كبار السن أمثالي يتذكرون جيداً تلك النصيحة الغالية التي كانت مكتوبة علي كراساتهم المدرسية في الاربعينات عند الطفولة، التي تقول »اغسل يديك جيداً قبل الأكل وبعده».. والآن دارت الأيام وتحديداً في عام 2008 عندما اختارت الأممالمتحدة الخامس من مايو يوماً للتوعية بغسيل الايدي بالماء والصابون، وهي نصيحة علي الكبار والصغار الالتزام بها لحمايتهم من امراض الكوليرا والاوبئة المعدية والوقاية من »الانتان» وهو مرض تعفن الدم نتيجة عدوي جرثومية وتصل آثارها إلي الاوعية الدموية والمسالك البولية، والجلد، والقولون. وقد استجابت 159 دولة لدعوة الاممالمتحدة حماية لشعوبها من الكبار والصغار واختارت شهر مايو من كل عام للتذكرة بهذه المناسبة من خلال موقع رسمي حددته المنظمة العالمية والبنك الدولي لحث الحكومات والبرلمانات ووسائل الاعلام والقطاعين العام والخاص للترويج علي الالتزام بالنظافة الشخصية.. واطلق علي هذا اليوم global hand washing وشعاره حافظ علي حياتك بغسيل يديك عند دخول دورات المياه وتغيير الام البامبرز وفي البداية أخذ الحماس مصر فنتشرت تلك الدعوة في مدارس الأطفال بجهود وزارة التربية والتعليم، والمجتمعات المحلية، وامتدت الي محافظات الصعيد.. وبمساعدة المدرسين واولياء امور التلاميذ تم نشر الملصقات علي أسوار المدارس.. وردد الاطفال الأناشيد الداعية لغسيل الايدي، وتقديم المسرحيات التي لا تتجاوز مدتها خمس دقائق من اعداد الاساتذة وتركزت علي التوعية بأهمية النظافة بعد استخدام دورات المياه، وقد ساهمت شركات المنتجات الورقية في هذه الحملات. وللتحذير من خطورة اهمال تلك النصيحة اعلنت الأممالمتحدة ان من آثارها السلبية وفاة نحو ثلاثة ملايين طفل علي مستوي العالم لذلك ازداد الاهتمام بحملات التوعية التي انضمت إليها الجامعات وكبار الفنانين والرياضيين ومسئولي وزارة التربية والتعليم والصحة، وبلغ الامر ببعض الدول اصدار نشرة يومية توضح عدد من غسلوا ايديهم ووفرت لهم الماء والصابون في دورات المياه وفي كانتين المدارس، ووضعت هيئة البريد ختماً خاصاً بهذه المناسبة علي الخطابات لمدة 15 يوماً واقامت باكستان معرضاً لرسوم الاطفال، وعروضاً في الطرق العامة.. واستقبلت شبكات التليفزيون والإذاعة المكالمات من الشعب للاستماع الي أفكارهم حول هذا الحدث وفي بعض الدول امتدت الحملة الي المصانع والمزارع للتأكيد علي سلامة العاملين ومنتجاتهم، وتم توزيع الجوائز علي الفائزين وهي زيارة للدول الصديقة للبيئة. حفظ الله الجميع من الأمراض الخطرة. وكل عام وانتم بخير