الآن .. تسعي حكومة إسرائيل لتوظّف صفقة الأسري الفلسطينيين للخروج من أزمة الثورة التي تشهدها شوارع تل ابيب ، مستشارو نتنياهو اقترحوا عليه السعي لإطلاق سراح " شاليط " بأي ثمن علي اعتبار ان تحريره واعادته لذويه سوف يحول الاعتصام إلي مهرجان فرح بالانتصار علي الإرهاب الفلسطيني! اكاد ازعم ان نتنياهو سيوحي للجميع بأنه سيأخذ بنصيحة مستشاريه، لكنه في رأيي سيتراجع عن التنفيذ لان اطلاق سراح شاليط يعني اكبر خسارة لاسرائيل ، واكبر انتصار لأشاوس حماس الذين قدموا بعملية الأسر المبررات التي كانت تبحث عنها اسرائيل لتحقيق اهدافها الاستراتيجية ، وقد كشف عن ذلك يساريون أسرائيليون اعتبروا " شاليط " ضحية للسياسيين المتطرفين الذين يواظبون علي اطالة إبقائه في غزة ، لثقتهم أنه لن يُقتل ، وادامة اسره يعطي لاسرائيل مبررات استمرارية حصار قطاع غزة وقصفه يوميا واعادة تدميره كلما امتدت اليه يد البناء . ساسة اسرائيل وجنرالاتها يعلمون جيدا الآلية التي يفكر بها اشاوس حماس الذين حولوا قضية شاليط من قضية وطنية إلي قضية حزبية ، بل إلي قضية شخصية تتعلق بطموح من اسروه بمعزل عن القضية الوطنية الرئيسية ، الامر الواقع يؤكد ان قادة حماس فشلوا تماما في استثمار عملية شاليط ، الامر الواقع يؤكد ان تداعيات عملية الأسر دفع ثمنها الفلسطيني البسيط الذي خنقه الحصار وضاقت به الحياة التي ضاق بها من المعاناة اليومية امام مقصلة المعابر ونتائج الدمار . الساسة والجنرالات في اسرائيل جعلوا قضية شاليط من أكبر مصادر الدخل السياسي الاحتلالي القمعي ، شاليط هو المبرر لحصار غزة وقصفها وتدميرها ، بسبب شاليط تم تفريغ القطاع من المنتجين والمستثمرين ورؤوس الأموال والشباب الاكفاء بما يحقق أولويات إسرائيل التي تريد ان تجعل القطاع خاويا إلا من الفلسطينيين الذين تصنفهم في خانة الإرهابيين ! اسرائيل تريد ان تبقي شاليط في يد أشاوس حماس لمواصلة دعايتها التي تريد ان تكشف للعالم وحشية وفاشية الفلسطينيين الذين يمنعون الصليبّ الأحمر من زيارة الاسير " شاليط "، أو استلام رسائله التي يريد ان يبعث بها لذويه، في الوقت الذي تبيح فيه إسرائيل الديمقراطية الزيارة لعائلات آلاف السجناء الفلسطينيين! السياسيون في اسرائيل يسوقون في كل انتخابات دعاياتهم الانتخابية باستعمال أيقونة شاليط الذين يعتبرونه رمز من رموز اعتزاز الجيش بمنتسبيه وجنوده علي اساس ان الجندي الإسرائيلي الواحد درةً غاليةً تُعادل آلاف الأسري من الفلسطينيين ، فهم يناورون بعملية أسره سياسيا وانتخابيا ، ويؤلبون الرأي العام العالمي ضد المتوحشين في قطاع غزة ، ويستغلون ازدواجية جنسية "" شاليط " الفرنسية الاسرائيلية لكي تفقد فرنسا تعاطفها مع الحق الفلسطيني وتغير من مواقفها . اود ان اقول ان أسرائيل لديها من القدرة والألة الاعلامية ما يجعلها تستفيد من أي كارثة تتعرض لها ، فقد استثمرت قضية شاليط داخليا وخارجيا وجنت من وراءها الارباح التي لم يستطع الاشاوس ان يحققوا واحدا من عشرة من وراء تلك العملية ، وها هو " شاليط " يطرح كورقة من مستشارو نتنياهو لفض ازمة الاعتصامات في تل ابيب .