقع يومي يعيشه المشردون، ومن كثرة تكرار تلك المشاهد أمام عينيه وزيادة أعداد المشردين، قرر محمود وحيد أن يحاول إنقاذ هؤلاء المشردين وأن يجعلهم يحيون حياة كريمة واطلق المبادرة »‬معا لإنقاذ إنسان» والتي تحولت بعد ذلك إلي مؤسسة.
وقالت شيماء وحيد نائب رئيس المؤسسة: »‬بدأت المبادرة منذ 4 سنوات وتم إشهارنا من قبل وزارة التضامن منذ عامين تقريبا وكانت بداية المبادرة عندما وجد محمود احد المشردين أثناء سيره في حالة مزرية فقرر التوقف لمساعدته وقام بإحضار ملابس جديدة له وإطعامه ومنذ هذا الوقت قرر ألا يترك مشردا دون مساعدة وتحدث مع أصدقائه الراغبين في الانضمام إليه وبالفعل تكونت مجموعة من المتطوعين لمساعدة المشردين».
وتضيف: »‬بدأ المتطوعون بعملهم وأصبحوا يبحثون عن المشردين ليقوموا بتنظيفهم وتقديم الطعام لهم وفي بعض الأحيان إرسالهم إلي أحد دور الإيواء ولكن الأمر كان مكلفا للغاية خاصة بعدما تكلف إيواء إحدي الحالات 6 آلاف جنيه في أحدي دور الإيواء، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مؤسسة »‬معا لإنقاذ إنسان» ليجد المشرد مأوي له بديلا عن الشارع لمن هم فوق 18، فأصبح لدينا دار إيواء في الدقي سعتها 40 فردا وأخري في الهرم سعتها 45 مشردا وهناك دار أخري تحت الإنشاء في سقارة سعتها ستكون 45 فردا، وإننا مؤسسة قائمة علي التبرعات وليس لدينا أي مصادر أخري واستطعنا أن نبني المؤسسة بجهود المتبرعين وأصبح لدينا هيكل وظيفي يضم 4 ممرضين و4 إخصائيين نفس واجتماع إلي جانب الإداريين.
واستكملت شيماء: »‬نتلقي يوميا اتصالات عن طريق صفحتنا علي السوشيال ميديا وعن طريق الاتصالات تتجاوز 7 حالات في اليوم ولدينا أكثر من 450 حالة في قائمة الانتظار لمكان ولكن بسبب صعوبة إيجاد توفير أماكن لهم في الوقت الحالي نقوم بتوفير احتياجات الحالات الأصعب ونوفر لهم ما نستطيع قدر الإمكان فعلي سبيل المثال من هم بحاجة إلي العلاج نقوم بتوفير الأدوية الخاصة لهم علي أن تتوفر لهم مرتين في الأسبوع لحين الانتهاء من دار إيواء وتسكين الحالات الأشد احتياجا».
وقالت: »‬من أجل الترفيه عن الحالة النفسية لهؤلاء المشردين نقوم بعمل رحلات أسبوعية وشهرية مثل الرحلات النيلية ونزهات في الحدائق، و قد قمنا بعمل بروتوكول مع المايسترو سليم سحاب الذي وافق علي التعاون معنا خاصة أن هناك بعض الحالات لديهم حس فني وقد وافق علي صعودهم معه في عدة حفلات في لفتة إنسانية رائعة منه بالإضافة إلي العديد من الجهات الأخري التي تتعاون معنا من أجل رسم البسمة علي وجوه المشردين».
»‬اقرأني شكراً».. رحلة داخل كتاب
»‬اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جيدة»، عبارة سطرها الأديب المصري عباس العقاد، وأدركها محمد علي وأطلق منها مشروع »‬اقرأني شكرًا»، وأصبحت فاطمة ياسين، معلمة الجغرافيا لمرحلة الثانوية مسئولة عن تنفيذ الفكرة وتبنتها، واتخذت منها مشعلا تنير به ميدان الثقافة، ونشر الوعي الثقافي والقراءة بشكل مختلف ومن منظور مغاير ليصل لجميع المراحل السنية بدءًا من الأطفال إلي كبار السن وخاصة الشباب هو الهدف الأسمي، وأكدت فاطمة أن المبادرة لا تهدف أي ربح مادي.
»‬كنا حابين ننشر القراءة ونعمل حاجة تفيد توسعها» تسرد فاطمة خطوات المشروع الذي بدأ في أبريل 2014 بتوفير الكتب في بعض المقاهي الشبابية »‬الكافيهات» ولكنها تجربة سرعان ما توقفت لعدم تحقيقها النجاح المرجو علي أرض الواجب، متابعة أن حلم اقرأني بالنجاح الأكبر وتحقيق استفادة أعلي للمتلقين علي أرض الواقع وعدم اعتبار القائمين عليه المبادرة »‬تأدية واجب» أجبرهم علي الإعتراف بإخفاق التجربة الأولي ومن ثم محاولة تخطيها متخذينها وقودا لتحقيق أهدافهم بل وتوسيعها ليدشنوا 3 نشاطات مختلفة هي: »‬ أنت الروي - حدوتة - نادي القراء».
توضح فاطمة تفاصيل نشاطها بأن الأول عبارة عن قراءة الكتب بعقول متعددة، وأفكار مختلفة، وأنه أشبه بجلسات العصف الذهني للكتاب الواحد من خلال تحديد كتاب معين لمناقشته في موعد محدد بنهاية كل شهر مع عمومية الدعوة للحضور والمشاركة حتي من لم يقرأه، وأن مشروعها لم يحصر اهتمامه علي القراء، مشيرة إلي أن الاهتمام بحضور غير القارئين يكون أحيانا أكثر لجذب لعالم الورق، وأن حضور المناقشة وتلاقي الأفكار وتنوعها، يجعل غير القارئ مستخلصا لأفكار الكتاب وأهدافه كأنه قرأ الكتاب بعقلية كل الحاضرين، مشبهة ذلك بالنهر الذي لا يقف مجراه ولا يكف عن العطاء، فمشروع »‬اقرأني» لم ينحصر اهتمامه عند »‬الكبار» الناضجين، فحاول من خلال نشاطته المساهمة في تكوين فكر النشء، ومساعدته علي التطور فجاءت نشاطتي »‬حدوتة ونادي القراء».
وتقول المسئولة عن اقرأني شكرًا أنهم حاولوا تأصيل سلوك القراءة للشباب بمختلف أعمارهم حتي البراعم منهم - الأطفال - فهدف النشاطين ربط الشباب بالقراءة حدوتة من خلال تجميع الأطفال في أحد المكتبات العامة في موعد شهري، وقراءة كتاب قصصي صغير لهم بطريقة »‬الحواديت» المصرية الأقرب للوصول لعقلية الطفل، مع توزيع نسخ من الكتاب عليهم في نهاية الجلسة، ومتابعتها بنشاط فني يرتبط بموضوع الحدوتة المتغير كل شهر لإدخال المتعة لنفوس الأطفال وربطها بالمتعة »‬مش عايزنهم يملوا من القراية ويحسوها حاجة صعبة من صغرهم».
وعن نادي القراء تشرح فاطمة أنه يتم بالتعاون مع مدارس وزارة التربية والتعليم بتجمع شهري بين الطلاب داخل مكتبة المدرسة ليعرضوا موضوعات الكتب التي قرأوها بالفعل ويتبادلوها مع زملائهم وتشجع علي الاستعارة.
»‬محمد» صانع السعادة في شوارع المحروسة
عروض فنية مجانية بالحدائق والميادين لنشر البهجة
كان الشعور بالفشل يطارد محمد سعيد منذ الطفولة، يحلم بما لا يستطيع الوصول إليه، يقع ثم ينهض من جديد لينفض التراب عن كاهله ويكمل المشوار، فهو الشاب العشريني الذي التحق بكلية الآداب بعد ضياع آمال الطفولة ورغبة الأسرة فيه بأن يصبح مهندسًا أو ضابطًا أو طبيبًا، وتصاحبه الوحدة فهو لم يكن قادرًا علي تكوين صداقات أو الارتباط بفتاة جميلة مثل بقية الشباب في عمره، ولم يكن يدري أن هناك موهبة داخله لم يكن ليراها لولا الصدفة البحتة التي أخذت بيديه إلي مسرح الكلية لتكون بداية جديدة في حياته ويصل لنقطة التحول التي جعلته يلقب ب »‬صاحب السعادة» وينزل إلي الميادين والشوارع متطوعًا لرسم البسمة علي الوجوه.
»‬واحد من زمايلي في الكلية خدني أمثل معاه دور صغير في مسرحية الكلية والناس أعجبت بيه وأثنت عليه ومن ساعتها ابتديت أقدم كل سنة لحد ما اخدت المركز الأول علي الجامعة» بنبرات فرحة يتذكر محمد سعيد أولي خطوات النجاح فالتمثيل كان أول خطوة يثني عليها الجميع ويحقق فيها تقدمًا ويشعر بالتميز وسعادته الأكبر كانت تكمن في إسعاد الجمهور ورسم الضحكات علي الوجوه».
نقطة التحول في حياة صانع السعادة كانت لحظات التعاسة والألم والشعور بالفقدان بعد وفاة أقرب صديق إليه بمرض السرطان، لم يكن قادرًا علي مواجهة العالم بعد تلك الخسارة المفجعة خاصة أن الفقيد كان دائمًا ما يقف في الصف الأمامي في معظم العروض يصفق له ويهنئه ويشجعه علي المواصلة حتي أصبح الكرسي خاويا ينظر إليه محمد لتمتلئ عيناه بدموع الفقد والوحشة والعجز.
»‬كان دايما ينزل يجيب حلويات للأطفال ولعب وينزل يوزعها عليهم عشان يفرحهم وانا قررت أكمل طريقه لكن بطريقتي» هكذا استكمل محمد سعيد حديثه عن صديقه بنبرات يعتريها الحزن والأسي وتمتزج بنبرات التحدي حين تذكر أول عرض قدمه للجمهور متطوعًا يحمل قصة حياة صديقه الذي قاوم السرطان حتي وافته المنية ليلاقي العرض استحسانا كبيرًا لدي كل من رآه، وقرر من حينها أن يقدم عروضًا في الشوارع بشكل مجاني لنشر البهجة والسعادة.
»‬فيه ناس بيبقي نفسها تروح مسرح لكن ظروفها المادية مش بتسمح فأنا قررت أتبرع بجزء من وقتي وأنزل أفرح الناس في الشارع» هكذا كان قرار سعيد وبالفعل أصبح ينزل إلي الحدائق العامة والمتنزهات خاصة في منطقة حدائق حلوان لرسم البهجة علي الوجوه، حتي أن حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي »‬فيس بوك» يحمل عبارات تحتوي علي الأمل والسعادة لهذا لقبه محبوه ب »‬صاحب السعادة».
»‬نايت رانرز».. العب رياضة وخد ثواب
سباقات الركض والدراجات وجمع تبرعات للأعمال الخيرية
بمجرد أن تغيب الشمس ويحل الليل تجدهم يتسابقون لقطع عشرات الكيلومترات علي دراجاتهم السريعة، أطباء ومهندسين وأساتذة في الجامعات جميعهم يد واحدة من أجل ممارسة الرياضة وحث الشارع علي التسابق معهم، تجد المارة يشيرون إليهم بوجوه مبتسمة خاصة بخوذاتهم الملونة والتي تميزهم عن غيرهم، فهم فرسان الليل أو نايت رانرز، مبادرة شبابية من أجل نشر ثقافة أهمية ممارسة الرياضة في الشارع المصري رافعين شعار »‬العقل السليم في الجسم السليم» واستطاع عدد كبير من أفراد المبادرة إحراز ميداليات والاشتراك في مسابقات عالمية ومحلية لرفع اسم مصر في الخارج، وكذلك استغلال التجمع في الماراثون من أجل جمع التبرعات المالية ووضعها في جمعيات خيرية أو التبرع بالدم لصالح المستشفيات المصرية.
كابتن محسن عبد المعبود، مؤسس فريق »‬نايت رانرز» يعمل كمهندس حاسب آلي في إحدي الشركات الخاصة، إلا أن وظيفته لم تكن عائقًا لممارسة الرياضة بل دافعًا له، فهو يجلس عدد ساعات طويلة علي كرسيه أمام شاشات الكمبيوتر دون حركة وهو الأمر الضار لعظام الجسد، كذلك بدأ زملاؤه الإصابة ببعض أمراض الفقرات العظمية والنظر والصداع لذلك قرر ألا يستسلم وأن يمارس الرياضة ليلًا بعد انتهاء وقت العمل.
يقول عبد المعبود أن ثقافة الرياضة غير منتشرة في الشارع المصري حيث يجد الفرد نفسه منخرطًا في الأعباء اليومية التي لا تنتهي وتعدي ساعات العمل احيانا 9 ساعات والعمل أيضًا في أوقات العطلات ولا يتبقي وقت سوي للراحة والنوم فقط، أما المبادرات الشبابية الرياضية فهي منتشرة بشكل أكبر في الشارع الأمريكي الذي يتجه لممارسة أي نوع من الرياضات بعد العمل حتي لو كان المشي من أجل الحفاظ علي الصحة الإنسانية.
الثلاثاء هو اليوم الذي اختاره فريق »‬نايت رانرز» من أجل ممارسة الرياضة، فالبعض يلجأ إلي ركوب الدراجات والبعض الآخر يفضل الركض علي قدميه علي حسب المسافة المتفق عليها مسبقًا علي صفحتهم علي موقع التواصل الاجتماعي »‬فيس بوك» وغالبًا يركضون في مناطق الزمالك أو المعادي أو مدينة نصر وأحيانًا الدقي بسبب اتساع تلك الشوارع وسامحها بالمرور دون تضييق علي المارة الآخرين.
الأمر لا يتوقف عند الركض فقط لكن استغلال هذا الماراثون لخدمة المجتمع وجمع بعض التبرعات لأصرح خيرية مثل مستشفيات علاج الأورام وكذلك دور الأيتام والمسنين وأيضًا تم التنسيق مسبقًا مع الحلال الأحمر لعمل حملة توعية عن مرض الإيدز وهو ماراثون انتهي بإنارة مبني المنظمة باللون الأحمر بمشاركة 300 شاب وفتاة في منطقة مدينة نصر ولاقت الفعالية تفاعلا شديدا ورضا من الحضور.
»‬احنا أحرزنا عددا كبيرا من الميداليات وشاركنا بشكل فردي في سباقات عالمية منها ماراثون روما الدولي وبرضو في سباقات محلية زي ماراثون شرم 21 كيلو وانترناشونال كايرو ماراثون 42 كيلو» هكذا تحدث كابتن محسن بنبرة من الفخر والاعتزاز بأعضاء فريقه المتكون من جميع الفئات ويحرزون تقدمًا وميداليات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.