كانت جيوش محمد الفاتح تحكم الحصار علي مدينة القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية. كان أهل بيزنطة مشغولين بما هو أهم في نظرهم من الخطر المحدق بهم والذي يهدد وجودهم ذاته. ما يشغلهم كان الاجابة علي سؤال عويص لم يتوصل أحد الي الاجابة عليه حتي الان.. هل الملائكة ذكور أم اناث.. هل فيهم الذكور ومنهم الاناث.. وان كان الامر كذلك فهل يتزاوجون؟ دخلت جيوش محمد الفاتح القسطنطينية (اسطنبول حاليا) وسقطت الامبراطورية البيزنطية وأهل بيزنطة لا يزالون متحزبين ولم يحلوا مشكلتهم بعد. صار تعبير الجدل البيزنطي مثلا يضرب علي الخيبة الكبيرة التي تصيب الناس عندما يشغلهم ما لا يجدي عما هم فيه من بؤس وشقاء. عندما تقاطر الناس علي ميدان التحرير ثم تدفقوا ثم اصبحوا موجا هادرا يكتسح ما يعترض طريقه لم يسأل أحد أحدا ان كان مسلما أم مسيحيا.. اخوانجيا أم ليبراليا.. علمانيا أم سلفيا.. وفديا أم ناصريا. كان ما يجمعهم أقوي.. مصريتهم. تنحي مبارك فافترقت السبل وتعددت الرؤي. تحزب كل جمع لما يري أنه الحق والصواب هذا ان خلصت النوايا. نسي الناس أنهم ثاروا من أجل الحق في الحرية فاذا ببعضهم يمارس نفس ما ثار لتغييره.. رفض حق الاخر في التعبير واتهامه بالخيانة والعمالة. توهم البعض انه احتكر حق الصواب وان الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه. أصبحنا نواجه خطر دكتاتوريات الجزر الصغيرة المنعزلة. كلها يريد فرض رأيه هو. كل يرفع راية ميدان التحرير الذي تحول الي ميادين ونسي الجميع ان الميدان كالوطن ملك لنا جميعا وليس حكرا علي أحد. لم يقل أحد كيف نحل مشاكلنا ماهي برامجنا وما هي اولوياتنا. تحديد جنس الملائكة ليس الحل.