ما تشهده سيناء خطير، بل ربما كان وصف الخطورة أقل من النتائج المتوقعة إذا استمر التصعيد، لتصل الأمور إلي منعطف يدفع لمواجهة موقف ليس هذا وقته. ميراث طويل من التجاهل والسياسات الخاطئة، والتنازل العمدي عن الحقوق، كان النظام البائد وراء تلك التراكمات، ثم كان هناك من يتحين الفرص، ليس فقط ممن يصنفون في خانة الاعداء، ولكن من جانب من يتبنون تفسيرات خاطئة للدين وللعروبة! تحت سماء سيناء تتجمع نذر خطر، قد تصبح نارا يصعب السيطرة عليها، من ثم فإن أمن سيناء يجب ألا يكون علي قائمة أولويات الحكومة والمجلس العسكري وحدهما، بل ان الاخطار المتصاعدة تتطلب حشدا لكل القوي الوطنية، فالوقت لا يحتمل سوي الاستعداد الجاد لمواجهة مؤامرة تحاك خيوطها منذ زمن، ويتصور البعض أن وقت التنفيذ قد حان. حين يلوح خطر العدوان المبيت، فان صده لا يقتصر علي آلة الحرب، فالتحرك السياسي والدبلوماسي الفعال، بالتوازي مع تأمين الجبهة الداخلية وحشد كل قواها، ثم ضبط النفس بمالا يمس الحقوق أو الكرامة، أمور تشكل حزمة من شأنها تحجيم الخطر المحدق بسيناء دون الانجرار إلي ردود افعال غير محسوبة. في ظل ما تمر به البلد من ظروف، فإن معالجة الازمة لابد ان تكون بمنأي عن سياسة حافة الهاوية التي يروق لبعض الأصدقاء- قبل الاعداء- دفعنا باتجاهها.. فاحذروها.