تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بأوراق ترشحه لفترة رئاسية ثانية في الوقت الذي كان يكرم فيه شهداء الشرطة المصرية في عيدهم الذي يتوافق سنويا مع ذكري انتفاضة الشعب من اجل التغيير وبحثا عن العيش والحرية والعدالة. أقل من أربع سنوات مرت علي تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية رئاسة الدولة المصرية.. أربع سنوات الا أربعة أشهر من العمل الشاق والتحولات الكبري والجهد المضني.. ما كان لأحد غيره أن يتحمل كل تلك المهمة الثقيلة والصعبة. لم يتحمل تلك المسئولية وحده.. بل تحملها كل أبناء الوطن معه بصبر وإخلاص.. فالشعب هو الذي اختاره رئيسا في لحظة احتاج فيها إلي رئيس وقائد لوطن عاش عامين من التوتر والتخبط.. وعاش عاما من التراجع والانحدار. الشعب هو الذي خرج إلي الشارع وطالبه بالتحرك لانقاذ الوطن من حكم جماعة رجعية قفزت علي السلطة وجرت معها الوطن إلي الوراء.. ثم مارست الفاشية والإرهاب وعملت علي هدم مؤسساتها وهدم جيشها وتحطيم شرطتها واخضاع شعبها وبيع أرضها. الشعب هو القائد والمعلم.. كلمة قالها الزعيم جمال عبد الناصر الذي احتفلنا قبل يومين بالذكري المئوية لميلاده.. والآن هو القائد والمعلم فعلا بوقفته العظيمة والرائعة خلف قائده.. وهو ما دعا السيسي لأن يدعو الحاضرين لمؤتمر حكاية وطن أن يقفوا له مؤكداً أن كل الانجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية لم تكن لتحدث لولا الشعب المصري، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه حقق انجازاً بمفرده بل هو انجاز الشعب المصري مجتمعاً.. وأن رد فعل الشعب المصري علي عملية الإصلاح كان مصدر فخر واعتزاز، وعلي كل مصري داخل مصر وخارجها أن يرفع رأسه ويفتخر بهذا الأمر، فما مر به المصريون لم يكن معاناة، بل هو عملية سيجني ثمارها أبناء الشعب والأجيال القادمة. وكان المواطن المصري مثله مثل الجندي الذي يحارب ويدافع عن بلاده، فالجهاد والقتال ليس في الحروب فقط... وأنه علي المستوي الشخصي يشعر بالفخر الشديد، وانه يؤكد خلال لقاءاته مع مختلف القادة من كافة أنحاء العالم علي أن الشعب المصري متمسك بتحقيق التنمية، فالفضل فيما حدث لله سبحانه وتعالي ثم الشعب المصري.. فان ما أنجزته الأمة المصرية العريقة علي مدار الفترة السابقة.. إنما هو ثمرة لحلم.. صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحد.. منذ أن قرر أن يثور علي من حاول سلب آماله وتطلعاته.. واختطاف وطنه وسرقة هويته.. فكانت »حكاية الوطن» هي إرادة وإصرار أمة. إنها رواية شعب عظيم.. استطاع في أربع سنوات.. بتماسكه وتلاحمه ووحدته كما قال أن يقف صامدا.. متحديا التحدي ذاته.. واجتاز بقوته وصلابته أعتي المخاطر.. وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة.. أو أن يرضخ إلي مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه.. لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق.. وببصيرتهم النافذة.. أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم.. تحيطه نذر اقتتال داخلي.. ومؤامرة تسعي لتفكيك دعائم الدولة.. وإفشالها.. وإنهاك مؤسساتها. لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب.. وبذلوا تضحيات هائلة في معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية. كانت المعركة صعبة وشرسة.. وكما قال الرئيس فقد كان في صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية.. والذي سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور في سجل النضال الوطني المصري. وعلي الجانب الآخر.. كان الشعب يخوض معركة أخري.. لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب.. وهي معركة بناء المستقبل.. وزراعة الأمل.. وإرساء أساس سليم متين.. لمستقبل هذا الجيل.. والأجيال المقبلة.. ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطني الهادف.. لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.. في وطن حر ناهض.. بأيدي أبناء شعب كريم قوي. المعركة ضد قوي الشر والارهاب.. ومن أجل بناء الوطن لن تنتهي الا بالعمل والاخلاص والتوحد.. أو كما قال الرئيس: طول ما أنتم كده.