هذه هي أفضل أنواع الصدقة الجارية.. صدقة تنقذ أرواح العباد وتساعد علي تقدم البلاد.. تفتح ابواب تخفيف آلام المرضي.. تحيي الامل وتستنهض الهمم.. لذا أود أن أشد علي يدي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ورئيس مجلس ادارة مؤسسة مصر الخير التي قدمت مليون جنيه للمركز القومي للبحوث لصالح ابحاث النانو ذهب لعلاج مرضي السرطان. قد يستصغر البعض المبلغ لكنني اعده فتحا في مجال عمل الخير وابداعا جديدا في كيفية تحقيق الاستفادة القصوي من اموال الصدقات والزكوات لخدمة اكبر عدد من ابناء الأمة. وأقول ابداع لان معظم اموال الصدقات والزكاة كانت تنصرف الي مبردات المياه وبناء المساجد وملاجيء الايتام وأسرة المستشفيات وكلها خير، لكننا نريد مصارف جديدة توجه لها هذه الاموال بشكل يوسع دائرة المستفيدين ويساعد علي تقدم الامة باعتبار ذلك من المقاصد العليا للاسلام. ما فعله مفتي الجمهورية ومؤسسته يحفز ويحث ويحرض الاخرين علي ان يقتدوا بهذا الطريق الجديد للخير فيقدموا صدقاتهم لخدمة البحث العلمي الذي اعتقد انه ذروة سنام الجهاد في سبيل الله خاصة مع امتنا العربية في ظروفها الحالية التي جعلت اقدامها مغروسة في وحل التخلف، فالسعي علي تقدم الامة في هذه الايام هو فرض عين علي كل شخص: العالم بأبحاثه في معمله، والموسرون بخزائنهم، والشركات بمعداتها ومختبراتها وحتي العمال بعرقهم وعملهم وعقولهم. يتكاتف الكل للنهضة الامة ومداواة ادوائها وأدواء ابنائها بالعلم والعمل والصدقة والزكاة دون تحقير لاي مساهمة حتي لو كانت جنيها من مصروف طفل. معاملنا ومستشفياتنا ومختبراتنا ومراكز ابحاثنا في حاجة الي الكثير من الاموال والاجهزة والمعدات والمواد الكيميائية، فلتكن صدقاتنا الجارية علي ارواح موتانا موجهة كلها أو معظمها خلال الفترة القادمة لمثل ما فعل الشيخ علي جمعة، فمن يتقدم بصدقة جارية لخدمة ابحاث تنظيم المرور وتيسير وتسهيل تنقل الناس في الطرقات؟ لو حدث ذلك لكم ان تتصوروا عدد الحسنات التي يمكن ان يحصيها صاحب هذه الصدقة وكم الدعوات التي ستصب في ميزان اعماله يوم القيامة. ومن يخصص زكاة ماله لاكتشاف عقار لعلاج فيروسات الكبد أو الوقاية منها. لو عددنا مجالات الخير التي يمكن ان يساهم فيها كل انسان بصدقاته وزكاته سنجد انها لا تعد ولا تحصي. مثلا من يتولي ماليا ابحاث تحسين رغيف العيش دون زيادة سعره؟ من يبتكر وسيلة لبناء مساكن رخيصة للمساعدة في عصمة الاولاد والبنات بتسهيل الزواج؟ قد يرد قائل ان هذا دور الدولة وهي التي يجب ان تقوم به كما ان الشعب المصري ليس متسولا حتي يقيم حياته معتمدا علي الصدقات، اقول حقيقة ان هذا هو دور الدولة ولكن ماذا نفعل اذا عجزت مواردها؟ هل نضع ايدينا علي خدنا ونلعن الظروف كما أن إخراج الزكاة هو فرض علي كل مسلم فلا مجال هنا للمن والأذي أو دفع الناس للتسول، واذا كانت الزكاة ستخرج ستخرج، فلماذا لا نخرجها بما ينفع الناس والدنيا والدين. جربوا هذا الطريق الجديد فربما خلص ابناء مصر من بعض مشاكلهم وساعد علي تقدم أمتنا والمجتمع والناس.