من المؤكد ان الذين كتب لهم الله اداء فريضة حج بيت الله الحرام خلال السنتين الاخيرتين قد لمس الطفرة الهائلة في الخدمات خاصة فيما يتعلق بالتسهيلات الفائقة التي اصبحت متاحة خلال شعائر رمي الجمرات. ولم تعد هناك مشاكل علي الاطلاق في انهاء هذه الشعائر لملايين الحجاج في يسر وسلام دون التعرض للازمات والحوادث الناجمة عن الزحام والتكدس. الكباري والانفاق والطرق العلوية التي تم اقامتها في منطقة رمي الجمرات والتي تمتد لمسافات طويلة جنبت الحجاج المشقة والمعاناة والاخطار. الجديد في عمليات التطوير التي تقوم بها المملكة السعودية من اجل تقديم المزيد من التسهيلات لحجاج بيت الله يستهدف تسهيل انتقال الحجاج بين جدة وكل من مكةوالمدينة.. بعد عامين اي في عام 2102 سيكون هناك قطار كهربائي سريع يربط بين المدن السعودية الثلاث بما يضمن اتمام عملية تنقل الحجاج سريعا وفي راحة تامة وبتكلفة اقل. هذا الخط الحديدي الذي يتكلف المليارات من الريالات والذي يبلغ طوله 054 كيلومترا يتم حاليا وضع اللمسات الاخيرة لاتمامه حيث من المنتظر ان تنتهي المرحلة الاخيرة من الخط الحديدي نهاية هذا العام لتبدأ خلال شهور قليلة عملية بناء المحطات الاربع التي سيتوقف عندها القطار وهي جدةومكة ورابغ التي تقام عندها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ثم المدينةالمنورة. ويأتي إنشاء السعودية لهذا المشروع الاستراتيجي ضمن عدة مشروعات اخري لربط مدن المملكة السعودية بخطوط سكك حديدية. في نفس الوقت تقوم بعض الدول الخليجية ومنها دولة الامارات العربية المتحدة بتنفيذ مشروعات مشابهة ضمن تخطيط متفق عليه مع باقي الدول الخليجية لتحقيق الربط فيما بينها بخطوط سكك حديدية. هذا المخطط التنموي سوف يكون له انعكاساته الايجابية علي زيادة الترابط وأواصر التعاون بين الدول الخليجية. لاجدال ان الاقدام علي تبني مشروعات السكك الحديدية في السعودية ودول الخليج يعد بكل المقاييس استثمارا جيدا ومفيدا للغاية لعوائد الثروة النفطية التي حققت طفرة هائلة في زيادة موارد هذه الدول في السنوات الاخيرة.