بلغة السينما نقول: انه »سرق الكاميرا من كل رجال النظام السابق الذين حاصرتهم اتهامات الفساد والإفساد، وانتشرت صورهم »بالترينيج الأبيض إياه« رمز الاقامة الجبرية بين جدران »طرة« الفولاذية. بل انه كان يسرق الأضواء من صديقه الصدوق الرئيس السابق نفسه أو لعله اقتسم معه أضواء التهم الصارخة مثلما اقتسما معا الصفقات والارتباطات المباشرة والمريبة، إنه - يا حضرات - الملياردير الهارب »حسين سالم« الذي أحاطت به اساطير عديدة نسجها الواقع والخيال مثل علاقاته الغامضة والمكشوفة، وثرواته التي تسد عين الشمس، والمعروف انه بمجرد اندلاع ثورتنا الشبابية الشعبية المجيدة شدّ الرحال هارباً بما أمكن جمعه من امواله ومستنداته،و كانت وجهته الأولي هي »إسرائيل« حث كان في انتظاره شركاؤه وأصدقاؤه، وبعد تبادل الرأي والمشورة معهم، طار إلي سويسرا لتهريب أمواله وأموال صديقه المودعة في البنوك السويسرية، ولغسيل أموال جديدة تخصه وقد تخص أفراد الأسرة الملكية المباركة خاصة وانه كان يتحرك ويأمر كما لو كان واحداً منهم، وبهذا المستوي من العلاقة صار ممثل مصر في اتفاقية الغاز مع إسرائيل بما حققه من ورائها من مليارات الدولارات، إلي جانب ملايين الأمتار من أراضي الدولة التي وضع يده عليها »بمباركة الأسرة« والتي أقام عليها مشروعاته التي عادت عليه بمليارات الدولارات، وكذلك سيطرته علي مناجم الفوسفات واليورانيوم وما أدراك بأهمية وخصوصية »اليورانيوم« وأسعاره الفلكية وصفقاته الخفية!! هكذا صار حسين سالم من أغني اغنياء العالم الذين تحتضنهم الدول وترحب بهم مستثمرين وأصدقاء، وأيضا تحتضنهم »الشقراوات« في بلجيكاواسبانيا وسويسرا ليتنافس سيادته مع اقرانه في الإغداق عليهن بعطاياه المليونية التي جمعها من جيوب وعرق المصريين الذين ثاروا بعد ان فاض بهم الكيل، واستبدت بهم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واتجهت ثورتهم التي بهرت العالم إلي محاسبة وملاحقة أركان النظام السابق الفاسد، وكان هو من بين من طلبت مصر من الانتربول الدولي ملاحقتهم واعادتهم إلي حيث ينتظرهم القضاء المصري العادل، والآن وقد استقر به المقام في اسبانيا، وتم ابلاغ حكومتها بالوثائق والمستندات التي تدينه وتثبت ارتكابه لجريمة »التزوير والتدليس« التي خدع بها اسبانيا حيث حصل علي جنسيتها بزعم انه تخلي عن الجنسية المصرية كشرط تفرضه اسبانيا علي من يسعي للحصول عن جنسيتها حيث انها ترفض الجنسية المزدوجة بأي شكل، وقد وضعت مصر تحت نظر الحكومة الاسبانية صور جواز سفره المصري الذي جدده في العام الماضي والذي يضم في صفحاته تأشيرات أسفاره التي تؤكد انه مازال مصرياً برغم أنف أسبانيا!! ومن ثم أصبحت الكرةُ الآن في ملعب الدولة الصديقة بأن تستجيب لمطلبنا القانوني باسترداد السيد حسين سالم لتتم محاكمته في بلده وذلك وفقا للاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد التي وقعت عليها أسبانيا، ويكفي جدا ان تستثمر حقها في إسقاط جنسيته الأسبانية التي اغتصبها زورا وبهتانا. مجرد أسئلة!! - هل تستجيب اسبانيا فعلا لمطلب مصر الموثق والمدعم بكل الاسانيد القانونية أم انها سوف »تستحل« لنفسها مليارات الهارب حسين سالم من نقود وعقارات وقري سياحية؟ - هل تستجيب إدراكا للعلاقات التاريخية القديمة بينها وبين مصر والامة العربية، أم ترضخ لضغوط واغراءات قد يسيل معها لعاب مليارات الدولارات؟! - هل تستجيب تقديرا واعزازا لمشاعر الشعب المصري الذي يعبر دائما عن حبه لاسبانيا، كما ظهر مثلا في مساندة وتشجيع منتخبها الوطني في »بطولة كأس العالم«، وارتباطه الكروي الواضح بنجوم برشلونة وريال مدريد وغيرها من الفرق الاسبانية؟ أم أن تلك الأمور العاطفية لا مكان لها في دنيا المصالح المادية والسياسية؟! - هل تستجيب اسبانيا فتعيد لنا الملياردير الهارب تجسيدا لما اعلنته قائلة لنا »مطالبكم عادلة، وحقكم محفوظ« ام ان ثمة علاقات ومصالح خفية يمكن ان تعرقل ذلك؟ مليونيات أسبانية!! حتي لا نحصر جهودنا في استرداد الرجل من خلال »الاتصالات والتحركات السياسية«، اقترح أن تنطلق في أقرب »جمعة« مظاهرات مليونية بميدان التحرير وبقية ميادين مصر رافعة »شعار« الشعب يريد تعاون اسبانيا »مصر الثورة تثق في نزاهة وعدالة اسبانيا« واذا لم تتم الاستجابة المنشودة، تنطلق في »الجمعة« التالية لها مظاهرات مليونية تدعو »لمقاطعة شاملة« لكل ما يصدر عن اسبانيا من منتجات ونشاطات مختلفة، ولعل المظهر والسلوك الثوري الرائع للشعب المصري كما ظهر وتجلي في 52 يناير يعطي لرسالته الي الدولة الصديقة زخما وقوة وفعالية لا يمكن تجاهلها.