أعلن الدكتور مصطفى السيد، رئيس مركز الليزر بجامعة جورجيا، رئيس الفريق البحثى لعلاج السرطان بجزيئات الذهب «النانوميتر»، نجاح المرحلة الأولى للأبحاث والتجارب التى تم إجراؤها فى المركز القومى للبحوث لاكتشاف الخلايا السرطانية عن طريق «النانوميتر». وقال السيد فى كلمته، فى المؤتمر الذى عقد، أمس، لتوقيع اتفاقية تمويل مؤسسة «مصر الخير» للبحث الذى يشارك فيه 30 باحثاً، إن المرحلة الأولى تتضمن التشخيص المبكر لاكتشاف الخلايا السرطانية عن طريق جسيمات الذهب النانومترية ثم تحميلها على أجسام مضادة وحقنها بجسم الحيوان، وهو ما يجعل جسيمات الذهب النانوميترية تتجه إلى الخلايا السرطانية وتحدث انعكاساً ضوئياً شديداً يكشف عن الخلية المريضة مبكراً مما يؤدى إلى التخلص منها. وأوضح السيد أن المرحلة الثانية من الأبحاث والتجارب تتضمن القضاء تماماً على الخلايا السرطانية التى تم تحديدها بجسيمات الذهب «النانوميترية» عن طريق تسليط أشعة الليزر نحو الخلايا المصابة بالسرطان والمحقونة بجسيمات الذهب التى تقوم بامتصاص الضوء وتحويله إلى حرارة شديدة تقضى على الخلية السرطانية دون المساس مطلقا بالخلايا السليمة. وأشار السيد إلى أنه فى حال نجاح التجارب فى المرحلة الثانية سيعنى ذلك حدوث طفرة قوية فى علاج السرطان، ثم يتم الانتقال للمرحلة الثالثة من التجارب وهى دراسة الآثار الجانبية على جميع أعضاء الجسم من خلال فئران التجارب أولاً ثم المرضى المتطوعين بما يعنى اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية للبدء فى استخدام هذه التكنولوجيا عمليا لعلاج الأورام السرطانية فى المستشفيات، لافتاً إلى أنه من المتوقع الانتهاء من التجارب التى يتم إجراؤها لاستخدام «تكنولوجيا النانوميتر» لعلاج السرطان خلال أربع سنوات. وأشاد السيد بالجهود التى تقوم بها مؤسسة «مصر الخير» لدعم الأبحاث والتجارب لاستخدام جزيئات الذهب «النانوميتر» فى علاج السرطان داعياً إلى ضرورة زيادة تمويل البحث العلمى الذى يعود بالخير على كل أفراد المجتمع، قائلاً: «إن قيمة الميزانية التى توجهها الدولة للبحث العلمى تعكس مقدار تقدم أو تخلف الدولة لأن الدولة التى تنفق على البحث العلمى أكثر تستطيع تحقيق التنمية والنهوض وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة». من جانبه، أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «مصر الخير»، أن توجيه الصدقات وأموال الزكاة لدعم البحث العلمى والمساهمة فى علاج المرضى جائز شرعا قائلاً: «لا خلاف بين العلماء على توجيه أموال الصدقات لدعم البحث العلمى، أما الزكاة فيوجد فيها بند (وفى الرقاب) إعمالاً للنص القرآنى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل...) والبحث العلمى فيه تحرير لرقابنا من استغلال المستغلين وجشعهم، بل إنه قد يستحيل الحصول على العلاج بعدما يرمون لنا فتات المائدة». وقال جمعة - الذى قام بتوقيع الاتفاقية مع الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث، لتمويل استخدام «النانوميتر» لعلاج السرطان - إن مؤسسة «مصر الخير» تعامل العلماء على أنهم «الأكابر فى هذا الوطن» لأنهم الباب الذى يصل بنا إلى النهوض بمجتمعنا، وفى تراثنا «شرف العلم فوق كل شرف، ومن ذاق عَرف، ومن عَرف اغترف»، مؤكداً أن «مصر الخير» مؤسسة حضارية لا تقتصر على المسلمين فقط بل تشمل غير المسلمين حتى يعم الخير على جميع أفراد المجتمع دون أى تفرقة. وأوضح جمعة أن تمويل البحث العلمى من المؤسسات المدنية يرد على الإرهاب والتطرف والنظرة الأحادية «لأننا نتعاون معا فى مشترك إنسانى عميق نحاول فيه التعمير لا التدمير والعطاء لا البلاء». حضر حفل توقيع الاتفاق محسن محجوب، أمين صندوق مؤسسة «مصر الخير»، والدكتور على شبكة، الباحث الرئيسى لمشروع العلاج ب«النانوميتر» فى مصر، ولفيف من العلماء والأطباء.
