.. يوما ما لان زكريا محيي الدين ضابط الجيش وزيرا للداخلية.. هذه الجملة كتبها الاستاذ مفيد فوزي في صباح الخير ولم يضف اليها حرفا. ما أعمق المعني في كلمات الاستاذ مفيد صاحب التجربة العريضة في الحياة وفي بلاط صاحبة الجلالة اننا في حاجة ماسة هذه الايام لمن هم في حجم ومقام وحكمة هذا الرجل الذي عركته الايام.. إننا لو نظرنا حولنا لما يجري في الشارع المصري سنجد ان الامن موجود وايضا مش موجود.. ان ضابط الشرطة في اشد الحاجة الي المساندة والدعم لان الخارجين علي القانون تجرأ البعض منهم، والعاطلون عن أي مهنة ارتفع صوتهم في مواجهة رجل الشرطة، والحوادث التي نقرأ ونسمع عنها ينبغي ان نتوقف امامها طويلا ونتفكر في مستقبل هذا البلد، ذلك لانه لو غاب الامن سيغيب معه الاستثمار والسياحة والتجارة ولن يلوم احد بعد ذلك سوي أنفسنا ان وزارة الداخلية بعد احداث 52 يناير لم تعد اليوم هي وزارة الداخلية صاحب الهيبة والقبضة الحديدية، وضابط الشرطة اصبح يعمل ألف حساب قبل ان يؤدي عمله، وبالتأكيد هذا وضع مغلوط ينبغي علينا ان نعمل علي اصلاحه واعادته الي سابق عهده ولكن عليه الاصلاح. هذه في حاجة الي رجل حاسم وحازم شديد البأس يمنح رجاله كل الصلاحيات الممكنة لتنفيذ القانون وحماية الجبهة الداخلية دون اي تجن علي حقوق المواطن وهذا الرجل بالتأكيد موجود داخل المؤسسة العسكرية وقد سبق ان جربنا رجلا عسكريا في اتحاد الاذاعة والتليفزيون أحدث نقلة هائلة وتعاطفا لا مثيل له بدليل انه عندما قرر الانسحاب عاد بناء علي رغبة العاملين.. فلماذا لا نجرب رجلا عسكريا في وزارة الداخلية خصوصا وانها تمر بمرحلة عصيبة وشديدة الخطر في تاريخها بأكمله.. وأرجو الا يعتبر اللواء منصور العيسوي رأيي هذا موجها لشخصه النبيل فالعكس هو الصحيح فهذا الرجل سبق له العمل في مديرية أمن الجيزة ثم القاهرة وترك بصمات يذكرها له أهل الجيزةوالقاهرة بالخير كله ولكن ونحن امام هذا الظرف العصيب وهذا التبجح العلني علي ضباط الشرطة فإننا في حاجة الي شخص من المؤسسة العسكرية ليعيد للشرطة قوتها وهيبتها ويعيد الانضباط الي الشارع المصري الذي اصبح اسيرا للفوضي وللبلطجة والفتوات.. ولتكن فترة انتقالية مدتها سنة واحدة علي ان تعود الامور الي طبيعتها بعد ذلك، ولكنني كل ثقة انه خلال هذه الفترة سيتمكن الوزير العسكري من فرض الامن في ربوع مصر وسيجد بالتأكيد كل العون بفضل امكانيات القوات المسلحة وقد لا أحيد عن الحقيقة لو قلت بأن ما أدعو اليه ومارمي اليه الاستاذ مفيد فوزي اصبح طلبا ملحا في الشارع المصري حيث انحصر الامل في المؤسسة العسكرية، وفوق ذلك فإنني اؤكد ان الغالبية العظمي من اهل مصر يتمنون لو ان الرجل الذي حمي الثورة والناس في بر مصر وكان صاحب الفضل في وصولها الي غايتها ومن وراءه المجلس العسكري.. اقول.. ان هؤلاء جميعا يودون لو ان المشير طنطاوي تولي دفة الامور في بر مصر بما هو معروف عنه من نزاهة وحيدة وانضباط وياحبذا لو ان المشير ابقي الوضع علي ماهو عليه حتي الانتهاء من الانتخابات البرلمانية علي ان نؤجل الرئاسة منها الي الوقت المناسب خصوصا وان كل من هب ودب رشح نفسه للمنصب الخطير.. لان آخرهم احد خريجي مستشفي العباسية.. اننا بالتأكيد سنصبح امام ظاهرة فوضوية لا مثيل لها في الكون لو ان الجيش رفع يديه وترك الحابل يختلط بالنابل وعليه فإن من الافضل لخير هذا الوطن ان يظل الجيش باسطا يده علي الاموال في بر مصر الي ان تنصلح الاحوال وتصبح الامور مهيئة للتغيير الديمقراطي!!