هل يخرج الأهلي مبكراً من البطولة الافريقية لدوري الأبطال لكرة القدم؟!.. سؤال فرض نفسه بقوة بعد أن أضاع بطل مصر فوزاً شبه مضمون علي الوداد المغربي في الجولة الأولي لدوري المجموعات بدور الثمانية، وكاد يخسر اللقاء الذي انتهي بالتعادل 3/3 وتلقفته الجماهير المصرية بطعم نبات الصبار.. وخروج الأهلي مبكراً من دور الثمانية لا يعني ضياع الفوز ببطولة قارية مرموقة فقط ولكنه يعني ضياع الشهرة والمجد و»الفلوس«.. فالفوز بالبطولة لم يصبح الهدف الأسمي للفرق الافريقية بعد أن انطلقت بطولة كأس العالم للأندية باليابان عام 5002، والتواجد بها ممثلاً للقارة السمراء يعني كسب مادي يصل إلي مليون دولار لمجرد المشاركة إلي جانب ما يزيد من مكاسب مالية مع الانتقال لأدوار متقدمة مثلما حدث مع الأهلي في 6002 ومازيمبي في البطولة الماضية.. وكل الفرق تتطلع إلي شهر ديسمبر القادم لحصد مكاسب الشهرة والمجد والفلوس معاً!!. الأهلي وأنيمبا أكبر الخاسرين! ولا شك أن تعادل باقي فرق مجموعتي دور الثمانية خفف بعض الشيء من وقع الصدمة التي أصابت عشاق الفانلة الحمراء الذين لم يتمكنوا من مؤازرة فريقهم الذي لعب أمام مدرجات خالية بالكلية الحربية تنفيذاً لعقوبة الاتحاد الافريقي لخروج الجماهير عن النص في مباراة زيسكو الكيني في دور ال61.. وكانت الجماهير تعلق آمالاً كبيرة علي مواصلة فريقهم انتصاراته بعد أن نجح في إبعاد غريمه التقليدي من علي قمة بطولة الدوري المحلي التي اعتلاها الزمالك منذ بدء المسابقة هذا الموسم وحتي قبيل ختامها بأسابيع قليلة وأنهاها الأهلي متربعاً فوق الجميع بفارق 5 نقاط صافية. ومثلما تعادل الأهلي مع الوداد 3/3 بالقاهرة تعادل المولودية الجزائري والترجي التونسي بالجزائر 1/1 في الثانية، وتعادل الرجاء المغربي مع القطن الكاميروني بدون أهداف بالمغرب، وأنيمبا النيجيري مع الهلال السوداني 2/2 بنيجيريا في المجموعة.. وبنظرة سريعة نستطيع أن نقول إن الأهلي المصري وأنيمبا النيجيري هما أكبر الخاسرين في الجولة الأولي. ورغم أن النتائج محبطة إلي حد ما للفرق المشاركة فإن جماهير الوداد والهلال والترجي أكثر تفاؤلاً نظراً لتعادل فرقها خارج أرضها، وهي تأمل في دعم مواقفها في الجولة الثانية لدوري المجموعات التي يلتقي فيها الهلال مع الرجاء بالسودان يوم الجمعة 92 يوليو، والقطن مع أنيمبا يوم السبت 03 يوليو بالكاميرون في المجموعة الأولي.. والترجي مع الأهلي بتونس والوداد مع المولودية بالمغرب يوم السبت 03 يوليو في المجموعة الثانية. وستظل الفرق متأرجحة بين موجات المد والجذر حتي مباريات الجولة السادسة لدوري المجموعتين يومي 61 و81 سبتمبر، وإن كان موقف الأهلي سيتحدد بصفة أساسية علي ضوء نتيجة مباراتيه المتتاليتين مع المولودية يومي 21 و82 أغسطس رغم أن الفريق الجزائري ليس في مستواه الذي نعرفه عنه منذ سنوات. وبعد تعادل الأهلي مع الوداد أمسك جوزيه العصا من الوسط وأعلن أنه لا يعد بشيء بالنسبة للبطولة الافريقية هذا العام تحسباً لمزيد من التدهور في النتائج واستعداداً لالتقاط الأنفاس والعودة للمنافسة وتجديد الأمل في الفوز بها.. وسيقال إن المدير الفني البرتغالي يعرف خطواته وإلي أين يسير في الحالة الأولي.. وأنه القدير الذي يمسك عصا الأهلي السحرية في الحالة الثانية. رؤية مستقبلية بعيداً عن هواة الصيد في الماء العكر وهواية التصيد لأخطاء »مستر« جوزيه أو لعدم التوفيق الذي يصادف بعض لاعبيه في مباراة أو عدد من المباريات، فإنه لا يغيب عنه وبحكم خبرته وارتباطه بالنادي الأهلي أن الفوز بأي بطولة ليس هو الهدف الوحيد الذي يسعي إليه فريق يمثل مؤسسة وقلعة رياضية كبري تشكل جانباً مهماً من حضارة شعب امتدت علي مدي عقود وقرون عديدة. هناك أهداف فرعية قد تبدو أقل أهمية ولكنها في النهاية تأخذ مسارها الصحيح في إعداد الشباب والنشء لتكتمل الصورة المطلوبة للإنسان المصري القوي القادر علي مواجهة التحديات في الملاعب والحياة. والمطلوب من الفريق المصري في المباريات المتبقية له في البطولة الافريقية أن يأخذ كل مباراة علي حدة وأن يضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وفق مقتضيات اللحظة والضرورة مع الدفع المنظم بالشباب بحيث لا يفقد الفريق حيويته ولا تضيع خبرته فيعزف سيمفونية النصر.. والنصر هنا يتمثل في القدرة علي التمسك بالأهداف النبيلة التي نغرسها في نفوس شبابنا وأولها إيمانهم بوطنهم وبقدرتهم علي أن يصنعوا المعجزات. وعدم الفوز ببطولة أو بمباراة لا يعني أننا فقدنا البوصلة وابتعدنا عن الطريق السليم.. علينا أن نستفيد من أخطائنا، وسنعاود انتصاراتنا بجدارة واستحقاق.. المهم أن يؤدي كل منا واجبه بجدية وإصرار، وبالتأكيد سنحقق ما نسعي إليه. الإعداد للمرحلة المقبلة أمام الأهلي 5 مباريات في دوري المجموعتين.. لابد أن يكون لكل مباراة أهدافها الخاصة والطرق لتحقيقها.. وهذه الأهداف لها حدود قصوي وأخري لا تنزل عنها.. ويجب أن تتحقق استفادة للفريق مهما كان حجم هذه الاستفادة من مجموع اللقاء. وفي حالة اجتياز الأهلي مباريات المجموعة بنجاح وانتقاله إلي الدور قبل النهائي فإن الأهداف تتطور إلي مرحلة أكثر تقدماً وإصراراً مع التغيير في الأداء بالصورة التي تتناسب مع الموقف والمرحلة.. وليس هناك أدني شك في ارتفاع المستوي الفني والبدني والاستيعاب لمجمل الخطط الموضوعة وتغييراتها المحتملة. ويتكرر نفس النهج في النهائي مع الوصول لذروة الفهم الخططي والاستراتيجي والالتزام بالأدوار المرسومة مع إتاحة الفرصة للتصرف الفردي للتغلب علي مشاكل طارئة وذلك باللجوء للمهارة الفنية والخبرة العالية. مع الالتزام بالتطور التدريجي تبعاً لكل مرحلة فإن النتيجة النهائية ستتواكب مع العمل الجاد والرغبة في الفوز والإصرار علي تحقيقه. وإلي جانب الاهتمام بالبطولة الافريقية يجب علي جوزيه وجهازه المعاون العمل بكل وسيلة علي دعم الفريق في جميع المراكز بأربعة عناصر رفيعة المستوي لمواجهة التحديات الجديدة بالساحة الافريقية طريقنا إلي المنافسات العالمية.. كما أن الاستقرار الإداري من أهم العوامل التي تساعد علي تحقيق الإنجازات.. ولا شك أن الأهلي غني بأبنائه الذين يملكون القدرة علي العمل العام بما يعود بأكبر الفائدة علي الوطن.. ويبقي نداء نوجهه إلي الجماهير الرياضية في كل مكان.. شجعوا أنديتكم بحماسة وبقوة في حدود الروح الرياضية وبما يخدم النادي ويحقق التقدم الرياضي المنشود.. ولا تجعلوا من التشجيع نقمة ووسيلة غير أخلاقية للهروب من مشاكلنا الخاصة. العودة في تونس يغادر فريق النادي الأهلي القاهرة يوم الخميس القادم 82 يوليو متوجهاً إلي تونس للقاء فريق الترجي في الجولة الثانية من مباريات دور الثمانية يوم السبت 03 يوليو.. وسبق أن قلت إن موقف الأهلي سيتحدد بصفة أساسية علي ضوء نتيجة مباراتيه مع المولوديه الجزائري يومي 21 و82 أغسطس بالقاهرة والجزائر علي الترتيب.. ومع التأكيد علي هذه المقولة فإن مباراة الأهلي القادمة مع الترجي في تونس ستكون نقطة التقاء مهمة للقفز علي الجولات التالية بشعور أكبر من الثقة بالنفس والإمكانيات والقدرات الفنية والخبرة الميدانية والتاريخ المحلي والافريقي.. المهم الاستعداد النفسي للقاء مع وضع الفريق المنافس في مكانه الصحيح وإمكانات لاعبيه التي لا يقلل منها تعادله مع المولوديه بالجزائر.. إن الترجي من قمم الكرة التونسية وكثيراً ما احتل صدارة الدوري التونسي، إلي جانب ما يتمتع به من خبرة افريقية طويلة.. وعلي لاعبي الأهلي أن يدخلوا المباراة وهم يعرفون أنهم يلاقون فريقاً قوياً يملك كل عناصر التفوق، ولذلك فإن المطلوب منهم الأداء القوي النظيف والبعد عن الخشونة حتي لا يخسروا أهم أسلحتهم المتمثلة في قدراتهم الفنية العالية.