هل فكرت في الهدية التي ستمنحها لأمك في عيدها يوم الاربعاء القادم؟ هل اجتهدت وحاولت ان تعرف ما الذي يمكن ان يدخل السعادة علي نفسها في ذلك اليوم؟ هل ستكتفي بهدية مادية، أم ستحاول أن تغلفها بأفعال تدخل السعادة علي نفسها في ذلك اليوم؟ سعادة تدرك معها ان معاناتها معك طوال سنين عمرك لم تذهب سدي، وأنها بالفعل أحسنت تربيتك وأدت رسالتها التي وضعها المولي عز وجل علي عاتقها علي أكمل وجه. ولكن، هل تنتظر الأم هدية مادية كي تشعر بحب أولادها لها وقربهم منها؟ ربما، فالهدية في ذلك اليوم وسيلة تجمع الابناء حولها وتذكرهم بفضلها فيلتفون حولها ويشعرونها في ذلك اليوم بالدفء والحنان والعرفان بالجميل ولكن.. كما تكون هذه المناسبة مبعثا للسعادة والفرح عند أغلب الاسر تكون مبعثا للأسي وللألم عند البعض الآخر، فهناك أسر تجتمع في ذلك اليوم لتبكي ست الحبايب التي غيبها الموت، وأسر أخري تبكيها بعد ان أطبقت عليها جدران السجن، بسبب ديون اقترضتها لاتمام زيجة ابنتها أو علاج ابنها، وفضلت بسببها جدران السجن علي افشال زواج ابنتها او مرض ابنها، هناك من الامهات من تقضي الايام والليالي في السجن بسبب بضعة آلاف قليلة لم تستطع سدادها، من هنا تبنت جمعية مصر الخير هذه القضية السامية لحل مشاكل الامهات الغارمات في محاولة لادخال السعادة عليهن وعلي اسرهن، بدفع ديونهن وإخراجهن من السجون أملا في ان يقضين يومهن ويحتفلن به مع أسرهن، فاحرص علي ان تساهم في ذلك العمل النبيل وتعيد أما الي احضان ابنائها، فأجمل هدية تتمناها كل ام وتحلم بها، هي ان يلتف ابناؤها حولها يضحكون ويتسامرون تشيع بينهم البهجة ويشعرون بالسعادة والاطمئنان، وقتها تنعم براحة البال والهناء، الام ليست في حاجة الي هدايا عينية أو مالية، ما تحتاجه حقا هو سعادة ابنائها وراحتهم ما تحتاجه حقا هو ان تطمئن عليهم وعلي ابنائهم، فاسأل عن امك واذهب اليها في ذلك اليوم وفي كل يوم، قبل يديها واطمئن عليها، وقبل ذلك طمئنها علي نفسك، فتلك هي أجمل هدية تنتظرها منك.