تعتبر المحميات الطبيعية المتواجدة بأرض الفيروز "سيناء"، من العوامل المهمة للجذب السياحي التي تمارس بها بعض الأنشطة السياحية، وتجذب العديد من الزائرين مثل مراقبة الطيور والحيوانات البرية ورياضة الغطس والأحياء البحرية، أو التجول في الغابات، وتسلق الجبال وارتياد الصحراء، أو ممارسة السياحة العلمية؛ مثل التعرف على التكوينات الجيولوجية والصخرية الشاهدة على تعاقب العصور المختلفة، وعندما تتحول تلك المحميات لبقعة تلوث، فإن ذلك ينذر بكارثة تحتاج إلى نظرة من مسؤول. تقع محمية نبق بالمنطقة المحصورة بين طابا وشرم الشيخ بمحافظة جنوبسيناء، ومساحتها 600 كم وتبعد عن القاهرة 500 كم، وصدر قرار من مجلس الوزراء عام 1992 يقر بأنها أصبحت محمية طبيعية لتكون بذلك المحمية رقم 23 على مستوى الجمهورية. وتتمتع "نبق" ببيئة صحراوية جبلية تتخللها وديان زاخرة بنباتات طبيعية، تحتوي على 134 نوعًا من النباتات، من بينها 86 نوعًا معمرًا، بالإضافة إلى تعدد الأنظمة البيئية بها، فهي تتمتع بطبيعة صحراوية جبلية ذات كثبان رملية عند "وادي كيد" تتخللها وديان غنية بنباتات نادرة، بالإضافة إلى شجر "المانجروف" الذي يعيش في تربة مالحة، ويمكنه استخلاص المياه العذبة والتخلص من الملح من خلال أوراقة، وتظهر على أسفل التربة طبقة من الملح، وتؤدي هذه الأشجار دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على نقاء المياه، بالإضافة إلى أن المحمية بها أكبر تجمع لأشجار "الآراك" بمصر، تتميز بنظام جذري التفافي، يعمل على تثبيت الكثبان الرملية، ويستخدم البدو الأفرع ك"مسواك" لتنظيف الأسنان، واحتوائها على الكثير من "المحاريات والأسماك الملونة النادرة والشعاب المرجانية"، لذا فهي منطقة جذب لهواة الغوص والسباحة، وتشتهر مياه "نبق" بمنطقة الغرقانة، وهي منطقة سياحية أمام جزيرة "تيران" الواقعة في مياه "نبق"، وتوجد بها أجمل شعاب مرجانية وأسماك نادرة، فضلًا عن أن الحياة البرية على أرضها غنية جدًّا، فسيجد الزائر بين جبالها ووديانها الكثير من الثعالب والإبل والغزلان وأنواعًا كثيرة من الزواحف النادرة. ويقول محمود الشواربي، أحد رواد محمية نبق: المحمية تعاني من الإهمال، وتنتشر بها العشش العشوائية رغم أنها مكان رائع للسياحة. مياه الصرف تعرضت محمية "نبق" الطبيعية بشرم الشيخ، إلى التلوث؛ بسبب تصريف إحدى القرى الواقعة في نطاقها لمياه الصرف الصحي في الجبل، دون أدنى اهتمام من قِبَل المسؤولين، وطالب سكان القرية بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية كافة ضد المسؤولين بالقرية؛ لعدم اهتمام مالكها بتنفيذ محطة صرف، مما يساهم في تلوث بيئي بنطاق محمية نبق الطبيعية. ويقول محمود علي، أحد سكان القرية: برك الصرف انتشرت، فضلًا عن تجمع الحشرات الطائرة والزاحفة، مما يؤثر على بيئة المحمية، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة. وأوضح حسين محمود، أحد العاملين بالقرية, أن مالك القرية لم يقم بعمل محطة معالجة للصرف الصحي، مشيرًا إلى أنه لابد أن تتحرك المحميات وهيئة التنمية السياحية ومجلس المدينة. من جانبه أكد اللواء محمد عبد اللطيف، مدير شركة المياه والصرف الصحي بالمحافظة، أن القرية تابعة لهيئة التنمية السياحية، ولا تدخل في نطاق عمل شركة المياه والصرف الصحي مبانٍ عشوائية أكد عدد من رواد محمية نبق بشرم الشيخ، وجود مبانٍ وأكشاك من الخشب والصفيح تطل على خليج العقبة مباشرة، ويقول كمال علي، أحد المترددين: العاملون بالمحمية على شريطها الساحلي "يفرضون إتاوات على الزوار، بحجة أن الجالس أمام ساحل المحمية يجب أن يطلب طعامًا أو مشروبات خلال جلسته". وأوضح مصدر بقطاع المحميات، أن هذا الوضع غير قانوني، وأن الزائر يُلزم فقط بأن يدفع قيمة دخول المحمية، لكنه ليس ملزمًا بدفع أي أموال إضافية رغمًا عنه. وأضاف المصدر، أن هذه الغرف المكونة من طابق واحد ليست عششًا عشوائية، بل هي محل إقامة السكان المحليين بالمحمية، مضيفًا أن الحفاظ على أي محمية جزء لا يتجزأ من الحفاظ على سكانها المحليين، بل وتطويرهم وتنمية مهاراتهم، باعتبارهم جزءًا أساسيًّا من نسيج المحمية. حلول لحماية البيئة أكد الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس والمدير التنفيذي لجمعية حماة الطبيعة، أن المشكلة الرئيسة تتمثل في جهل المستخدمين للموارد الطبيعية بمصر أهمية هذه الموارد،موضحًا أنه لا يوجد حل مباشر تقوم به جهة أو منظمة واحدة للتعامل مع المشكلات البيئية. وأضاف أنه لابد من تضافر جميع الجهود بين الهيئات الحكومية، ممثلة في وزارة البيئة وهيئة الثروة السمكية والقيادات الأمنية؛ مثل حرس الحدود وشرطة البيئة والجهات المجتمعية، ممثلة في الجمعيات الأهلية ومراكز الغوص أو نقابة الغواصين، بالإضافة إلى جمعيات الصيادين. 12 مليون جنيه للتطوير كان قد أوضح الدكتور عادل سليمان، مدير مشروع تعزيز نظم الإدارة والتمويل بالمحميات الطبيعية، أن محميات جنوبسيناء "رأس محمد نبق أبو جالوم سانت كاترين طابا" تشهد حاليًا أعمال تطوير بتكلفة نحو 12.5 مليون جنيه، وما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة نهاية خطة التطوير، من خلال مشروع تعزيز نظم الإدارة والتمويل بالمحميات الطبيعية. وأضاف: يهدف المشروع إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية والتراث الثقافي، بتحقيق الاستدامة المالية وتطوير النظم الإدارية والمؤسسية بشبكة المحميات الطبيعية، موضحًا أن أهم أعمال التطوير التي تتم حاليًا تشمل إنشاء سقالة عملاقة بمحمية نبق بطول 40م وعرض 2.5م، تم إنشاؤها من أفضل الخامات العالمية ومظلة بمساحة 200م. من جانبه أكد الدكتور أحمد عبد الحكيم، مسؤول الإعلام والتوعية بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، أن التطوير الذي سعى إليه القطاع مؤخرًا سيساهم في انتشار سياحة المحميات وجذب الزائرين وترويج الاستثمار، مشيرًا إلى انتهاء جزء كبير من الإنشاءات الخاصة بالتطوير، ويوجد جزء آخر يجرى حاليًا الانتهاء منه.