حدثنا أبو شادي / بتاع الزبادي/ قال :ابتسمت زوجتي / في وش حضرتي / ثم هددتني بفضيحة علي الفيس بوك / إن لم أحضرلها الكعك / فواقفت وقلت بشرط / وضعي تحته ألف خط / وهو أن يكون الكعك والفطير / بطعم ميدان التحرير / وإليك المقادير / كيلو دقيق فاخر / من إنتاج الشباب الثائر / في مصنع 25 يناير / يخلط مع 10 بيضات / من بيض مزارع الائتلافات / يضاف لذلك سمنة طبيعية / خالية من المطالب الفئوية / والاعتصامات الفوضوية / وبعد أن أعدت زوجتي اللازم / سألتها : إيه الأخبار يا هانم؟ / فقالت: يالهوي العجين ماستواش / فقلت : اضربيه بمضرب الاسكواش / فقالت : ضربته بس الكحك لسه طري / فقلت: ضعيه في فرن المجلس العسكري / ثم رشّيه بسكر نقي / ماركة (شرف) وليس (الفقي) /ثم حملنا الصاجات / وذهبنا للفرن في مظاهرات / ونحن نهتف ونقول / اللهم احفظ مصر علي طول / من شر (الفِلة و الفلول) / وعدنا بالكعك من الفرن /وجمعنا من أهالي الحي نصف طن / من الكعك والفطير والمنين / لتوزيعهم علي الغلابة والمساكين / فقالت زوجتي هنادي/ ما رأيك يا أبا شادي / أن نذهب في العيد لنزلاء سجن طرة / ونعيِّد عليهم بالكعك والغريبة الفاخرة / فقلت : هل كلامك جد أم نأورة ؟ /فقالت جد الجد / فقلت : ماشي بس ما تقوليش لحد / وعلي الأقل ينوبنا ثواب كبير / و يعرفوا أن الدنيا لسه بخير/ فقالت : دول يا ولداه حالتهم كرب / وشكلهم يقطع القلب / وذهبنا إلي هناك / فوجدنا نظيف يجري في (التراك) / ورأينا علاء وجمال / مزاجهما عال العال / ويلعبان التنس / مع (الفقي أنس) / أما صفوت الشريف الرزين / فقد ارتدي ملابس الواعظين / ووقف يصلي بالمساجين / ويقول الله أكبر كبيراً / اللهم أعدنا لمجلس الشوري / سالمين غانمين / فرد د. فتحي سرور: آمين / وأعدنا يارب لمجلس الشعب / كفاية بهدلة وغلب / فنادينا في الميكرفون / أيها السجناء المحترمون / اجمعوا هنا / فالتفوا حولنا / وقالوا : ماذا تريدون؟ / فقلنا : أي أنواع الكعك تحبون؟ / فقال عز: أنا عاوز كحكة / مسلحة بحديد البركة / وقال نظيف أنا عاوز كحكة بالعجمية / معجونة في القرية الذكية / وقال إبراهيم سليمان / (اللي كان وزير إسكان ) / و أنا عاوز كحكة ماكس / تشطيب سوبر لوكس / وقال الشريف : أنا عاوز كحكة محشية / بالنزاهة والشفافية / وقال سرور اللهم فك الكربة / وأعطني كعكة علي شكل القبة / وطلب الفقي الكحك الحصري / الذي لا يصنع إلا في التلفزيون المصري / أما حبيب العادلي و مساعدوه / فقد عزموا علينا بكعك صنعوه / وفي أمن الدولة عجنوه / وقرّصوه وفرموه / حتي جعلوه كالفتافيت / ورشوا عليه ثاني أكسيد العفريت / وأطلقوا عليه اسم كحك إبليس / المصنوع بناء علي تعليمات السيد الرئيس / وقالوا لحارسهم الشاويش عبد العاطي / أعطي لهم الكحك المحشي بالرصاص المطاطي / ثم أخرجوا كعكاً من النوع / المسيل للدموع / وألقوه علي الزوار / فلاذوا بالفرار / وعلمنا بعد ذلك من مأمور سجن طرة / أن النزلاء حالتهم متدهورة / وأصيبوا بالقئ والإسهال / لأنهم لم يتعودوا علي الكعك الحلال!!.