قصفت الدبابات السورية مدينة دير الزور التي تعد معقلا للقبائل السنية لليوم الثاني علي التوالي أمس واطلقت قوات الأمن النيران في المدينة مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاث سيدات، فيما توغلت قوات الجيش مدعومة بالدبابات وحاملات الجند المدرعة إلي داخل منطقة "معرة النعمان" بعد تمركزها خارجها لأكثر من شهر وقامت بحملة اعتقالات شملت عشرات الأشخاص ، بحسب ناشطون وشهود. وقال ناشطون إن الاجهزة الامنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بحي الجورة بغرب دير الزور شملت حتي الآن 34 شخصا، وقال احد السكان ان المستشفيات الخاصة مغلقة وأن الناس يخشون نقل المصابين للمستشفيات الحكومية لانتشار الشرطة السرية فيها. وأوضح ان 65 شخصا علي الاقل قتلوا منذ اقتحام الجيش للمدينة أمس الأول، وهو ما اكدته - وفقا لشبكة (سي إن إن) الامريكية- لجان التنسيق المحلية السورية. وقال ناشط ان هجوم دير الزور قد يمثل نقطة التحول حيث سيواجه القمع بنتائج عكسية وسيبدأ الشعب في حمل السلاح ضد النظام. وقد وردت تقارير عن جماعات حقوقية بشأن حالات هاجم فيها مسلحون قوات الأمن. وقال ناشطون إن آلاف الأشخاص تدفقوا إلي الشوارع بعد صلاة التراويح يوم الأحد في عدة مدن سورية بينها حمص واللاذقية وحلب ودمشق واشاروا إلي ورود تقارير عن وقوع اطلاق نار دون الإشارة إلي سقوط قتلي. وفي مدينة حماة ، قال التليفزيون السوري أمس الاول أن 17 من رجال الشرطة قتلوا في كمين بالمدينة وعرض التليفزيون صورا لجثث طافية علي مياه نهر العاصي. في سياق اخر أوضحت (سي إن إن) أن الموقع الإليكتروني لوزارة الدفاع السورية تعرض للاختراق أمس حيث نشرت علي الموقع بيان بتوقيع "مجهول" كتب فيه "العالم يقف معكم ضد النظام الوحشي لبشار الأسد... أعلموا أن الوقت والتاريخ إلي جانبكم". علي صعيد اخر، قال وزير الخارجية الكويتي محمد السالم الصباح أمس أن بلاده استدعت سفيرها لدي سوريا للتشاور، مشيرا إلي أن وزراء خارجية دول الخليح سيجتمعون قريبا لمناقشة الوضع في سوريا. وتأتي تلك التصريحات بعد يوم من استدعاء السعودية سفيرها لدي دمشق. في تطور اخر، انتقدت صحيفة الوطن السورية تصريحات خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز بشأن سورية، وقالت انها بدت وكأنها أقرب إلي رسالة تهديد امريكية.. وأكدت ان تصريحاته تجاهلت إي إشارة إلي الجهات التي تقوم بتمويل من وصفتهم "بالارهابيين" الذين يسعون لتمزيق سوريا وقالت ان بعضهم يتلقي تعليماته من شيوخ تأويهم السعودية في وقت تحتاج فيه السعودية إلي اجراء اصلاحات جذرية قبل التوجه بالنصح للاخرين. من جهته،اعتبرت وزارة الخارجية الاردنية أن ما يجري في سوريا " أمرا مقلق ومؤسف" ودعا إلي الحوار وإجراء إصلاحات وقالت إن وحدة واستقرار سوريا هو " خط أحمر" بالنسبة للأردن. ورحبت وزارة الخارجية الالمانية بزيادة الضغوط علي دمشق. وقالت إن "تشديد تركيا للضغوط أمر ايجابي جدا" مشيرة إلي أن "جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية أصبحت تنتقد الوضع في سوريا بشكل متزايد." واعتبرت أن الأسد فقد شرعيته في عيون الشعب السوري. من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسية ان وقت افلات السلطات السورية من العقاب قد انقضي مشددا علي ضرورة وقف القمع الدامي الذي ينفذ علي نطاق واسع في سوريا. وقال السفير الامريكي لدي سوريا روبرت فورد ان الأسد ليس مهما للمصالح الامريكية فيما طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نظيرها التركي أحمد داود أوغلو -المقرر أن يزور دمشق اليوم- بنقل رسالة واضحة إلي سوريا يطالب فيها السلطات بإعادة جنودها فورا إلي ثكناتهم واطلاق سراح جميع المعتقلين. في غضون ذلك يعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتماعا طارئا خلال ساعات حول سوريا .