برلماني: تعديل نصوص الإجراءات الجنائية «ليس عيبًا» وهدفه مصلحة المواطن العادي    إجازة أكتوبر 2025.. 10 أيام عطلة للموظفين والطلاب في شهر الانتصارات    أيمن منصور: مهارات الزمالك ستصنع الفارق في القمة    برلماني إيطالي: مأساة غزة تتطلب تغيير التوازنات الجيوسياسية الغربية    الزمالك يهزم توباتي البرازيلي في بداية مشواره ببطولة العالم لليد    لحظات لا ترد فيها الدعوات.. سر آخر ساعة من يوم الجمعة    عاجل - اغتنمها قبل الغروب.. أفضل الأدعية في آخر ساعة من يوم الجمعة    نائب رئيس حزب المؤتمر: انسحاب الوفود الدولية أثناء خطاب نتنياهو رسالة رفض لجرائم الاحتلال    يد الزمالك تهزم توباتي البرازيلي في مونديال الأندية    شاهد.. انسحاب جماعي في الأمم المتحدة لحظة دخول نتنياهو    «الجارديان»: رسوم ترامب الجمركية على الأدوية تربك السوق الأوروبية وتفاقم مخاوف صناعة الدواء    سعر الدولار مساء اليوم 26 سبتمبر 2025    مصر والسعودية تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني    رئيس نقل النواب: كلمة الرئيس بالأكاديمية العسكرية خارطة طريق للأجيال الجديدة    منتخب مصر للكرة النسائية يتأهل للدور الثالث في تصفيات كأس العالم بثلاثية على غينيا    عقوبات الجولة الثامنة من الدوري المصري .. تغريم ياسر إبراهيم لاعب الأهلي    «الصحة»: 11 وفاة و33 مصابًا في حريق مصبغة غزل البشبيشي بالمحلة    غادة طلعت ابنة خال رانيا يوسف في مسلسل "لينك"    محمد ممدوح يهدي تكريم مهرجان الغردقة لسينما الشباب للشعب الفلسطيني    شارك والعب واكسب.. يوم حافل بالأنشطة والهدايا في معهد ثربانتس بالقاهرة ضمن اليوم الأوروبي للغات    وزيرة التنمية المحلية توجه بسرعة نقل تجار الخردة والجملة بالرويسات للهناجر ورفع الإشغالات    اللواء محمد إبراهيم الدويري يكشف خلفيات إعلان الدوحة 2012 ومبادرات المصالحة الفلسطينية    وزير الخارجية يلتقى قيادات مجلس الأعمال للتفاهم الدولى    الشرطة الدنماركية: تلقينا أكثر من 500 بلاغ عن مشاهدات لطائرات مسيرة في أنحاء البلاد    بعد تصريحاته ضد الخطيب .. إيقاف برنامج مساء الأنوار وإحالة مدحت شلبي للتحقيق    إيرادات فيلم درويش تصل إلى 55.7 مليون جنيه في 6 أسابيع.. والشاطر يتخطى 110 ملايين    سلوى محمد علي تناشد المسئولين بدعم صناع الأفلام المستقلة    فرانسيس آرتشر: المتحف المصري الكبير صُمم بعمر افتراضي يمتد لأكثر من 100 عام    نتنياهو: على إسرائيل «إنجاز المهمة» ضد حماس في غزة    خناقة على الزبالة.. الأمن يكشف تفاصيل مشاجرة جامعي القمامة بالإسماعيلية    القولون العصبي.. رحلة معاناة مزمنة بين الألم الوظيفي وعلاجات تبحث عن الحل الجذري    تعرف مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الجمعة 2692025    صحة الدقهلية: انطلاق فعاليات اليوم العلمي الأول لمبادرة «رؤية أمل» ب "رمد المنصورة "    مساعد رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك مع وزارة الشباب والرياضة في قمة الشمول المالي والرقمي للشباب    وزير الشباب ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المنشآت بنادي 6 أكتوبر    استعدادا لموسم الأمطار، جولة ميدانية للسكرتير العام على مخر سيل قنا الرئيسي    9 لوادر تشارك في حملات موسعة لرفع الإشغالات من شوارع أسوان    لأول مرة، المتحف المصري بالتحرير يعرض اللوحات الجدارية لقصر الملك أمنحتب الثالث    وزير الإعلام العُمانى: العالم العربى يواجه تحديات متعددة تمس جوهر الهوية العربية    مخاوف من أمطار ورياح واضطراب الملاحة.. طقس الجمعة في مطروح والسواحل الشمالية    الداخلية تكشف حقيقة تهديد مدير مدرسة لأولياء الأمور بسلاح ناري في القاهرة    نيابة كوم أمبو تصرح بدفن جثمان عريس توفى ليلة زفافة بسكتة قلبية    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة ب3 عقارات بالقاهرة والجيزة.. صور    «حماس» عن استشهاد 251 صحفيًا منذ بداية الحرب: «جريمة نكراء» ولن تسقط بالتقادم    وزارة الصحة تعلن انطلاق مهرجان "100 مليون صحة" الرياضى    فحص 1300 مواطن مجانا ضمن قوافل مبادرة حياة كريمة الطبية بدمياط    "القومى للمرأة" ينظم دورة تدريبية عن "دعم دور مقدمي الخدمات الصحية بالمستشفيات الجامعية"    وزير الخارجية يلتقي نظيره السوداني في نيويورك    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة بطريق القاهرة – الفيوم الصحراوي    جولة ميدانية لتفقد الخدمات الطبية بمستشفى بركة السبع المركزي    اليقين وخطط مواجهة الإلحاد عنوان خطبة الجمعة اليوم 26 سبتمبر    اليوم.. استئناف الجولة السادسة بدوري المحترفين    اليقين لا يناله إلا الأصفياء.. أحد علماء الأوقاف: الصبر نصف الإيمان واليقين هو الإيمان كله    وزير الخارجية يؤكد موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان    غلق كلى مؤقت لشارع 26 يوليو فى اتجاه ميدان لبنان بسبب أعمال مونوريل أكتوبر    ارتفاع عدد ضحايا انهيار مصنع في المحلة الكبرى إلى 5 متوفين و25 مصابًا    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الجمعة 26-9-2025 في محافظة قنا    يحدث لأول مرة منذ الافتتاح، تطور جديد بسد النهضة وخبير يكشف تأثيره في مصر والسودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوعي المائي
نشر في الأخبار يوم 08 - 02 - 2018

لا شك أن الوعي والثقافة مفتاحان مهمان لحل كثير من المشكلات في حياتنا، فالنظافة ثقافة، والنظام ثقافة، والإتيكيت ثقافة، والترشيد ثقافة، ويمكن أن تكون الثقافة حلاًّ ناجعًا لكثير من مشكلاتنا العصرية المزمنة وغير المزمنة، ويجب أن نعمل ولا نيأس، وأن نُلح علي حل ما لدينا من المشكلات دون كلل أو ملل، فمدمن القرع للأبواب قد يلج، وكثيرًا ما يلج.
ولا شك أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم، مما يتطلب وعيًا دوليًّا بقضايا المياه؛ لذا نجد بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة بها تطبق الترشيد بقوة، وفي أعلي درجاته، حتي يصير الترشيد ثقافة مجتمع، وثقافة شعب، وثقافة أمة.. وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهي عنه، يقول الحق سبحانه : »وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ »‬، ويقول سبحانه : »‬ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا»‬، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيها الإسراف في استخدام الماء أو غيره، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو (رضي الله عنهما) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّي الله عَليْهِ وسَلَّمَ) : »‬مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ : (مَا هَذَا السَّرَفُ ؟ ) فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ ؟ قَالَ : (نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَي نَهَرٍ جَارٍ)».
نعم الإسراف إسراف، ولو كان في الوضوء، ولو كنت علي نهر جار، فالإسراف لا علاقة له بالقلة أو الكثرة، وإلا لطلبنا من الفقير أن يرشد وتركنا الغني يفعل ما يشاء، غير أن الأمر بالترشيد والنهي عن الإسراف جاء عامًّا للفقير والغني علي حد سواء، في الندرة والوفرة بلا تفصيل ولا استثناء.
ونؤكد أن نقطة مياه تساوي حياة، فكل نقطة ماء يمكن أن تكون سببًا في حياة إنسان أو حيوان أو طائر أو نبات، يقول الحق سبحانه : »‬ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ »‬، وإهدار كل نقطة ماء قد يعني إهدار حياة، كما أن كل نقطة ماء تساوي مالاً مقومًا، وفقدها أو إهدارها يعني مالا مقومًا يذهب هدرًا، كما أن الحفاظ عليها نقية بلا تلوث يعد حفاظًا علي ثروة مالية، وأن تلويثها يعني إهدارًا مائيًّا وماليًّا معًا، لأن تنقيتها تترجم إلي مال وأثرها علي الصحة لا يقوم بمال.
وقد جعل الحق سبحانه وتعالي إنزال الماء بقدر مقدور وميزان دقيق؛ لأنه إن قل عن الحاجة أدي إلي الهلاك بالعطش، وإن زاد عن الحاجة أدي إلي الهلاك بالغرق، والحكمة تكمن في رحمة الله (عز وجل) في إنزاله بقدر، حيث يقول الحق سبحانه : »‬وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَي ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ»، ويقول سبحانه : »‬ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ».
فالماء نعمة يجب الحفاظ عليها ورزق يستوجب الشكر، يقول الحق سبحانه : »‬هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ»، ويقول سبحانه : »‬وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَي آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ».
ويجب أن نحسن شكر هذه النعمة العظيمة، وأن ندرك أمرين: الأول أن النعمة تدوم بالشكر، وأن الشكر لا يكون بالكلام وحده إنما يكون بالعمل والأخذ بالأسباب، فمن حيث كون الماء نعمة تستوجب الشكر، يقول الحق سبحانه : »‬أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ» ، ويربط سبحانه شكره بزيادة النعم، فيقول سبحانه : »‬وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» ويقول سبحانه : »‬وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَي الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا».
الأمر الآخر : أن نترجم الشكر إلي عمل بالحفاظ علي كل قطرة ماء، وتعظيم الإفادة منها، وترشيد استخدامها، وعدم تلويث مياه النهر أو البحر أو الآبار، أو الجور علي المجاري المائية أو تعطيل هذه المجاري، أو الجور في استخدام المياه علي حقوق الآخرين، أو مخالفة التعليمات الصادرة عن الوزارات المعنية في هذا الشأن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.