أرجو من الله تعالي أن يكون ما أقدمت عليه قواتنا المسلحة ورجال الشرطة في ميدان التحرير نهاية لمظاهر الفوضي والتسيب التي تجسدت في الاعتصامات والتجمعات التي اصبحت بدون معني ولا هدف سوي هز الأمن والاستقرار بهذا البلد، الشيء المؤكد الذي لا يريد ان يفهمه هؤلاء المعتصمون والمتظاهرون ان النظام الحاكم السابق قد سقط وانتهي. ليس هذا فحسب ولكن هناك أيضا محاسبة علي المفاسد والاخطاء التي اتهم بها بعض رموز هذا النظام وأصبح الأمر في يد القضاء يقرر ما يراه وفقا للقانون والعدالة التي أصبحت الحصن الأخير للحياة في هذا الوطن. حول هذه الحقبة الفارقة من حياة الامة المصرية التي ولا جدال تمر بمحنة ما بعدها محنة ما كان يجب ان تحدث اصلا.. اقول ان هذا الاجراء الذي اتخذته أجهزتنا المسئولة عن الأمن القومي قد تأخر كثيرا ليس حجة أبدا ما يقوله البعض بان ما يجري هو إحدي ركائز الحرية ما جاء في العبارة الخاصة بهذه النقطة بقاموس الحريات . والتي تولدت عن ثورة 52 يناير.. والتي تقوم علي حق التظاهر لقد اسقطوا من التعامل مع هذا الحق بقية العارف التي تعطي هذا الحق وهو التظاهر السلمي أن الذي في التغيير عن الرأي بحرية كاملة دون تعطيل للانتاج والمرور دون اصابة عجلة الحياة بالشلل والتوقف. اذن فانه يمكن وصف ما يستند اليه اصحاب استخدام حق التظاهر السلمي علي الكيف والمزاج بانه حق يراد به باطل. ان هذه الخطوة التي قامت بها القوات المسلحة وقوات الامن الشرطي انطلاقا من المسئولية الوطنية في الحفاظ علي هذا الوطن مرحب بها تماما خاصة بعد أن زهق الناس وأصبحوا يعيشون في كابوس وحالة اكتئاب لما يرونه محدقا بهذا الوطن من اخطار. انهم لم يقدروا ولم يفهموا وأعني بذلك جميع القوي سواء كانت سياسية أو دينية - فالكل في المسئولية سواء - ما يمكن ان تقوم به المتربصون من قوي خارجية بمصر . ليس حديدا القول ان هدف هذه القوي والتي تظاهرت بالترحيب والتهليل للثورة هو أن تعيش مصر في فوضي ما بعدها فوضي وبما يؤدي الي قطع دابر أي دور يمكن ان نقوم به في منطقة الشرق الأوسط. هذه القوي تتحرك وهي تعلم ان ضرب مصر هو الوسيلة المثلي للسيطرة والهيمنة الكاملة علي منطقة الشرق الأوسط خاصة المنطقة العربية التي يعتبرونها تحتل التي تتركز فيها مصالحهم البترولية كما لا يمكن اغفال ما عملت له هذه الدول من سنوات وسنوات لخدمة اسرائيل والصهيونية العالمية. ولا نخفي الدعم والتأييد الي نقوم به لاجهاض كل الجهود التي تستهدف استرجاع الحقوق العربية خاصة في فلسطين. من ناحية أخري فلا يمكن إنكار انه كانت هناك اخطاء في ادارة شئون هذه الدولة الكبيرة والعظيمة بعد الثورة سواء من الذين تولوا المسئولية السياسية أو مسئولية اعادة الامن والنظام. وفي هذا المجال أقول ان هذه المبادرة التي انتهت باخلاء ميدان التحرير لابد ان تمتد الي انشطة القوي الأخري التي أطلق لها العقال بعد الثورة ولكنها ركزت كل جهودها في فرض الهيمنة والسيطرة وممارسة الارهاب الفكري في الشارع المصري. ان مصر الوسطية لا يمكن ابدا أن تقبل سيطرة فكر متطرف كما انه لابد ان يعلم الجميع ان مصر من اكثر الدول حفاظا علي تعاليم الاسلام وبالتالي فانها لا تحتاج الي من يتسلط عليها باسم الاسلام. ان الدين الحنيف لا يعرف الكهنوتية ولا الوساطة التي تحاول بعض القوي ان تفرضها علي عباد الله من مسلمي مصر. ان كل ما يرجو ابناء مصر هذا البلد المسلم سلوكا وعملا ودون تدخل من أحد هو ان نعيش في دولة مدنية آمنة يمارسون فيها عبادتهم وحياتهم دون اي منغصات وبعيدا عن أي ارهاب سواء كان دينيا أو غير ديني.