المراسلون الأجانب ومحاكمة القرن

اجمع المراقبون لوسائل الاعلام العربية والافريقية والاسلامية والغربية والامريكية المقروءة والمسموعة والمرئية في تناولها الاعلامي لمحاكمة القرن التي اقدمت عليها مصر انها خطوة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للشعوب النامية.
وتعد اولي الخطوات الايجابية علي نجاح مصر في العبور الآمن للمرحلة الانتقالية الحالية بكل ماتحمله بين طياتها من تطورات سياسية وامنية واقتصادية كما انها اكدت علي نجاح المجلس الاعلي للقوات المسلحة وحكومة شرف في قدرتهما علي وضع اللمسات النهائية والاطر القانونية للانتخابات البرلمانية والدستور الجديد والانتخابات الرئاسية القادمة بما يتماشي مع واهداف ومباديء ثورة 52 يناير.. لقد كسبت مصر من اذاعة محاكمة القرن علي الهواء مباشرة محليا واقليميا ودوليا احترام العالم المتقدم لمصر الحضارة والتاريخ وقد ساعد علي ذلك الدور الاعلامي الذي قام به وزير الاعلام اسامة هيكل في ادارة اذاعة المحاكمة بكل حنكة اعلامية فنيا واداريا وتجاريا.
حيث شاهد العالم محاكمة مصر لرئيسها الذي حكمها ثلاثين عاما علي الهواء مباشرة وبعدها انطلقت الكاميرات الفضائية واقلام كبريات الصحف والمجلات في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واسرائيل ودول الاتحاد الاوروبي لتسجل اللحظات التاريخية التي تعيشها مصر وتؤكد ان ثورتها تمضي قدما نحو النجاح في تحقيق اهدافها ومبادئها لقد فوجيء العالم بثورة مصر وهي تقدم لهم ديمقراطية فريدة من نوعها تنبع من حضارة أمة وتاريخ شعب فرعوني وعربي واسلامي قادر علي تحقيق المعجزات يتفوق بديمقراطيته الجديدة علي ديمقراطيات كثيرة في الغرب اعتقد العالم انها افضل الديمقراطيات.
واستطاع الوزير الجديد ان يحقق لمصر مكاسب اعلامية وسياسية لم تستطع الوزارات المتعاقبة للمرحلة الانتقالية تقدر علي تحقيقها حتي لو وضعت كل ميزانيتها في سبيل ذلك.. مستخدما خبرته الاعلامية كصحفي متميز مستخدما اخلاقيات المهنة التي تنبع عن اخلاقيات مصر خاصة في تسويق الحدث تجاريا وادارته واعلاميا.. الأمر الذي تنبه اليه المراقبون وهو اهمية استمرار وزارة الاعلام المصرية في المرحلة الانتقالية الحالية ومدي حاجتها الي وزير اعلام فاهم يقود اعلاميا الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ويعيد هيكلة قطاعات الاعلام الرسمية بما يتوافق مع اهداف ومباديء الثورة ويستطيع ان يضع خطة اعلامية لمصر في افريقيا وحوض النيل بما يساعد علي نجاح سياسات مصر الخارجية في هذه الدول..
ان وسام النجاح الاول لثورة 25 يناير نضعه بكل فخر علي صدر وزير الاعلام الذي اثبت بعد محاكمة القرن اننا اخطأنا في الغاء وزارة الاعلام بعد قيام الثورة واننا نحتاج بشدة الي وزارة اعلام دائمة يقودها وزير اعلام يعي التغيير الذي احدثته ثورة 52 يناير.