في محراب الشهداء تقف الكلمات عاجزة عن وصف فضائلهم.. فتضحياتهم الكبيرة وأهدافهم السامية كبيرة بمعانيها وأهميتها لأنها تبدأ من الوطن وتنتهي اليه لهذا يتسابق الرجال الابطال لنيل هذه المنزلة الكبيرة في التضحية والفداء ليحيا ابناء الوطن بالخير والامن والأمان.. فالشهيد رفيق الانبياء في الجنة وصاحب الروح الطاهرة التي ضحت بنفسها لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالي التي ذكرها في كتابه العزيز »لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» فالشهادة شرف لايناله إلا من تمكن الإيمان في قلبه. وفي كل قرية وبلدة من مصر هناك حكايات وبطولات من المجد كتبها ابناء الوطن الذين تركوا كل ما هو غال ونفيس من أجل حماية بلدهم من محاولة الإرهابيين وأعداء الوطن لتدنيسها. العميد طاحون خيم الحزن علي جميع أركان منزل الشهيد العميد وائل طاحون علي الرغم من مرور عامين ونصف علي وفاته الذي استشهد امام منزله فور عودته من عمله وقف في محل عمله بقسم المطرية لايمنعه شيء من مواصلة عمله ليل نهار حاملا كفنه علي يده لم يلتفت الي نصائح محبيه بالتخلي عن العمل عقب الانفلاتات الامنية التي شهدتها البلاد حتي تهدأ الاحوال، كان دائما لسان حاله يقول »الأرواح في يد الخلاق يقلبها كيف يشاء». أوضحت عبير زوجة الشهيد أنه كان باراً بأهله وخادما لهم يساعدهم في القضاء علي همومهم بجانب المساهمة الفعالة منه لمحو كافة القضايا المتعلقة بقريته. المقدم عبدالرؤوف نجح في التصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة، استطاع بشهامته وفدائيته أن يضع اسمه في لوحة شرف الفدائيين، وضعه الإرهاب علي قوائم الاغتيالات قبل ان يتم اغتياله بشهر استهدفوا المجند المعين علي حراسته ليلقي ربه وبعد ان شارك في تشييعه عاد حزينا الي بيته واحتضن زوجته وطفلتيه ملك ولينا وقال لهم استودعكم ربا كريما أتمني أن ألحق به واكون شهيدا وكتب قبل استشهاده في 26 مارس لعام 2015 ب 5 ايام علي فيس بوك »ماأجمل منك ياتراب الوطن وماأنقي من هوائك العطر وماأفضل من البسالة والدفاع عن بلدي ، وأخيرا نفسي أموت شهيدا» . النقيب عمرو »عاش رجلا ومات بطلا» أقل جملة تصف حياة النقيب الشهيد عمرو صلاح الدين شهيد حادث الواحات الأخير الذي كان جسوراً في مواجهة الأعداء، لايتردد في إطلاق الرصاص صوب الإرهابيين من اجل تطهير أرض الوطن . في كل عملية كان ينفذها مع زملائه في قطاع قوات العمليات الخاصة تري الفرحة تغمر وجهه وقف كالاسد كما كان يطلق عليه في القطاع تارة يحصد ارواح الإرهابيين وأخري علي منصات التتويج تفخر به اسرته وزملاؤه وقياداته داخل العمل يرفع الكؤوس الخاصة بالشجاعة وتزين أركان غرفته في المنزل شهادات التقدير وأنواط الامتياز . النقيب محمود دفع حياته ثمنا لحماية أرض مصر وشعبها، لم يهب الموت يوما وكان يضع نصب عينيه أن »الشرطة في خدمة الشعب» .. انه النقيب الشهيد محمود سامي الذي استشهد صائما في نهار رمضان علي يد من لا يستحقون الحياة. وفي يوم استشهاده صلي الفجر وذهب الي عمله، فجاءت له اخبارية بأن عدداً من الخارجين عن القانون قاموا بمهاجمة كمين أمني في سيدي بشر من أجل تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة إلي الجماعات الإرهابية فهم مسرعا ومعه قوة أمنية وقام بالاشتباك مع تلك المجموعة وتمكن من اصابة 5 منهم إلا انهم اطلقوا عليه الرصاص واصيب بإحداها ليلقي ربه صائما. الملازم عبدالله قدم حياته فداء للوطن ولم يهب الموت، شجاعته وبطولته جعلته ينقض كالأسد علي اعداء الوطن من الارهابيين وسط جبال سيناء، وكان ما يشغل باله فقط هو تطهير ارض سيناء ممن دنسوها، ليحصل علي لقب »القلب الميت» انه البطل الشهيد الملازم عبدالله جمال مصطفي ابن مدينة المنصورة. استيقظ الشهيد كعادته يوم 30 ابريل 2017 وشعر بالسعادة لعلمه بأن اسمه كان من ضمن المجموعة التي ستقوم بمهاجمة الارهابيين، وقام بالاتصال بزوجته للاطمئنان عليها وعلي نجلته التي لم يتجاوز عمرها عاما، وودعهم وطلب من زوجته الدعاء له. المجند أشرف افتدي بنفسه آلاف المواطنين وضع نصب عينيه شعار الشرطة »الشرطة في خدمة الشعب »وزاد عليه »كلنا فداء لأمن الوطن» ..لم ينتبه ان فترة الخدمة العسكرية قاربت علي الانتهاء ولم ينتظر قدوم رجال المفرقعات ولم يتحمل صرخات المارة وبكاء الأطفال وعويل النساء أقدم علي »القنبلة »بشجاعة وحملها بين أطراف يديه لينقذ المواطنين قبل ان تنفجر في جسده الطاهر .. المجند أشرف فتحي ضرب المثل والقدوة والفداء والتضحية في حب الوطن ليدرس الموقف البطولي الذي قام به بين قطاعات الامن المركزي..بل تم عمل بوستر كبير يحمل صورة الشهيد وتعليقها في فناء ساحة التدريب الخاص بالمعسكر . ساطع النعماني.. قدم عينيه لمصر أتمني القصاص العاجل من جميع الإرهابيين واسرهم لاشفي صدري وصدور الشهداء والمصابين.. بهذه الكلمات تحدث العقيد ساطع النعماني مصاب الثورة الذي صارع الموت 14 شهراً في مستشفيات سويسرا عن اللحظات العصيبة التي قضاها خارج الوطن. العقيد النعماني أكد ل »الأخبار» أنه فقد الوعي بعد ان اصيب بطلق ناري من اعضاء الجماعة الارهابية الذين اعتلو اسوار جامعة القاهرة ووجهوا رصاصاتهم علي رجال الشرطة اثناء محاولتهم انقاذ الاهالي في منطقة بين السرايات. وطالب النعماني الدولة بضرورة القصاص من الاسرة الملكية القطرية الداعمة للارهاب لانها ساهمت في خراب الوطن وقتل أبنائها وترميل نسائهم.. وأكد مشاركة رجال الشرطة الحاليين في تخليص الوطن من الارهاب، وعلق قائلا: »إذا كنت فقدت بصري لكني لم افقد بصيرتي والان أري بعيون 100 مليون مصري حملوني علي الاعناق منذ ان وطئت قدمي الأراضي وانه سيظل مدينا لمصر وشعبها الذي لم يدخر جهدا لعلاجه في الخارج» انه يتمني الشهادة من أجل رفعة الوطن وحياة طيبة. هيثم .. إصابته لم تمنعه من خدمة بلده رجال دافعوا عن الوطن ولم يهابوا الموت.. خاضوا كل الصعاب وتصدوا للارهابيين كالاسود عبر الحدود.. سعوا لنيل الشهادة حفاظا علي أمن الوطن ومقدساته.. فتوفي بعضهم وأصيب آخرون ولكنهم ظلوا يرددون الدعاء بالعودة سريعا إلي الحدود للدفاع عن الوطن حتي آخر رمق من روحهم. التقت »الأخبار» النقيب البطل هيثم عماد من قوات الأمن المركزي المشاركة في تأمين الحدود بسيناء والذي اصيب في احداث مبني الامن الوطني باكتوبر اثناء ثورة يناير وفقد علي أثرها قدمه بعد أن قضي عدة ايام داخل مستشفيات لندن يصارع الموت متمنيا الحياة من أجل أن يشارك في القضاء علي الارهاب وبدأ يسرد قصته عندما قام مجموعة من المتطرفين بمهاجمة مبني الأمن الوطني بمدينة أكتوبر وكنت وقتها خدمة علي مدرعة وأثناء التصدي لهم برفقة 8 عساكر من زملائي انفجرت عبوة ناسفة واصبنا جميعا.. واوضح أنه اصيب بقطع في قدمه إلا أنه سعيد لانه قدم تضحية للبلد وانه لن يسمح لأحد أن ينال من أهل وطنه لانهم جميعا في رباط إلي يوم القيامة وان مصر باقية.