أتابع يوميا نشرة أخبار الديوك وما يثار من اتهامات وتلميحات ومعارك كوميدية بالمقشات وورق الكلينيكس بين مايسمي بالتيارات الليبرالية والقوي السياسية علي اختلاف لون ونوعية ارضيتها واشعر بالانزعاج وخاصة من كوميديانات الاحزاب السياسية القديمة او الزعامات الجديدة التي اشتعل رأسها شيبا ولم تراع هذه الشيبة واصبح معروفا عنها لعب العيال السياسي! وما علينا فأنا مطالب أخلاقيا بعدم الاسترسال في توصيف ووصف ما هو واقع في حياتنا بعد رحيل الرئيس الذي دخل موسوعة الارقام القياسية في حكم مصر وفي دخول القفص بسرير.. ولا اجد افضل من حكاية من الفولكلور تقول ما لا استطيع قوله مباشرة كما يمكن ان يفهمها كل واحد علي طريقته. يحكي ان بلدا قامت فيه ثورة قلعت حاكمها الفاسد واصبح الخلق في حيص بيص ليس من اجل رفع المظالم واصلاح ما أفسده رئيس البلد السابق ولكن من الحيرة في ايجاد رجل فاضل حكيم قادر علي ادارة شئون الدولة وذلك بعد ان نجحوا في اعداد وثيقة تحكم عمل من سيحكمهم وتكفل الحرية والعدالة وحماية حقوق الفقراء ولم يجدوا بعد كثير من التشاور والتدبير افضل من رجل من بينهم معروف عنه التقوي والحكمة يعرف همومهم وثار من اجل حلها ولم تمر ايام حتي نصبوه رئيسا عليهم! ومرت بعد ذلك اسابيع وشهور انتظر فيها الناس ان يتغير شيء او يتحقق لهم هدف دون جدوي وعندها اجتمعوا وقرروا تشكيل وفد منهم للقاء السيد الرئيس ولم يحملهم الرجل مشقة الحضور لقصره فأرسل لهم مركبات الرئاسة التي حملتهم من بيوتهم وبدأ اللقاء المرتقب في ديوان سيادته ولم يكد احدهم يفتح الموضوع حتي قال لهم نأكل أولا ثم نتحدث وكانت وليمة مابعدها وليمة وعندما جاء موعد الكلام قال لهم نسمع بعض الموسيقي والغناء ونحن نستمتع بتناول الحلوي وافخر انواع الفاكهة وهكذا طار الوقت وفات حتي اواخر اللقاء سألوه ماجاءوا من اجله: لماذا لم تصلح وتطور وتغير الاحوال؟ وكان رده ان قال لهم تعالوا معي الي " فراندة القصر " وسألهم ماذا ترون؟ ردوا منظر جميل سماء صافية وخضرة زاهية تخلب الالباب وهنا قال السيد الرئيس: وانا مثلكم لا اري في هذا المكان سوي ذلك! وغادر الوفد القصر بهدايا وعطايا ومناصب وليس في عيونهم سوي السماء الزرقاء الصافية! انتهت القصة التي قد نختلف في مغزاها وقد يري البعض انها تؤكد ضرورة استمرار الضغط الثوري حتي تتحقق اهداف الثورة ولكني اري الامر بصورة مختلفة فلا يمكن لحكومة مؤقتة ومجلس مؤقت يدير البلاد ان يحقق كل اهداف الثورة واعظم ما يمكن ان يتم ويذكره التاريخ لهم بالخير هو تسليم الحكم الي حكومة منتخبة ورئيس منتخب بنزاهة وتكون مهمتهم تحقيق اهدافنا ولا ابالغ انني استعجل انتخابات الرئاسة حتي نعرف هل لدينا من يصلح و هل سيكون اختيارنا: بطيخة قرعة " لن نأكلها ام كان اختيارا جيدا ولن نعرف الاجابة ونحن نهدر الوقت في مطالب طويلة الاجل لن تتحقق الا من خلال رئيس منتخب وحكومة منتخبة وضاعت منا ستة شهور في صراع الديوك ولعب العيال السياسي واتمني ألا نهدر الوقت لمصالح ضيقة وكم اتمني ان نعرف ما سيكون عليه رئيسنا القادم اليوم وليس غدا.. ولك الله يا مصر! آخر سطر: زادت حدة انتقاد النادي الاهلي بالباطل من »المعروف« وابشر كل هؤلاء باكتشاف علاج طبي لحالتهم .. برشام وشراب وحقن ودهان وغيره وتبقي المشكلة في اقناع هؤلاء المرضي بتناول العلاج.. ربنا يشفيهم!