السؤال التقليدي الذي لم نجد له اجابة حتي الآن.. البيضة أولا أم الدجاجة. تبعه سؤال لم نجد له أيضا اجابة وهو الانتخابات أولا أم الدستور.. وبالرغم من أن المجلس العسكري والحكومة والاستفتاء حسموا بأن الانتخابات أولا.. إلا أنني اشم رائحة دستور يسبق الانتخابات التي هي أيضا ربما يتم تأجيلها. أما السؤال الذي قفز علي السطح الآن.. فهو هل الاستقرار أولا أم الثورة. في الواقع يبدو أن الاختيارين متناقضان.. ولكني أراهما يصبان في نهر واحد.. نشرب منه جميعا.. فلا فرق بين الاستقرار والثورة.. لان كليهما يؤدي إلي الأخري. فالاستقرار يخلق حالة من الهدوء يسمح لنا بالتفكير.. وتسمح لنا بالعمل والانتاج.. ويساعد علي تحسين ظروفنا ومعيشتنا وأكلنا وشربنا.. ويوفر مزيدا من الوظائف أو علي الأقل تعيد الذين تعطلوا إلي وظائفهم. أما الثورة واستمرارها فتعني رسم صورة كاملة للثورة المنقوصة التي تمت.. وبالتالي ترسم التابلوة المتكامل لمستقبل هذا الوطن.. تطهير.. محاكمات.. قصاص.. ثم بعد ذلك دنيا جديدة علينا سعيدة. الهدف واحد.. وهو ان تصبح مصر.. جديدة كما نتمناها.. ولكن كل ما أرجوه هو أن تستمر الثورة سلمية ولا تتحول إلي دموية انتقامية فوضوية.. وفي الوقت نفسه لا يتحول الاستقرار إلي موت وغيبوبة واغماءة طويلة حتي لو كانت تمثيلا. يعني نحن نريد استقرارا فيه كثير من الحركة.. وثورة فيها كثير من العقل. هل يمكن ان نحقق هذه المعادلة الصعبة.. أري انه يمكننا ذلك.