لعل الشيء الوحيد الذي يجعل داعش تجاهد في إسرائيل هو إقتناعها بأن الإسرائيليين مسلمون.. فقد أصدر المتحدث الرسمي لداعش بيانا يعلن فيه استمرار الحرب علي الدول الإسلامية وأن علي مصر والسعودية والعراق أن ينتظروا قريبا ضربات تمس منشآت حيوية وتصفيات لشخصيات كبري لديهم، وبصرف النظر عن العلقة الطاحنة التي يتلقاها هؤلاء في سيناء منذ شهور علي يد الجيش المصري حتي كادت أرض الفيروز أن تتطهر تماما من دنسهم، إلا أن هذا البيان استوقفني لعدة أشياء.. أولها أنه لا أحد ممن يتشدقون بحقوق الإنسان في مصر أو في الخارج أصدر بيانا ولو حتي تويتة يتيمة يستنكر فيه ما أعلنه المتحدث الرسمي لداعش من استمرار العمليات الجهادية ضد الدول الثلاث، وذلك علي خلاف ما اعتدناه منهم من الصراخ والولولة والعويل هجوما علي الدولة المصرية وعلي داخليتها وقضائها إذا مسوا شعرة واحدة من رأس أي إرهابي، وآخرها معارضتهم واستنكارهم لعقوبة الإعدام ومطالبتهم بإلغاء تطبيقها تماما في مصر علي أساس إن المجرم اللي بيقتل الناس المفروض نطبطب عليه ونقدم له جاتوه ونقول له بس كده عيب وماتعملش كده تاني.. الشيء الثاني الذي لفت انتباهي ذلك الخرس الذي أصاب المنظمات الحقوقية العالمية كمنظمة حقوق الإنسان والمعروفة باسم هيومان رايت ووتش وكذلك منظمة العفو الدولية والتي صدق رجل الشارع المصري عندما أسماها منظمة العفن الدولية، هذه المنظمات التي تتباكي دوما علي حقوق الإنسان في مصر وتعتبر أن محاكمة الإرهابيين في مصر هو عمل ضد الإنسانية وفي نفس الوقت تغمض عينيها تماما عن الضحايا الأبرياء الذين يسقطون نتيجة العمليات الإرهابية وأكثر من ذلك تتجاهل الانتهاكات الفعلية التي تمارسها دول أخري كتركيا ضد حقوق الإنسان منذ سنوات طويلة، حتي أن عدد الذين تم إيداعهم في السجون التركية أو تم فصلهم من وظائفهم قد بلغوا مئات الألوف، هذه المنظمات لا حس ولا خبر ولا أي تعليق إطلاقا علي بيان داعش ولو حتي بتويتة واحدة.. وتسير علي نهجها في ذلك كبريات الصحف العالمية والتي صارت تفسح صفحاتها لنشر ما يريده صاحب المال حتي ولو كان معروفا بتمويله للإرهاب.. الأمر الذي يعني بكل وضوح أن ذلك الإرهاب وبالذات الذي تواجهه مصر وتشنه مختلف التنظيمات الإرهابية المنبثقة عن الجماعة الإرهابية هو إرهاب جاي علي الكيف وبالتالي علي الجميع أن يخرسوا خالص ولا يطلع لهم صوت أمامه.. أما الشيء الثالث والأخير فهي ما نلاحظه من مباركة تلك المنظمات الحقوقية لدعوات المصالحة مع الجماعة الإرهابية والتي ينعق بها بين الحين والآخر غربان الخراب المستعجل والسبب في ذلك كما قال بعضهم علي إحدي الفضائيات الإخوانية أنهم يريدون المصالحة مع النظام الحاكم ولو لفترة مؤقتة فقط لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصف.. خيبكم الله وخيب مسعاكم.. وفاء امتنع رجل عن ارتداء نظارته الطبية بعد وفاة زوجته فقال له أحد أصدقائه »طبعا أنت لا ترتدي النظارة لأن لا شيء في الدنيا يستحق الرؤية بعدها»، قال له »لأ أنا أخدت المعاش بتاعها وعملت بيه ليزك».. ما قل ودل: العلاقات اللي بتعتمد علي الكدب مش بتستمر، أما العلاقات اللي بتعتمد علي الصراحة مش بتبدأ أصلا.