من الطبيعي أن تنشط الشائعات حول الحكومة الجديدة، والمشاركين فيها، ورئيس مجلس الوزراء المكلف بتشكيلها فور الاعلان اول امس الاثنين عن تأجيل الموعد الذي كان مقررا لادائها اليمين الدستورية امام المشير طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة الي موعد لاحق، لم يحدد علي وجه الدقة. ومن الطبيعي ان تزداد هذه الشائعات نشاطا، ويرتفع سقفها وحدتها في ظل ما جري بعد ذلك من الاعلان عن ملاحظات غاضبة ورافضة لبعض الوزراء من جانب بعض المعتصمين في ميدان التحرير، وما اعلن عن اعادة النظر في المرشح لوزارة الآثار بعد موقف العاملين بالآثار تجاهه، ثم ما تلا ذلك من الاعلان عن اعتذار المرشح لوزارة الصناعة ايضا. وفي هذا الاطار كانت الشائعات تدور حول الاسماء والشخصيات المرشحة للوزارة الجديدة ومدي القبول او الرفض الذي تحظي به لدي المتواجدين بالتحرير، وما اذا كان ذلك سيكون هو المعيار الرئيسي والاساسي للاختيار، ام لا، بغض النظر عن قدر الكفاءة والخبرة اللازمين لتولي المنصب الوزاري والقيام بمسئولياته. ولكن حدث متغير اساسي في حجم ومساحة الشائعات، ادي الي ارتفاع سقفها، فور ذيوع خبر الوعكة الصحية التي ألمت برئيس الوزراء الدكتور شرف، نتيجة الاجهاد الشديد الذي تعرض له خلال الفترة الاخيرة، وهو ما تتطلب دخوله المستشفي لاجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة للاطمئنان علي حالته. ورغم الشفافية التي تم التعامل بها مع هذا الخبر، وبالرغم من اعلان السفير محمد حجازي المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء جميع التفاصيل الخاصة بحالة رئيس الوزراء، الا ان ذلك لم يوقف او يقلل من موجة الشائعات الكاسحة التي انتشرت في لحظة تؤكد استقالة الدكتور شرف وتخليه عن رئاسة الحكومة، وتخليه ايضا عن تشكيل الحكومة الجديدة. ورغم نفي السفير حجازي لهذه الشائعة، وتأكيده انه لا صحة لشائعة الاستقالة، وان الدكتور شرف حالته الصحية مستقرة ومطمئنة، وانه يخلد للراحة بناء علي نصيحة الاطباء، وانه ايضا يواصل مشاوراته لتشكيل الوزارة الجديدة،...، الا ان الشائعة مازالت منتشرة،...، واعتقد انها لن تنتهي الا بتشكيل الحكومة.. واداء اليمين بالفعل. محمد بركات [email protected]