لا أحد ينكر موقف الجيش المصري تجاه ثورة 25يناير حيث أعلن منذ إندلاعها أنه سيوفر الحماية الكاملة لها وستعمل القوات المسلحة بكل ما تملك لتحقيق المطالب التي من أجلها قامت تلك الثورة المجيدة.. والذي يستعرض الموقف جلياً سيجد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة كان صادقاً في تحقيق ما قطعه من وعود تجاه الثورة أنه وقف موقف الحيادي والحامي لها وأنه إلتزم بكل معايير الصدق والصبر والإلتزام حتي أثناء الوقيعة التي حدثت بينه وبين الثوار طوال الشهور الستة الماضية .. نعم كان الجيش المصري مترفعاً ومدركاً لمكانته الوطنية ولم يكن أبداً مثل الجيوش الأخري التي تصدت بكل عنف وقتل للثورات العربية في سوريا واليمن وليبيا وأننا نستطيع القول أن تلك المحاولات للوقيعة بين جيشنا العظيم والشعب والثوار هي محاولات مستوردة للنيل من مسيرة الثورة الناجحة في أرض الكنانة ولعل أجمل مصالحة قدمها جيشنا العظيم لأسر الشهداء وضحايا الثورة تلك المنحة التعويضية التي تقرر صرفها إعتباراً من أمس بواقع 30 ألف جنيه لكل شهيد و15 ألف جنيه لكل مصاب يعاني من عجز أو عاهة و5 آلاف جنيه لكل مصاب عادي هذا بخلاف ما تم صرفه سابقاً وهذا يؤكد أن الجيش والشعب في مصر دائماً يد واحدة وأنهما وجهان لعملة واحدة هي ثورة الشعب.