لا أخشي علي الثورة إلا من الذين يزايدون علي الكل ويواصلون الصراخ بمناسبة ودون مناسبة، ويحرصون علي الظهور الاعلامي والالحاح علي الناس ببطولاتهم الوهمية، وكأن الشعب بلا ذاكرة وكأنهم بكل هذا الدجل سوف يجعلون الناس تنسي أنهم كانوا خدما في بلاط السلطان وعملاء صغارا في أجهزته!! ولا أخشي علي الثورة قدر ما أخشي من هؤلاء الذين يرون بأعينهم كيف تجري محاولات سرقة الثورة والسيطرة علي مقدرات الوطن من جانب خفافيش الظلام، ثم يرضي ضميرهم بأن يتركوا الانقسام يضرب صفوف الثوار الحقيقيين او يكتفوا بتوزيع الاتهامات علي الآخر دون جهد حقيقي في توحيد الصف لحماية الثورة وانقاذ الوطن. ولا يخيفني أن أري أعداء الثورة يتآمرون عليها.. فهذا طبيعي ولكن المخيف حقاً ان يتوقف الثوار في منتصف الطريق.. وكأن هناك نصف ثورة يمكن ان يتحقق وكأن التاريخ لم يعلمنا أنه إما أن تكون هناك ثورة أو لا تكون! ولا يخيفني ان تتوقف الثورة في بعض اللحظات.. تلتقط الانفاس وتراجع الموقف وتعد للخطوات التالية ولكن ما يخيف هو أن نخشي تصحيح المسار عند اكتشاف الخطأ او نستسلم للغوغائية لان صوتها مرتفع، او أن يتصور البعض منا أنهم امتلكوا كنز الثورة والسلطة بينما الذي في أيديهم ليس إلا »السلطانية«!! ولست من الذين ينادون بأن »عفا الله عما سلف« ولكن التعميم مرفوض والعدل واجب، وقد كان هناك مسئولون كبار ووزراء وقفوا ضد الاكثرية في حكومة نظيف ومنعوا بيع بنك القاهرة وأوقفوا صفقات مشبوهة.. وهؤلاء اشرف الف مرة من »معارضين مازالوا بعيدين عن الحساب رغم انهم شاركوا في الفساد، وأيدوا التوريث، وعقدوا الصفقات الانتخابية وغير الانتخابية مع النظام البائد!! ولست من الذين يغلقون الابواب في وجه أي عائد للحق ولو متأخراً، ولكن هذا ليس معناه ان نترك الذين اعتلوا المنابر واحتلوا شاشات التليفزيون أثناء الثورة يعلنون الولاء للحكم الفاسد ويدينون الثوار ويحكمون بالكفر علي من يخرج لميادين التحرير.. يتصدرون المشهد الآن ويتحدثون وكأنهم أصحاب الثورة، وينسون انهم كانوا هم والفلول والفساد والاستبداد.. إيد واحدة!!