مع دخول الصراع في سوريا عامه الثامن كان الجيش يحقق انتصارات علي الأرض مكنته من السيطرة علي أكثر من 90% من الغوطة الشرقية أحد آخر معاقل الفصائل المسلحة في البلاد لكن تعثر المفاوضات مع جيش الإسلام ثم الهجوم الكيماوي المزعوم علي دوما أشعل الأوضاع مجددا وتوالت التنديدات والدعوات لمحاسبة حكومة الرئيس بشار الأسد وحلفائها ووصلت التهديدات لحد شن ضربة عسكرية تريدها واشنطن جماعية بمشاركة الحلفاء.. وفي الوقت الذي تبدو فيه الضربة الغربية وشيكة عبر مؤشرات منها التهديدات الإمريكية وإرسال قطع بحرية عسكرية قرب السواحل السورية فإن السؤال الذي يفرض نفسه ما هو مدي الضربة المرتقبة؟.. الأغلب أنها لن تكون كالضربة التي استهدفت مطار الشعيرات العام الماضي ولن تصل لحد المواجهة المباشرة مع روسيا خاصة مع استمرار الاتصالات بين الجانبين لكنها ستكون ضربة متوسطة تعيد ترتيب الأوراق وتطيل أمد الصراع الذي يبحث الجميع عن دور ومكاسب فيه. البعض يتحدث الآن عن احتمال قصف مقر للأسد كإجراء عقابي وإرسال رسالة قوية للعالم. وفي نفس الوقت إذا كانت انتصارات الأسد تعني أيضا انتصار إيران فإن الأمر مقلق لعدد من الأطراف في المنطقة خاصة إسرائيل الأمر الذي يجعل المواقع الإيرانية هدفا محتملا للضربة العسكرية.. في النهاية الأمر الذي لا شك فيه أن الصراع يزداد تعقيدا يوما بعد يوم ويتضاءل ما نعرفه فالمتاح أقل بكثير مما يدور علي الأرض وفي كواليس السياسة والأكيد أن النهاية لا تبدو قريبة وأن ملايين السوريين مازالوا يدفعون ثمن جرائم لم يرتكبوها.