ثار ضد أن يكون واحدا من الأطباء، الذين اثروا من مهنة الطب، فقد عرف د.محمد غنيم جوهر هذه المهنة الإنسانية، وضرورة ان تسهم في التخفيف عن آلام البشر، لذا لم يتوقف عند أن يكون طبيبا ناجحا، بل سعي إلي ان يكون طبيبا رائدا، وتحقق له ما أراد. د.غنيم المولود في 71 مارس 9391، هو واحد من رواد زراعة الكبد في مصر والعالم، فقد استطاع ان يلفت الانظار إليه من خلال انجازه لمشروع طموح وفريد عندما قرر ان ينشء مركز الكلي بالمنصورة، معتمدا علي المزاوجة بين الدعم الحكومي المحدود من جامعة المنصورة، وتبرع الأهالي والقادرين، ودعم من الحكومة الهولندية، ليبني صرحا علميا، يعتبر نموذجا للإدارة الرشيدة والصارمة، بل ان يتحول المركز ليكون بمثابة بيت خبرة عالمي في مجال تخصصه، وينجح في عام 6791 في إجراء أول جراحة نقل كلية في مصر بأقل الإمكانيات، وبمساعدة فريق طبي مصري، ليحترم العالم هذا الانجاز الطبي، التي تحدثت عنه كبريات المجلات المتخصصة. غنيم لم يسع إلي تحقيق مكاسب شخصية طوال حياته، وقاوم شهوة الانتصار للذات، فعندما استدعاه الرئيس الراحل أنور السادات، بعد ان سمع عن المركز، رفض ان يحقق منصبا شخصيا، وهنا قرر السادات، ان يمنحه كارت مدون عليه انه المستشار الطبي لرئيس الجمهورية، من أجل ان يستطيع مواصلة عمله بالمركز، وان يواجه بهذا الكارت الروتين الحكومي. غنيم صاحب -أيضا- مواقف سياسية ضد النظام السابق، وذهب ذات يوم في قافلة طبية إلي غزة من أجل تقديم المساعدة الطبية لابناء فلسطين.