ماذا لو هجرنا ذاكرة المليونيات والفلول والمشاكل والمحاكمات وتفرغنا لنعيش فرحة أول عيد فطر مبارك بلا »مبارك« بعد سبعة أشهر ثورة ونضال وميدان. شباب الفيس بوك أدرك بحسه الوطني أهمية هذا العيد وضرورة أن نعيش أيامه السعيدة بدل الفرحة فرحتين.. فوجه بوصلة نضاله نحو صندوق السعادة والأعياد حتي يجعلوه عيداً مختلفاً نتنفس فيه أمناً وسلاماً ومحبة ووئاماً.. خالياً من قلة الأدب والتحرش والمعاكسات الموسمية الفجة التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بالمناسبات الدينية والاجتماعية.. تلك الممارسات الشاذة كانت تحدث- للأسف- في عز النهار بالشوارع والحدائق والمتنزهات »علي عينك يا تاجر«!.. والشرطة في أوج عنفوانها وجبروتها، ومع ذلك عجزت لأسباب غير معلومة التصدي لهذا المد الإجرامي الوقح الذي يدخل الرعب في قلوب البنات والعائلات ويسيء لسمعة البلاد! الخوف من تفاقم هذه الظاهرة في ظل الغياب الأمني المربك الذي يعاني منه الشارع المصري دفع نشطاء الفيس بوك ليعلنوها حرباً ضد بلطجة الأعياد خلال مبادرات مختلفة بشعارات وعناوين متباينة تتفق علي إحياء ذاكرة اللجان الشعبية الخالصة أو المشتركة مع رجال الشرطة وقواتنا المسلحة معاً يد واحدة حتي يطهروا البلاد من ميليشيات تحرش الاعياد.. فالشعب يريد أن يعيش الفرحة الخالصة بلا فلول أو إرهاب. وثقتي كبيرة أن من أسقطوا نظام مبارك العتيد قادرون علي اقتلاع جذور مملكة البلطجة والتحرش بكل صورها وألوانها. ويا رب اجعله عيد فطر مباركاً علي كل المصريين.