مصر بعد 25 يناير ليست هي التي كانت قبل هذا التاريخ.. هذه ليست معلومة.. ولكن حال واقع بدليل أن رئيسها السابق محبوس.. ووزير داخليتها محكوم عليه بالسجن لمدة 12 عاما. ما نريد أن نقوله عبر هذه المقدمة إن الأساليب التي يتبعها المسئولون قبل 25 يناير يجب أن لا تكون هي تلك الأساليب المتبعة الآن. وإذا كنا جميعا مجمعين علي أن الأمن شغلنا الشاغل فلا إنتاج ولا تقدم ولا سياحة بدونه فإن الأعين ستظل مركزة علي أداء وزير بعينه هو اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الذي لايزال جديدا في منصبه ويبدو كأنه حتي الآن "محلك سر". ليعلم الوزير "العيسوي" أن الثورة ناصفة وأن الزمن لصالحه وأن يمشي علي خطوات الوزير السابق "العادلي" باستيكة.. فإذا كان الوزير السابق يفضل جلسة المكاتب وعدم مواجهة الناس فإن العكس هو الذي يجب أن يتم بنزول "العيسوي" إلي الشارع ومواجهة الناس بالحقائق كل دقيقة بل كل ثانية. ولأن مجال الأمن دقيق وهام ومحط أنظار الناس جميعا.. فإن المسئولية جسيمة علي أي وزير يحتل هذا المكان.. وليس عيبا -بل ميزة- أن يخرج علينا اللواء "العيسوي" معلنا أن المهمة ثقيلة وأنه لا يستطيع تحملها.. وأنه أولي بوزارة الثورة أن تعين وزيرا فتيا يستطيع أن يلم بالخيوط بين يديه! لو فعل "العيسوي" ذلك سنجله ونحترمه أيما احترام. أما إذا لم يفعل فإننا نطالبه بالتحرك في الشارع والظهور عبر شاشة التليفزيون كلما حدث يهز الناس ليعلن رأيه ويقول كلمته. الناس تنتظر قرارات حول ما حدث خلال ال48 ساعة السابقة من انفلات أمني في القاهرة والجيزة والمحافظات وفي ساعات متقاربة! الناس تنتظر من وزير الداخلية قرارات حاسمة بإقالة كل مدير أمن تحدث في نطاقه انتهاكات أمنية من أرباب السوابق.. من يقال يتم تعيين آخر لاحتلال مكانه وهكذا.. أما أن تظل الأمور مستقرة.. فهذا هو الفشل بعينه وهو ما لا نرضاه لسيادة الوزير "المحترم"! "الحزم" مطلوب يا سيادة الوزير.. وأنت وزير الثورة لا وزير النظام السابق أو اللاحق.. صارح الناس وأشعرهم أنك معهم لا ضدهم.. صارحهم حتي بما تواجهه يا سيادة الوزير حتي بمشاكلك وإلا فإن التاريخ لن يرحمك.. كما لم يرحم الأسلاف!! * * * الصديق شحتة سيد عواد أرسل لي مقالا حول النيل الذي نعشقه جميعا يقول فيه: أعداء مصر استكثروا عليها أن تنعم بالهدوء.. وتشرب وتسقي أرضها من ماء النيل الخالد فبدأت إسرائيل تحيك المؤامرات وتنشيء العلاقات والسدود مع دول الحوض ومن الله علينا بثورة يناير البيضاء التي بدأت تستدرك ما فاتنا علي يد النظام السابق.. وليعلم العدو قبل الصديق أن مصر لا تخضع للضغوط ولن تخضع للضغوط وأن مصر "الجديدة" غير تلك التي كانت أيام العهد "السابق" لا أعاده الله لا علينا ولا علي غيرنا!