يحتفل العالم هذا العام بمرور 20 عاما علي إصدار تقرير المخدرات.. أما تقرير هذا العام فإنه يجيء في الوقت الذي قرر فيه المجتمع المضي قدماً من أجل العمل المشترك لمواجهة الزراعة والإتجار والتعاطي، والآثار المترتبة علي كل هذا.. ويكشف تقرير هذا العام أن 250 مليون شخص يتعاطون المخدرات علي مستوي العالم، من بينهم 29.5 مليون شخص من البالغين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وأزمات.. كما يكشف أن الأفيون الأكثر ضرراً وتهديداً.. ونتج عن ذلك إصابة 12 مليون إنسان بڤيرس » ومن بين كل ثمانية واحد يتعايش مع هذا المرض الخطير.. ورغم توافر العلاج إلا أنه باهظ التكاليف لذلك فقد أكثر من 222 ألف مريض حياتهم. ويشير التقرير العالمي إلي كشف ما يعرف بالشبكة الخفية Dark Net التي يستخدمها تجار المخدرات في التعامل من خلال شفرة سرية التي أدت لزيادة تجارة المخدرات بنسبة 50٪ في الفترة ما بين 2013 و 2016.. وشملت القائمة القنب والاكستاسي والكوكايين والمهلوسات الأخري وتعتمد بعض الجماعات الإرهابية علي أرباح المخدرات التي تمثل نصف دخل طالبان. ولا يقتصر التعامل في المخدرات وتعاطيها علي الرجال بل تنتشر أيضا بين النساء علي مستوي العالم، وتصل نسبة تعاطي المرأة للمخدرات إلي الثلث.. وترتفع أصوات المسئولين عن تقارير المخدرات مطالبة بضرورة توفير العلاج لهن لأن الخطورة تزداد في حالة ارتكاب الجرائم كما يجب إعادة النظر في إلغاء عقوبة الإعدام واستبدالها بالسجن في الحالات الصغيرة. ومن الملاحظ انتشار التعاطي بين المراهقات وعدم توفير الرعاية الأسرية الواجبة، وصدمات الفشل في الحب وتحقيق حياة مستقرة وقد ارتفعت معدلات التعاطي في الدول النامية وهنا يجب الربط بين الجنس والمخدرات، والإصابة بڤيروس نقص المناعة وانتشار الاضطرابات النفسية.. كما يجب وضع برامج تستهدف السجينات وتقديم الحوافز لهن خاصة لمن يتعاطين جرعات صغيرة بعد أن تزايدت نسبة تعاطي الهيروين 11٪. ومن المؤسف عدم توافر الأدوية للعلاج من الإدمان في بعض الدول الإفريقية، وهو ما يجب تداركه كما يتعين استخدام التكنولوجيا في رصد حركة التجارة في المواد المخدرة خاصة أن طريق البلقان لا يزال الممر الرئيسي للتهريب.