الفيوم- محمود عمر: الشهيد يضرب لنا المثل في التضحية والفداء وتلبية نداء الوطن هو وزملاؤه من رجال الجيش و الشرطة الابطال الذين دائمًا نجدهم يضحون بدمائهم في سبيل حماية الجبهة الداخلية للوطن وتحقيق الأمن المنشود للمواطنين من بين هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأجسادهم وأرواحهم الشهيد البطل سيد جمعة أحمد حسن "عريف الشرطة" ابن قرية كفر فزارة التابعة لمركز سنورس بالفيوم،.الذي كان يعمل بشرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الجيزة والذي استشهد مع 4 من زملائه 14 يوليه الماضي بمنطقة أبو صير بالبدرشين علي خلفية قيام 3 ملثمين بإطلاق النيران عليهم واستهداف سيارة الشرطة التي كانت تقلهم. تقول قمر أحمد عبد الله 70 سنة "والدة الشهيد" ابني كان بارًا بي وبكل عائلته، واتذكر يوم استشهاده كان مريضا بنزلة برد شديدة وارتفاع بدرجات الحرارة ، وطلبت منه الاعتذار عن العمل وعدم الذهاب حتي يشفي ولكنه أصر علي السفر للقاهرة لمقر عمله لاداء واجبه الوطني، وكأن القدر كان يناديه، ، بعد أن اغتالته يد الخسة والندالة هو و 4 من زملائه من خيرة أبناء الوطن، لافتة إلي أن نجلها لم يغضبها يوما وكان محبوبا من جميع أبناء القرية، ويوم استشهاده اتشحت القرية بالسواد حزنًا عليه لأنه كان مخلصًا وأمينًا ويحب الخير للجميع، وتستطرد أن الشهيد قبل ذهابه إلي مقر عمله كانت أهم طقوسه السؤال المتكرر عني عقب نزوله من منزله للاطمئنان علي حيث كان يتواجد ثلاثة أيام في الأسبوع بيننا وباقي الأيام في العمل، وعقب كل صلاة أدعو له فهو لم يغضبني يومًا، وكان يحب تناول الأطعمة من يدي بالإضافة إلي أنه كان يكرمني ويحبني للغاية، ويوم استشهاده مر علي وكأنه يوم القيامة وكنت غير مصدقة لما حدث له وكأنني كنت أحلم، ولكني أتذكر يوم استشهاده وكأنه الآن، وأعطاني الله الصبر والصلابة في هذا اليوم وكنت ثابتة محتسبة، لأنني أعرف أن نجلي في منزلة أفضل مما كان عليها في الدنيا، وترك لنا 3 من الأبناء دائمًا يذكرونني به وكأنه أمامي وأعطاني الله صبرًا كبيرًا ولا أملك سوي الدعاء له ولزملائه الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم الغالي مصر. وتوضح كريمة فاروق "زوجة الشهيد" أن زوجها استشهد وترك 3 أطفال هم حبيبة في الصف الثالث الابتدائي، وعائشة في الصف الثاني الابتدائي، ومحمد "عامين"، مشيرة إلي أن يوم استشهاده شعر بتعب شديد وطالبته أنا ووالدته بعدم الذهاب والاعتذار عن العمل ولكنه أصر علي الذهاب واتذكر جملته حتي الآن "مينفعش أغيب ده شغلي"، وذهب لتغتاله يد الخسة والندالة وتركني أنا وأطفاله نواجه مصيرنا في الحياة، وعزاؤنا الوحيد أنه مات شهيدًا.. وتشير إلي أن زوجها كان طيبا للغاية وليس له أي عداوات مع أحد، وطوال مدة زواجهما لم يغضبها يومًا، وكان يعاملن بكل أدب واحترام، ورحل عن عالمنا بسبب الإرهاب الغاشم الذي لم يفرق بين الصالح والطالح، متسائلة بأي ذنب تم قتل زوجها، وهو محبوب من جميع أبناء القرية، لافتة إلي أنها دائمًا تذكر زوجها أمام أبنائها حتي يعرفا أن والدهم كان بطلا وضحي بروحه من أجل وطنه، ودائمًا أقول لهم "ارفعوا رؤوسكم فأنتم أبناء البطل الشهيد". فيما أشار شقيق الشهيد ناصر جمعة، أن شقيقه سيد هو أصغر أشقائه من حيث الترتيب، ولهم شقيقة وحيدة تدعي نعمة، ووالدهما كان يعمل خفيرًا نظاميًا في نقطة شرطة ترسا وتوفي منذ 7 سنوات ، ووالدتهما ربة منزل. وتابع أن شقيقه كان محبوبا من الجميع ويتمتع بالخلق الحسن، وكان يتواجد بيننا ثلاثة أيام أسبوعيا ويقضي باقي الأيام في عمله بشرطة السياحة والآثار، مشيرًا إلي أن والدتهما حاولت إقناعه في السادسة صباحًا بعدم الذهاب يوم الحادث إلي العمل لإصابته بنزلة برد شديدة ولكنه رفض رفضًا قاطعًا وأكد لها أن عمله يحتاج إليه وليس له بديل ينوب عنه في العمل، ولم نكن نعلم أنه سيذهب بلا رجعة ليترك لنا 3 أولاد في عمر الزهور، ولكنه مات بطلا ونتذكره بكل خير وكل أبناء قريتنا.