أعلنت دعمي للوزيرة المحترمة الدكتورة إيناس عبد الدايم عندما اختارتها القيادة السياسية لتحمل حقيبة الثقافة في التشكيل الأخير للحكومة، وتصورت أنها بما لها من جهد ملموس وسمعة كبيرة في إدارة دار الأوبرا المصرية، بل وكتبت وجود 6 وزيرات لأول مرة بالحكومة كشيء إيجابي، إلا أنني أعترف أنه خاب ظني بها، فقد تابعت نشاطها، كما أتابع نشاطات أعضاء الحكومة، فلم أشعر بعمل ثقافي يخلد دور الوزارة في الثقافة المصرية. أنا آسف فعلا لهذه النظرة التشاؤمية، لكنني أري أن الثقافة هي القوة الناعمة لمصر، وهي قاطرة التنمية البشرية التي تتلازم مع التنمية العمرانية والصناعية، وليس خفياً علي أحد أن الثقافة والقيم والأخلاق والوعي الشعبي تعرض لهزات عنيفة في السنوات العشر الأخيرة، حيث اخترقت قيمنا المصرية الكثير من الفوضي والاتكالية وسوء النية، إضافة إلي التدهور الثقافي القيمي الذي أثر سلبيا علي المجتمع. بالطبع الثقافة ليست دار الأوبرا وسماع السيمفونيات والتراث الغنائي فقط، إنما مهمتها الأصلية غرس القيم المصرية الأصيلة في النفوس ومواجهة الضلال والتضليل الفكري والتطرف الديني بمواقف حاسمة وواضحة، سواء بالكتاب أو الفنون التشكيلية أو المسرح والسينما والموسيقي مع عدم نسيان التكنولوجيا الحديثة التي تناسب الأجيال الجديدة، للوصول إلي الأنسان في كل مكان، نجع أو قرية أو حتي عزبة منتشرة في ربوع مصر المحروسة، خاصة وأن هيئات ومكاتب قصور الثقافة منتشرة علي مستوي الجمهورية، كما أن الوزارة تملك من دور المسرح والسينما ما يكفي لجذب الناس إليها، كان لدينا تراث في عربات الثقافة للجميع التي تذهب إلي الناس حيث هم، اختفت وحل بدلا منها البوار والخواء الثقافي. أقترح علي الدكتورة إيناس أن تراجع أجندتها من جديد وتتذكر الوزراء العمالقة من أمثال فاروق حسني وثروت عكاشة، وغيرهما الذين تركوا بصمات لا يمحوها الزمن، وبالمناسبة أهنئك بجائزة »جاز ميوزك أوورد» الألمانية. وآسف علي النقد لكنني أعمل بالمثل الشعبي الأصيل صديقك من صدقك!. دعاء : اللهم اجعل التّقوي زادنا وفي دينك اجتهادنا، وعليك توكُّلُنا واعتمادنا، ثبّتنا علي نهج الاستقامة، وأعذنا من موجبات النّدامة يوم القيامة.