كأن القدر كتب علينا الفراق فمنذ أن التقينا وأنا أشعر بأننا مهما اقتربنا ففي النهاية القدر سيلعب لعبته وسنفترق ويذهب كل منا إلي طريقه بلا عودة ويسير كل منا في الاتجاه المعاكس. شاهدتها صدفة في عيد ميلاد إحدي صديقاتي المقربات، وقتها شعرت بأن قلبي بدأ يتحرك من جديد وأني إنسان يحب ويعشق، تسارعت نبضات قلبي حتي شعرت بأنه زلزال تجاوز كل الخطوط والقياسات، حاولت السيطرة علي مشاعري ولكني كنت أسمع نبضاته تنادي باسمها، تلعسمت في بداية كلماتي وأنا ألمس يديها الناعمتين. أخبرت صديقتي بأني قد وقعت في حب صديقتها منذ النظرة الأولي، النظرة التي مازلت أتذكرها وقعها حتي الآن وكأنني قد رأيتها بالأمس القريب، فما كان منها إلا أنها أخبرتها بذلك لتتفاجأ بأنها تبادلني نفس الشعور، فخططت للقاء يجمعنا معاً حتي تترك لنا فرصة للحديث، وكان ذلك ما حدث. عندها أخبرتها بأنني أحبها من النظرة الأولي فقد كانت كالملاك الذي يلمس بقدميه الأرض لأول مرة.. كانت كالشمس التي أضاءت حياتي بعد أن كانت مظلمة، يومها أخبرتني أنها تبادلني نفس الشعور ولكنها أخبرتني أنها تخاف من الحب حتي لا تجرح، فوعدتها أن أكون لها نعم الحبيب والصديق أن أكون عكازها الذي تستند عليه. مرت السنون الواحدة تلو الأخري، وكان الحب يكبر بيننا كالطفل الصغير الذي يتعلق بأبيه، كانت تلازمني في أغلب أوقات حياتي، فكانت هي أول من أستيقظ من نومي علي وقع صوتها الذي يشبه العصفور الذي يشدو بصوته أجمل سيمفونيات الحب، وكانت آخر من أنام علي صوتها، كنت أفتقدها إذا غابت عن عيني ولو يومًا واحدًا.. ولكن رغم ذلك كان شعور الفراق يزيد في قلبي يومًا بعد يوم وكأن القدر أراد ألا أشعر بالسعادة في حياتي مع من رزقني ربي إياها لتكون نعم العون لي. كنت كلما أجلس بمفردي أتذكر وعدي لها بأنني سأكون »نعم الحبيب والصديق» كنت أشعر بالخوف من ألا أنفذه، كنت أبكي من داخلي خوفًا من أن أكون أنا السكين الذي سيجرحها يومًا ما أو الحائط المائل الذي استندت عليه بكل قواها فيسقط بها، وكان ذلك الشعور هو سبب الفراق في نهاية الأمر. فمع خوفي من ذلك أصبحت أشعر بالغيرة العمياء حينما تتحدث إلي أي شخص ولو كان شقيقها، أصبحت أغار عليها من أبيها وأمها من أصدقائها ممن حولها، حتي بدأت هي تشعر بالضيق من تصرفاتي المبالغ فيها.. ليبدأ سيل من المشكلات بيننا حتي بدأ كل منا ينفر من الآخر، وظلت الحياة كهذا حتي جاء اليوم المشئوم الذي انتهي بالرحيل.. رحيل بلا عودة لأحاول بعده الوصول إلي السبيل الذي قد يأخذني إليها.. لأجد نفسي في نهاية الأمر وحدي مع أوراقي وقلمي الذي أسطر به تلك السطور التي تسجل ذكرياتي لعلها تكون درسا لأحدهم حتي لا يكرر ما قمت به ويصل إلي نفس النهاية.