أعتقد أن اهم ما يجب أن يقوم به المحافظون هو النزول الي الشوارع والالتقاء مع المواطنين في اماكن تجمعاتهم.. لان ذلك سيعطيهم صورة واضحة لما يعاني منه الشارع بعيدا عن التقارير المكتبية التي عادة ماتؤكد أن كل شئ تمام يا أفندم ! النزول الي الشارع سيتيح لهم التعرف علي المشاكل الجماهيرية التي عادة ما تتمثل في نقص مياه الشرب .. وتراكم القمامة .. ونقص رغيف الخبز .. وصعوبة الحصول علي اسطوانة بوتاجاز بالسعر الرسمي .. ومشكلات مياه الري .. والروتين داخل المصالح الحكومية.وتعذيب المواطنين للحصول علي الخدمات .. وكلها مشاكل حياتية .. غير مشكلات غياب الامن وسيطرة البلطجية علي الشوارع ومشاكل التوك توك وسيارات السرفيس وفتوات المواقف من محصلي "الكارتة" .. وكل هذه المشاكل يمكن ان تحل بقرار فوري من المحافظ في الشارع حتي تعود الثقة في الجهاز التنفيذي . نريد محافظا يرتدي الأفرول لا البدلة السموكن .. محافظا لا يكون الدخول الي مكتبه أصعب من الدخول الي الجنة من كثرة افراد الامن والسكرتارية والمستشارين ومديري المكاتب الذين يتفننون في غلق القنوات بين المحافظ ومواطني محافظته وشيئا فشيئا ينعزل الرجل ويكتفي بما يكتبه موظفو المحافظة في تقاريرهم والشارع يلتهب أسفل زجاج مكتبه المكيف .. ويجب علي المحافظين ألا يأنفوا من سماع شكوي رجل عجوز فقير يبحث عن علاج في المستشفي العام الذي لايوجد به حتي القطن والشاش .. وغادره الأطباء الي عياداتهم الخاصة .. أو الي أرملة " داخت السبع دوخات " بحثا عن معاش المرحوم في أضابير مكاتب التأمينات .. أنها مشاكل قد تبدو لكبار القوم بسيطة لايجب أن يعطل السيد المحافظ نفسه ليسمعها .. أطالب المحافظين الجدد ان يعلموا أنهم في مناصبهم هذه خدام للشعب وليسوا حكاما له .. وأنه كلما اقترب المحافظ من شعب محافظته أحس بآلامهم وتعرف علي آمالهم وطموحاتهم .. ووضع خارطة طريق صحيحة يسير علي هداها لينجح في مهمته . نريد محافظين يشجعون علي الاستثمار في محافظاتهم ويحاربون أساطين الروتين الذين يوقفون المراكب السايرة اذا لم يحصلوا علي المعلوم ضاربين عرض الحائط بحاجة البلاد الي هذه الاستثمارات لتشغيل العاملين واستغلال الموارد والامكانات في عملية التنمية . نريد في النهاية محافظين أصحاب قرار لا يرتعشون من التوقيع علي أي مذكرة .. يضربون بيد من حديد علي رؤوس الفساد التي استشرت في المحليات وهذا لن يأتي الا اذا كانوا محافظين "شوارع". كلمات حرة مباشرة: اليوم العاشر من رمضان ذكري عزيزة علي قلب كل مصري.. حُررت فيه سيناء من الاحتلال الاسرائيلي.. واليوم أتمني أن نحافظ علي سيناء ونحميها من المخططات الجهنمية لاقامة إمارة اسلامية علي أرضها.