"عن نفسي" لا أجد مبررا مقنعا للسير للخلف..والدعوة للانقضاض علي نتيجة الاستفتاء الأخير وإرادة الشعب المصري..سوي الإيمان المطلق بمقولة رئيس وزراء النظام السابق المشكوك في ذمته المالية د.احمد نظيف..ومقولة د. نظيف الشهيرة جاء فيها " إن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية".. ! وانطلاقا وإيمانا بهذه المقولة ترفض بعض النخب السياسية عالية الصوت إرادة المصريين في الاستفتاء الأخير بحجة أنه تم التغرير بهم.. ألا يعني ذلك أنهم يروننا غير مؤهلين للديمقراطية كما أفتي د.نظيف..ويرفضون أحد أشكال الديمقراطية وبعد يناير.. أظن أن ذلك يعني أيضا أن النخب السياسية غير مؤهلة لقبول نتيجة الممارسة الديمقراطية مادامت علي غير هواها..! ورؤية الشعب المصري بأنه مازال يحتاج لسنوات لممارسة الديمقراطية دفعت محترفي السياسة الجدد رفع شعار الخوف علي المصريين من التغرير بهم مرة ثانية في انتخابات مجلس الشعب القادمة من قبل القوي المنظمة المتمثلة في الإخوان والجماعات أصحاب المال مثل جماعة سويرس..! والقراءة السريعة لما يجري حولنا يؤكد أننا نسير بالخلف.. وهلامية الديمقراطية الوليدة..فبدأنا بمؤخرة الخارطة السياسية المستفتي عليها وما توافقت عليه إرادة الأمة.. وحسب هذا الاستفتاء الدستوري الأخير المفروض أن تبدأ انتخابات المجالس النيابية في سبتمبر المقبل.. يليها تكوين الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد ويستفتي عليه الشعب..وأظن تبدأ بعد ذلك انتخابات رئيس الجمهورية..يعني الوقت المتبقي تقريبا شهران علي فعاليات ترشح وانتخاب ممثلي الشعب في مجالسه النيابية. ومع ذلك.. وما تعرفش ازاي.. بدأنا "هيلا بيله" من نهاية الخارطة السياسية..يعني بدأنا بترشيحات رئيس الجمهورية.. ونسمع ونري ونقرأ يوميا عن اسماء من يرغبون في اقتناص منصب الرئيس.. ناسين أن انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب ولم نسمع كلمة واحدة تشرح خارطة الطريق لانتخابات المجلس ولا أسماء مرشحين ولا نية الأحزاب! ولا أخفي عليكم أن المزاج العام السابق مازال يتحكم فينا..فنري منصب الرئيس أهم وأخطر من أعضاء مجلس الشعب..ويتم الالحاح وبروزة مرشحي الرئاسة التي يأتي موعدها في مؤخرة الخارطة السياسية..كما يوحي الالحاح علي انتخابات رئيس الجمهورية بعملية تحضير ديكتاتور جديد فكل الأضواء موجهة علي منصب الرئيس..أخبار مرشحي الرئاسة تحتل مواقع الصدارة في كل وسائل الإعلام مما يوحي بأن المنصب مازال يمثل بريقا آخاذا يعلو ويرتفع عن أهمية أسماء المترشحين للمجالس النيابية وهم ممثلو الشعب..! وبالطبع كل المرشحين ثوريون نزلوا ميدان التحرير علي حد قولهم والحمد لله.. ومنهم من يؤكد انه ساكن في منطقة كلها شباب ممن باتوا في التحرير أيام الثورة.. وقد رشحوا أنفسهم بناء علي طلب الجماهير العريضة ومنهم من ضحي بجماعته التي توسلت اليه ألا يرشح نفسه حتي لا يشق عصا الجماعة لكنه يصر علي عدم الرجوع علي طريقة "أغنية النداهة" "شيء من بعيد ناداني وجرالي اللي جرالي ومش بإيدي يابا.."! والأعجب السيد المرشح للرئاسة حين يصرح لو تحولنا جمهورية برلمانية لن ارشح نفسي لانه لن تكون لي سلطات..وهو بالطبع يبحث عن سلطات..وللحقيقة لم نسمع كلمة واحدة من السادة المرشحين عن دماء الشهداء التي كانت معبرا لهم للترشح..ولا عن الانقضاض علي الديمقراطية التي يمارسونها..يبدو والله اعلم انهم يؤمنون بما قاله د.نظيف ايمانا مطلقا..وكأنه ضريبة ديمقراطية يمارسونها.