حوادث العنف ضد الأطفال والقتل وارتفاع معدل جرائم القتل والبلطجة تؤكد فساد الأخلاق والبعد عن الدين.. ماذا جري للمصريين؟ .. حوادث غريبة ومتنوعة وتكرار لقتل الأطفال، ما بين طبيب يعذب ابنه بدمياط حتي الموت بسبب الفلوس ! وآخر يخنق طفليه ويلقيهما في نيل فارسكور، وأم تلقي بطفليها في ترعة بالمنيا لينجو أحدهما ويغرق الآخر، ووحش يفتك بالطفلة حبيبة في الدقهلية، والبيه البلطجي الذي ذبح رجلا محترما علي شاطئ الإسكندرية دافع عن زوجته ورفض معاكستها.. مسلسل دموي يسطر غياب الدين والعقل وانفلات أخلاق المصريين ولهثهم خلف الحياة، والتغني صباح مساء بضيق العيش وارتفاع الأسعار، ولم يلفت نظرهم ما يفعله الإخوة السوريون الذين انتشروا في ربوع مصر وتوغلوا في الأرياف وتنوعت استثماراتهم واقتحموا كل المجالات.. صنايعية وتجار، ومطاعم متنوعة، وثقة وضمير وأمانة. تمرسنا في الفهلوة والشطارة والتنظير وجلسات الدردشات علي مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وخربت العقول والبيوت. تراجع ملحوظ لدور رجال الدين، بل غيابهم وافتقادهم لجذب الناس وخاصة الشباب، بالإضافة للفتاوي الهلس التي سببت السخرية والعزوف. لتكتمل منظومة التراجع بمهازل الفضائيات التي تحولت للردح وعجزت عن إلقاء الضوء عن المشروعات الكثيرة والعملاقة المنتشرة في جنبات المحروسة، لم تكلف فضائية نفسها بالتعمق واختيار مذيعيها من أصحاب الخبرة والكفاءة والقبول.. تحولوا لأراجوزات وفقدوا المصداقية وابتعدوا عن الناس وعجزوا عن التوغل في مشاكل المجتمع والقرب من الشعب.. ولم يفلحوا في تصحيح الأفكار المسمومة وتعاموا عن الإنجازات والخير الذي بدأت تظهر بوادره بمشروعات تعيد رسم خريطة الاقتصاد المصري. سلوك المصريين بات شاذا، والصوت العالي والجعجعة بدون فهم غلبت مناحي الحياة، وما يحدث من بلطجة من قائدي السيارات والألفاظ الخارجة بين الجميع والجور علي حقوق المارة وعدم احترام كبار السن، صورة سيئة للعربدة المرورية التي فرضها السلوك الشائن وتغاضت عنها أجهزة المرور ونست أن هناك قواعد مرورية تعيد الانضباط للشارع وتضبط حركته وترسخ قيما أخلاقية وسلوكا متحضرا.. كل هذه السلبيات تعزز التدني الأخلاقي وتزيد الانفلات ليتمادي الجميع في الخروج عن النص. اضبطوا الشارع لتعيدوا الالتزام والاحترام للناس، وانشروا الود والتسامح لتعود مصر لصورتها البهية. خطوات صحيحة رغم ما بها من وجع إلا أنه الدواء المر لتعافي اقتصادنا.. فالخير قادم بالعمل ومشاركة الشباب في المشروعات القومية والمدن الجديدة والطرق والمزارع، وكفانا هلفطة علي مواقع التواصل التي قطعت كل أساليب التواصل ! بالعمل والأخلاق والعودة لقواعد الأدب والالتزام ستختفي سلوكيات غريبة وشاذة أساءت لمصر والمصريين. أعيدوا التسامح والود والأخلاق وانتبهوا للعمل لتختفي المآسي التي شوهت مجتمعنا وأساءت للجميع. فماذا جري للمصريين ؟