قد يبدأ د. نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية مهمته الصعبة في سوريا. بعد موافقة دمشق للرجل علي الزيارة خلال الساعات القادمة. في هذه الحالة يصبح التحفظ.الذي ابدته سوريا مقبولا،علي مخالفة الاتفاق، الذي تم اثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب، اول الاسبوع الماضي. بعدم اصدار بيان عن الاجتماع.و الاستجابة للطلب السوري. بسحب فكرة ارسال وفد وزاري والاكتفاء بالعربي. فهذا يعني كما قال لي مسئول سوري القبول بالزيارة، والترحيب بها.ورفض فكرة اصدار البيان. وقد تكشف الاحداث ان مهمة الامين العام، تم وأدها قبل ان تري النور، وهذا يعني ان التيار المتشدد داخل القيادة السورية.قد فرض رأيه وتصلبت مواقفه. واعتبر ان الاجتماع ومادار فيه،تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي السوري. ومهما كان الامر. فعلي القيادة السورية، ان تعي ان المواقف العربية، ومنها الاجتماع الوزاري الطاريء. يمثل »مظلة عربية« و»طوق نجاة« وليس جزءا من مؤامرة دولية تستهدف النظام السوري. وتخطط لاسقاطه،والحاقه بنظام مبارك او القذافي. ولدي يقين.بان العديد من الانظمة العربية خاصة في الخليج. لاترغب في ان تنتهي الاوضاع في سوريا. مثلما انتهت في ليبيا. وتتمني رغم كل شيء، ان يتمكن النظام السوري.من تجاوز ازمته، والخروج سالما منها،فنظرة هذه الانظمة الي بشارالاسد، مختلفة جذريا عن موقفها من القذافي. الذي لم يلق في اي فترة من حكمه، تأييدا أو تعاطفا. ونجح في اكتساب عداوات زعماء تلك الدول. عبر تاريخ طويل من الازمات، في العلاقات بين دول الخليج والقذافي.فالكل علي قناعة بأهمية سوريا. كأحد أركان الاستقرار في المنطقة. وتأثيرها في عدد من الملفات الهامة علي الصعيد العربي. مثل الوضع في لبنان والعراق والمنظمات الفلسطينية مثل حماس والجهاد.ناهيك عن الملفات الاقليمية. خاصة في ظل العلاقات الاستراتيجية مع ايران وتركيا قبل الازمة. والتشابك مع اسرائيل.ويكفي للتدليل علي ذلك رصد الفترة الزمنية. التي مرت علي بداية الاحداث في سوريا، في منتصف مارس الماضي، وصدور اول بيان من مجلس التعاون الخليجي في 6 اغسطس الماضي، وكذلك الصيغة التي خرج بها. والموقف الوحيد الذي مثل ضغطا بالفعل علي النظام. هو سحب عدد من دول الخليج، لسفرائها في دمشق للتشاور.علي عكس الموقف العربي من ليبيا. الذي تولت دول الخليج قيادته.فالجامعة اصدرت وعلي مستوي المندوبين بعد خمسة ايام فقط. من بداية الاحداث. وتحديدا في 22 فبراير. قرارا بتعليق عضوية ليبيا في اجتماعات الجامعة. ولم يمر سوي ثلاثة اسابيع.حتي اتخذ الوزراء، قرار فتح الابواب علي مصراعيها امام تدخل الناتو. ويصبح من المهم ان تعي القيادة السورية. ان الاعتراف بوجود ازمة. اول الطريق للحل. والتعامل بان الامر جزء من مؤامرة خارجية. او ضغوط علي الحكومة هو تهوين لها دون بذل اي جهد للحل. وان الكارثة هو استمرار الاعتماد علي آلية أمنية. كأسلوب وحيد لاستعادة الهدوء. وان الاضطربات يقوم بها مجموعات من »الشبيحة« او الخارجين عن القانون. هو تغييب لواقع، ان هناك مطالب مشروعة للشعب، يجب العمل علي سرعة انجازها دون ابطاء. وهو السمة الغالية علي التحرك الرسمي السوري منذ بداية الازمة. وقد لاحظ كثيرون، وانا منهم ان مداخلة المندوب الدائم لسوريا في الجامعة العربية. السفير يوسف احمد تضمنت اشياء كثيرة.ليس من بينها خريطة طريق للمستقبل. او حتي رصد لما تم من اصلاحات علي كافة الاصعدة والتي قام بها النظام. كما ان علي دمشق ان تدرك. ان الموقف العربي الاخير في الجامعة. صادر عن دول ترغب في مساعدته وحمايته من اجندة دولية تستهدف النظام.