الوزير منصور العيسوي يعلم تمام العلم أن منصبه كوزير للداخلية علي كف عفريت في ظل الظروف الملتهبة التي يعيشها الشارع المصري ويبدو لي ان عمنا منصور العيسوي استحل مسألة الظهور والشهرة فتحول من وزير داخلية إلي مراسل لكل المحطات التليفزيونية فهو حاضر ومتواجد ومتوفر في كل الأوقات تفتح التحرير تجده مع محمود سعد تقلب علي الحياة فإذا به ضيفا مع شريف عامر تنتقل إلي الONTV فإذا به يصرح ويلمح ويستعرض الوضع الأمني ويفند اتهامات ويرد علي تساؤلات وربما نسي الوزير منصور العيسوي أن مهمة رجل الأمن عندما يتصدي للعمل الوزاري تتعارض مع العلنية والمحطات التليفزيونية فهو رجل ينبغي له أن يعمل في صمت وان يحقق أمن المجتمع والوطن ولكن السيد منصور العيسوي وضع الأهمية القصوي لعملية الظهور الاعلامي فأصبح أول وزير للداخلية يتابع عمله من خلال الفضائيات وإلا فمن أين يأتي السيد منصور العيسوي بكل هذا الوقت للرد والكلام والتصريح في المحطات السابحة في الفضاء و أنني لا أعلم هل يجد من الوقت شيئا لكي يشاهد ما يقوله الثوار في ميدان التحرير أو ما يفكر فيه رجال الشرطة من مستقبل مظلم ينتظرهم وهم يواجهون ظرفا استثنائيا في تاريخهم.. لقد كانت هناك مهمة وطنية انتظرناها من منصور العيسوي وهي عمل مصالحة تاريخية بين الشرطة والناس في بر مصر وكان ينبغي للعيسوي علي هذا الطريق ان يقدم الضباط المتهمين بالتعذيب والقتل وارهاب الآمنين من الثوار إلي المحاكم دون إبطاء ثم يعلن بعد ذلك حقوق المواطن المصري في حال تعامله مع أقسام الشرطة ومديريات الأمن علي أن يعامل المصري بطريقة تحفظ كرامته وتصون كبرياءه فلا يكون قفاه محطة للضرب يهوي عليها الشاويش والعسكري والضابط والمخبر ولا يتم حجزه في تلك الغرف التي لا تصلح سوي لتربية الفئران.. كنا ننتظر من منصور العيسوي أن يتبني لقاء بين ممثلي الثوار وممثلي الشعب المصري في كل محافظة ومديري الأمن ورجال المرور والمرافق وشرطة تنفيذ الأحكام والمباحث لكي نذيب طبقة الجليد التي تكونت عبر السنين ولكي نحدد إطارا جديدا للعلاقة بين رجل الشرطة الذي هو خادم للشعب وبين المواطن الذي يعي تماما أن رجل الشرطة هو الحامي والحارس والضامن لأمنه ولأمن أسرته ومستقبلهم.. لقد ضاعت هيبة الشرطة مع شديد الأسف وضاعت من قبله هيبة وكرامة وآدمية المواطن المصري وخسرنا الأخضر واليابس نحن اليوم يا معالي وزير الداخلية في حاجة إلي وزير يستطيع حل هذه المعضلة وكنت »أظن« ومعي قطاع عريض من أبناء شعب مصر بأنك قادر علي صنع هذه المعجزة.. ولكن صدقني وبعد مرور كل هذا الوقت وبعد حدوث كل تلك الكوارث ادركنا جميعا ان كل »الظن«.. كان إثما وانني بهذه المناسبة يا سيادة الوزير ولانه لم يعد هناك للشرطة عيد فاسمح لي ان اقترح يوم خروجكم من الوزارة عيدا للشرطة في بر مصر خصوصا إذا حل محل سعادتك وزير شاب يعرف لغة الثوار ويعلم أحوال الوزارة أفضل منك ويعرف الكفاءات الموجودة في الوزارة هذا الرجل سيكون مقدمه أيضا في نفس يوم رحيلك وهو يوم عيد الشرطة وللشعب معا وساعتها ستكون الشرطة والشعب.. إيد واحدة إيد.. تشير لك.. بالسلامة ياشربات!