أيا كانت الاسباب التي ادت إلي تفاقم الأحداث بميدان التحرير أول أمس ، فالنتيجة واحدة وتتمثل في كوننا نفشل حتي هذه اللحظة في إستعادة الأمن والإستقرار ، وما سيترتب علي تلك النتيجة ايضا حقيقة واحدة لا بديل لها وهو أننا نسير في طريق لا عودة منه ولا نهاية له ، طريق ينذر بكل الخطر ويقتل فينا الأمل في إستعادة بلدنا مرة ثانية . المشكلة أن كل فرد منا أصبح يعتبر نفسه السياسي والثوري والمتحرر والقاضي والحكم والقانون وكل شئ ، يريد أن يضع بنفسه القانون وأن يطبقه وينفذه ، فلا يستمع لغيره ولا يسترشد بالرأي الآخر . إنعدام الثقة في السلطة والقائمين عليها لسنوات طويلة في ظل حكم النظام السابق ، جعل الكثيرين يستمرون في فقدهم للثقة في أي إجراء يتخذ ممن يتولون إدارة البلاد ، حتي ولو كان القرار لصالحهم فهم لا يعطون الفرصة لأنفسهم لمجرد التفكير فيما يحدث من حولهم والصالح والضار . نحن نريد الثأر ممن سلبوا حياتنا لسنوات طويلة ونريد إستعادة أموالنا التي نهبت ، ولكن تحقيق ذلك لن يتم بالغوغائية والعنف وسياسة أخذ الحق باليد ، وإنما يتم بالقانون ووفق مبادئه ، لقد تابعت ما حدث بميدان التحرير عبر شاشات التليفزيون وأنا في غينيا الإستوائية في مهمة عمل ، ولم أصدق ما شاهدت ، ليس لمجرد أنه يعود بنا إلي نقطة البداية ولكن بسبب ما رأيته من حركة التنمية الشاملة التي تتم هنا في غينيا ، من يقومون بالتنمية هنا في غينيا مصريون يرفعون اسم مصر عاليا وهم بعيدون عن الوطن ، ونحن نفعل ما نفعل . أليست مأساة ؟! .