45 دقيقة بالتمام والكمال هو الزمن الذي قطعناه من مدينة شرم الشيخ الي محمية نبق ..يقابلك في البداية نقطة تفتيش عند البوابات ..بعد التعرف علي هويتنا والسماح لنا بالدخول الي المحمية تشاهد أشجارا صغيرة في قلب مياه البحر الاحمر تستقبلك عند الدخول فضلا عن المساحات الشاسعة من الصحراء التي تحيط بالمكان ، اتجهنا الي الغرقانة وهي مكان صحراوي ملاصق للبحر تماما وسمي بهذا الاسم نظرا لان مياه البحر كثيرا ما تغرق انحاء المكان طوال ايام السنة . تركنا الغرقانة وذهبنا الي تجمع بدوي يعيش فيه البدو من اهل المكان حيث يقيمون داخل مجموعة من الخيام يرافقهم مجموعة من الابل والماعز والاغنام التي يقومون بتربيتها ، بطول المكان ينتشر ايضا اشجار المانجروف التي يصل امتدادها الي خليج العقبة ، ينتشر بالمكان ايضا نبات الاراك حيث اكبر تجمع لهذا النبات داخل محمية نبق . خلال جولتنا بالمحمية تشاهد طيورا متوطنة مثل النسر العقابي والبلاشوه بالاضافة الي بعض الطيور المهاجرة الاخري كما تشاهد ايضا اشجار »المانجروف» منتشرة في مخرات السيول ، كما تحتوي المحمية علي منطقة تسمي السلاحف وتحتوي علي عدة شواطئ مثل الدجل ونخلة التل والرويسة وابو زيد ، ويسمح للصيادين من اهل المكان بالصيد فقط وممنوع الصيد لغير اهالي المكان ، كما ينتشر بالمحمية ايضا نبات »الغرقد» ويحيط بالمحمية اتجاه الشرق خليج العقبة ومن اتجاه الغرب سلاسل جبلية . تشاهد داخل المحمية ايضا طائر النورس واشجار النخيل في كافة ارجاء المكان بالاضافة الي وجود مركز زوار لمحمية نبق يحتوي علي حيوانات محنطة وشعاب مرجانية . وتقع محمية نبق علي بعد نحو 35 كيلو مترا شمال شرم الشيخ وهي منطقة طبيعية بالغة الروعة تزخر بالانظمة الايكولوجية والموائل المتنوعة والتي من ابرزها الكثبان الرملية عند مدخل وادي كيد وكذلك اكبر تجمع لنبات المانجروف »افيسينيا مارينا» علي خليج العقبة. وكما يؤكد ايمن حمدين باحث بيئي بمحمية نبق توجد انواع اخري من الموائل بالمناطق الجبلية للمحمية حيثما تسمح الظروف للنباتات بالنمو وتزيد محمية نبق علي 600 كم وتحتوي علي 134 نوعا من النباتات من بينها 86 نوعا معمرا ولذلك فان جميع المناطق الصحراوية هاشة ويحظر الخروج بالمركبات عن المسارات المحددة بها . ويضيف حمدين : يظهر تجمع المانجروف في محمية نبق امام شريط الشاطئ عند مدخل وادي كيدويدل موقع الاشجار مثلما تدل كثافتها علي تسرب للمياه العذبة مما يقلل ملحية المياه بالمنطقة الي الحد الذي تتحمله تلك الانواع مشيرا إلي ان اشجار المانجروف تأقلمت مع بيئتها المحلية وتعمل أنظمتها الجذرية والتي تظهر كأفرع خالية من الاوراق نابتة من الارض بمثابة حواجز تحجب معظم الملح عن مياه البحر وهكذا يصل الغذاء الذائب بالمياه الي الشجرة واما الملح الذي لم يتم التخلص منه عن طريق الجذور فان الاوراق تفرزه ويظهر كبللورات ملحية علي الجانب السفلي من كل ورقة . ويضيف : تساهم اشجار المانجروف في عدد من الوظائف الهامة بالمحمية ، فهي تثبت وتوسع شريط الشاطئ من خلال قدرتها علي الاحتفاظ بالرواسب كما تخلق الموائل الهامة لاعداد كبيرة من الطيور والاسماك واللافقاريات وتوفر المادة العضوية التي تخضع لعمليات تدوير عن طريق المجتمعات الشاطئة المتاخمة مثل الشعاب المرجانية والاعشاب البحرية ويظهر الفحص الدقيق للجذور اعداداً كبيرة من يرقات الاسماك والقواقع والقريدس »الجمبري» وذو الصدفتين والطحالب والسرطان ، وتعد موائل المانجروف فريدة بالمنطقة وتقع عند الحد الشمالي منهاوتخضع للحماية الكاملة . ويستطرد حمدين قائلا : تضم موائل الكثبان الرملية عند المدخل الفسيح لوادي كيد الغربي اكبر تجمع من اشجار »الاراك» في مصر والشرق الاوسط وتتميز الشجرة بنظام التفافي يعمل علي تثبيت الكثبان ويستخدم البدو افرع الشجرة كمساوك تقليدية لتنظيف الاسنان وهذا التجمع لا يمكن تعويضه ومع ذلك فانه يتعرض يوميا للتدهور نتيجة لحركاة المركبات »4(4» خارج المسارات المحددة . ويوضح ان الشعاب المرجانية لمحمية نبق غنية للغاية ويتباين تركيبها الراسي »البروفايل» وبالتالي تختلف مجتمعاتها عن شعاب محمية راس محمد وكثيرا ما تكون الرؤية منخفضة نتيجة للرواسب الدقيقة المنجرفة من اشجار المانجروف ولكن هذا لا يقلل من تنوع وجمال الشعاب ويسهل الدخول ومشاهدة شعاب ممتازة عند شورا المنقطع ونخلة التل . ومن اشهر الحيوانات البرية داخل نبق كما يؤكد حمدين : الغزلان حيث تعد من اشهر الحيوانات هناك تشاهدها كثيرا عند الغروب وفي مقربة من انظمة الكثبان الرملية وتشاهد ايضا الايل النوبي بالمناطق الجبلية والوبر »الزلم» في وادي خزيرة مع العديد من الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات ، وتتركز تجمعات البدو داخل المحمية في منطقتي خريزة والغرقانة والبدو جزء لا يتجزأ من المحمية ومعرفتهم الفطرية بالطبيعة مبنية علي اساس قوي وتتكامل هذه المعرفة كثيرا مع استراتيجيات ادارة المنطقة .