رفع حالة الطوارئ بالإسكندرية لمواجهة الاضطرابات الجوية    إسرائيل تمنع دخول وزراء خارجية عرب لعقد اجتماع في رام الله    تشكيل باريس سان جيرمان ضد إنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا    12 صورة ترصد آثار غزوة الرياح الشديدة والأمطار الرعدية المفاجئة على الإسكندرية    قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف شمالي قطاع غزة    عاصفة الإسكندرية.. انهيار أجزاء خارجية من عقار في سبورتنج وتحطم سيارتين    تأخير موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالإسكندرية بسبب العاصفة والأمطار الرعدية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة مدربة أسود سيرك طنطا في واقعة النمر    العفريت الذي أرعب الفنانين| «الفوتوغرافيا».. رحلة النور والظلال في 200 سنة    6 طرق للحفاظ على صحة العمود الفقري وتقوية الظهر    ترامب يكشف موعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة    هبوط جديد في عيار 21 الآن.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت 31 مايو 2025 بالصاغة    بعد رحيله عن الأهلي.. معلول يحسم وجهته المقبلة    بعد تلميحه بالرحيل، قصة تلقي إمام عاشور عرضا ب400 مليون جنيه (فيديو)    ثروت سويلم يعلن نظام الدوري المصري في الموسم الجديد وموعد نهايته    على معلول يودّع الأهلي برسالة مؤثرة للجماهير: كنتم وطن ودفء وأمل لا يخيب    جراديشار: شاركت في مباراة بيراميدز ولم أكن أعرف أسماء لاعبي الأهلي    ثروت سويلم: رابطة الأندية أخطأت في موعد مباراة الأهلي والزمالك    باسم مرسي يوجه رسالة ل لاعبو الزمالك بشأن مباراة بيراميدز في نهائي كأس مصر    النائب أحمد السجيني يحذر من سيناريوهين للإيجار القديم: المادة 7 قد تكون الحل السحري    ب62 جنيه شهريًا.. أسعار الغاز الطبيعي اليوم وتكلفة توصيله للمنازل (تفاصيل)    جدل بين أولياء الأمور حول «البوكليت التعليمى»    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية في جميع المحافظات    النيابة تستعجل تحريات واقعة مقتل شاب في الإسكندرية    ماس كهربائي يتسبب في نشوب حريق بمنزلين في سوهاج    اليوم.. 58 ألف و841 طالبًا يؤدون امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بقنا    «تنسيق الجامعات 2025»: 12 جامعة أهلية جديدة تنتظر قبول الدفعة الأولى    ترامب يعلن عزمه مضاعفة تعرفة واردات الصلب إلى 50%    أحمد حلمي ومنى زكي وعمرو يوسف وكندة علوش في زفاف أمينة خليل.. صور جديدة    «متقوليش هاردلك».. عمرو أديب يوجه رسائل خاصة ل أحمد شوبير    «القاهرة للسينما الفرانكوفونية» يختتم فعاليات دورته الخامسة    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. ردده الآن للزوج والأبناء وللمتوفي ولزيادة الرزق    وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نمنح الحصانة لأحد وسنرد على أي تهديد    رئيس «النحّالين العرب»: قطاع تربية النحل يتعرض لهجمات «شرسة» سنويًا لتشويه المنتج المحلى    محافظة قنا: الالتزام بالإجراءات الوقائية في التعامل مع حالة ولادة لمصابة بالإيدز    لا تتركها برا الثلاجة.. استشاري تغذية يحذر من مخاطر إعادة تجميد اللحوم    شروط ورابط الحصول على دعم المشروعات اليحثية بهيئة تمويل العلوم    موعد أذان فجر السبت 4 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    5 فلاتر يجب تغييرها دوريًا للحفاظ على أداء سيارتك    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم السبت 31 مايو 2025    لا تضيع فضلها.. أهم 7 أعمال خلال العشرة الأوائل من ذي الحجة    الجماع بين الزوجين في العشر الأوائل من ذي الحجة .. هل يجوز؟ الإفتاء تحسم الجدل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 31-5-2025 في محافظة قنا    «قنا» تتجاوز المستهدف من توريد القمح عن الموسم السابق ب 227990 طنًا    عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    مدير «جي إس إم» للدراسات: فرص نجاح جولة المباحثات الروسية الأوكرانية المقبلة صفرية    تغييرات مفاجئة تعكر صفو توازنك.. حظ برج الدلو اليوم 31 مايو    «المصري اليوم» تكشف القصة الكاملة للأزمة: زيادة الصادرات وراء محاولات التأثير على صناعة عسل النحل    شريف عبد الفضيل يحكى قصة فيلا الرحاب وانتقاله من الإسماعيلي للأهلى    بدء تصوير "دافنينه سوا" ل محمد ممدوح وطه الدسوقي في هذا الموعد    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدا.. إحباط هجوم إرهابى فى روسيا.. وصول مليون و330 ألف حاج للسعودية.. سقوط قتلى فى فيضانات تضرب نيجيريا    مشرف بعثة الحج السياحي: إلغاء ترخيص الشركات السياحية المخالفة للضوابط المنظمة    وزير التعليم يبحث مع «جوجل» تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير المنظومة التعليمية    تطرق أبواب السياسة بثقة :عصر ذهبى لتمكين المرأة فى مصر.. والدولة تفتح أبواب القيادة أمام النساء    وفد من مسئولي برامج الحماية الاجتماعية يتفقد المشروعات المنفذة بحياة كريمة في الدقهلية    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    «أوقاف الدقهلية» تفتتح مسجدين وتنظم مقارئ ولقاءات دعوية للنشء    الأعلى للجامعات: فتح باب القبول بالدراسات العليا لضباط القوات المسلحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين عام الجامعة العربية المساعد : مصر والسعودية دعامتان أساسيتان لأمان العرب
نشر في الأخبار يوم 26 - 12 - 2017

القضية الفلسطينية »شبعت مزايدات»‬.. والمبادرة العربية لم يتم سحبها
لا توافق علي عودة مقعد سوريا بالجامعة والتسوية السياسية المخرج الوحيد
نعمل بمنتهي الإخلاص في ليبيا.. وحريصون
في أزمة اليمن حتي لا تحرق »‬أصابع الجامعة العربية»
السفير حسام زكي ابن من أبناء مدرسة الدبلوماسية العريقة، أحد الوجوه البارزة لوزارة الخارجية المصرية، التي عبر عنها كمتحدث رسمي لها في فترة تولي أحمد أبو الغيط الحقيبة الدبلوماسية المصرية، وعندما تم اختيار الاخير بإجماع عربي أمينا عاما للجامعة العربية، كان حسام زكي علي موعد مع مهمة جديدة علي نفس الدرجة من الأهمية، وهي العمل عن قرب مع الأمين العام الجديد، وبعدها رشحته الخارجية ليكون أمينا عاما مساعدا للجامعة.. تتعدد مسئولياته السياسية وتتشعب مهامه الإدارية، لكنه ظل كما هو احد النماذج الناجحة التي تتطوع بها مصر لخدمة العمل العربي المشترك من خلال العمل في الأمانة العامة للجامعة.
التقته »‬الأخبار» في ظل ظروف صعبة ودقيقة تمر بها الأمة العربية، ومع نهاية عام ووصفه في حديثه التالي بأنه الاخطر من كل الزوايا، ليقدم عبر هذا الحوار بانوراما كاملة للوضع العربي بصورة شاملة من منظور أحد كبار صناع القرار داخل مطبخ الجامعة العربية.. تناولنا في الحوار الخطوة التالية تجاه الدبلوماسية العربية وفي القلب منها مصر في مواجهة القرار الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، رصدنا معه مايبدو للبعض بانه غياب عربي عن بعض الملفات مثل ليبيا واليمن وسوريا.. وتحدث حسام زكي بصراحته المعهودة مفندا تلك الاقاويل وهذه الاتهامات، تحدثنا معا عن التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية وكيفية العمل علي مواجهتها وأبدي تفاؤلا بالقادم في عام 2018 وسط مؤشرات محددة.
وإلي نص الحوار:
بوجهة نظر عربية.. ما التوصيف لعام 2017 وفقا لرؤيتك كأمين عام مساعد الجامعة العربية؟
التوصيفات ممكن أن تكون صعبة وخادعة، لأنها ممكن أن تذهب إلي اتجاه، بينما لاتعكس كل الحقيقة..ومع هذا، وبنظرة مدققة في الأمور تستطيع أن تقول أن عام 2017 كان عاماً خطيراً، لما حدث به من تطورات مهمة..علي سبيل المثال، القضاء علي داعش عسكرياً وليس أيديولوجياً في منطقة المشرق العربي، يعدهذا تطوراً مهماً، كما أن التطور الخاص بالوضع في سوريا يعد مهماً أيضاً، وكذلك التطورات في اليمن أيضاً مهمة، كما أن التطورات الخاصة بالقدس تعد خطيرة، ولا زالت ليبيا لم تراوح مكانها بالرغم من أن هناك جهوداً كثيرة تبذل، ..أما الوضع الخاص بالتدخلات الإيرانية في الشئون العربية فهو خطير وغير مريح.. وبصفة عامة الوضع في المنطقة العربية لا زال يتسم بالخطورة الكبيرة..وبعض التطورات في الوطن العربي نستطيع أن نوصفها بالإيجابي وبعضها شديد السلبية كالتطور الخاص بموضوع القدس.
وما الأشد خطورة علي الوضع العربي فيما ذكرت؟
التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، لا أُفضل الترتيب الرأسي لها، إنما يجب ترتيب الأولويات أفقياً، بمعني أن هناك مجموعة من التهديدات لها نفس الخطورة، فلا ينبغي أن نقدم تهديداً علي آخر..فالإرهاب يشكل تهديداً للأمن القومي العربي، وكذلك إسرائيل تهديد للأمن القومي العربي، وإيران أيضا تهديد للأمن القومي العربي..ولن أرتبها ترتيباً رأسياً، فجميعها تشكل تهديدات..والبعض منا يتأثر بأحدها أو بها كلها، والبعض يتأثر بجزء آخر.. وبالتالي يجب أن نحترم أولويات بعضنا البعض، ونتعامل معها بنفس درجة الجدية، إنما الترتيب الرأسي يمكن أن يعطي انطباعات خاطئة عن ترتيبنا للأولويات وتصنيفنا للمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي.
شرعية القدس
نتطرق للملفات العربية، ولنبدأ بالقضية الفلسطينية.. ما تقييمك للتحرك العربي في قضية القدس أمام ساحة الأمم المتحدة؟
التحرك لم ينته بعد، هو بدأ ومتواصل.. وما تم حتي الآن هو بداية ورد الفعل للقرار الأمريكي تجاه القدس، وكان أمراً منطقياً ومتوقعاً اللجوء إلي الأمم المتحدة، لأنها هي راعية القانون الدولي في العالم ، بغض النظر عما نعتقد أنه انحياز لأطراف أو غيره.. ولا شك أن حصول مشروع القرار المصري المقدم لمجلس الأمن علي 14 صوتا مقابل صوت واحد رافض، يكشف حجم التأييد الدولي لضرورة الالتزام بتطبيق القانون الدولي فيما يتعلق بقضية القدس، بمعني عدم الاعتراف بقانونية أو شرعية ضم إسرائيل للقدس وجعلها عاصمة لها، فهذه أراض محتلة وفقاً للقانون الدولي، ووضعها القانوني لايقبل الجدل باعتراف كل المجتمعات..وجاء رد الفعل العربي وتلاه في ذلك رد الفعل الإسلامي وحتي كان هناك رد فعل شعبي علي مستوي دول كثيرة في العالم، وكان هناك شعور أنه ربما تكون هذه وسيلة لفرض حلول ما علي الفلسطينيين، فهذا أمر يصعب جداً علي أي قيادة سياسية أن تقبل به.
العمل العربي سيتواصل، والهدف هو الحيلولة دون قيام دول أخري باتباع النموذج الأمريكي في التعامل مع القدس..نعلم أن إسرائيل سوف تسعي قدر إمكانها لتجتذب دول أخري لكي تقوم بنفس ما قامت به الولايات المتحدة، لكن »‬هنشوف إزاي سيتم التعامل»..فأحد أهدافنا في التعامل هو الحيلولة دون ذلك.
هل كانت الجامعة العربية في المرتبة الثانية بعد منظمة المؤتمر الإسلامي في التعامل مع أزمة القدس والقرار الأمريكي، والتي سارعت بعقد قمة إسلامية لنصرة القدس وحضرها كافة الدول العربية، بينما الدعوة لقمة عربية مازالت تراوح مكانها؟
سنتكلم عن المضمون، والمضمون هو القرار الذي تم اتخاذه..وكان قرار الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب حول القدس الذي عقد قبل القمة الإسلامية، كان قوياً، وهو قرار سياسي دبلوماسي قانوني عاقل متزن وفي نفس الوقت حاسم..وربما تكون رئاسة القمة الإسلامية أكثر حماساً لاستضافة قمة.
ولكن رئاسة القمة العربية هي الأردن..ودولة الأردن أحد الدول المهمة التي تتولي الإشراف علي المقدسات؟
القمة الإسلامية لاتجتمع بشكل دوري كل عام.. وباق 3 أشهر علي القمة العربية الدورية التي ستستضيفها السعودية..فهل القمة العربية الطارئة هي الوسيلة الملائمة الآن للتأكيد علي الحقوق الفلسطينية المعلومة في ملف القدس؟!..أعتقد أن الدول هي التي تحسم إجابة هذا السؤال.
والتعامل مع هذا الملف يقتضي دائماً حكمة وتدرجا، ربما بعض الدول لديها خلفيات ودوافع أو أجندات..والقضية الفلسطينية »‬شبعت» مزايدات.
مبادرة السلام
ألا تخشي من تجاوز مبادرة السلام العربية تجاه القيام بإجراءات تطبيع بشكل علني أو غير علني مع إسرائيل في المرحلة القادمة دون الالتزام بالمبادرة العربية؟
أعتقد أن المبادرة في جوهرها وفي شكلها، لازالت تحظي بشكل متوافق من التأييد العربي.. وأي محاولات لتجاوز المبادرة من الصعب - في تقديري - أن تحصل علي تأييد شعبي حقيقي، وهذا موضوع مهم، أن التأييد الشعبي لأي خطوات سياسية مهم.. فأعتقد أنه من الصعوبة حدوث ذلك وخاصة في الفترة الحالية ومع هذه الأجواء وفي ظل الإجراءات الأخيرة، صعب أن تجد مثل هذا التأييد الشعبي.
مبادرة السلام العربية موجودة، ولم يتم سحبها من علي المائدة، وظلت موجودة طوال سنوات طويلة، ولكن المسئولية ليست علي الجانب العربي، فالمسئولية علي الجانب الآخر من المبادرة، هو الذي ينبغي أن يعلن موقفه الحقيقي إزاء هذه المبادرة، وهنا سوف يتبين من الذي يسعي للسلام ممن يتهرب من السلام واستحقاقاته.
هل تري أن تحرك مصر في المحافل الدولية يعد أفضل تحرك عربي إسلامي حتي الآن لنصرة القدس؟
التحرك الذي قادته مصر بصفتها عضوا في مجلس الأمن، هو التحرك المنطقي السياسي الدبلوماسي الوحيد، الذي يمكن من خلاله الرد علي الإجراء الأمريكي حول القدس بشكل سريع..الأمر سيتطلب وقتاً لكي ننظر في ما الذي يمكن اتخاذه حتي لا يؤثر هذا الإجراء الأمريكي علي آراء وتصرفات دول أخري..وهو ما وصفته ب »‬حصار القرار الأمريكي حتي لا تكون له آثار خارج نطاقه وتبعات أخري مع دول أخري»، وهذا مهم جداً.
أطراف سوريا
بالنسبة للملف السوري..هناك أطراف كثيرة تتحكم في الملف السوري والدور العربي أصبح بعيداً عنه؟
هل هناك دور أممي؟!..الإجابة أن الدور الأممي نفسه في تراجع، وهذا أمر بصراحة لا يرضينا، لأننا نعتبر الأمم المتحدة لاتزال تمثل المنظمة الأكثر حيادية في مثل هذا الصراع، وكان لها دورها من البداية في هذه الأزمة، وتهميشها لن يكون في مصلحة السوريين.
تهميش الدور العربي والجامعة العربية تحديداً في هذا الملف، ليس وليد اليوم، وتم في اللحظة التي قامت فيها الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا في الجامعة بكافة أنشطها..وعندما اتخذ هذا القرار كان ربما التوقع هو أن تحدث تغييرات سياسية وشيكة في الميدان تغير المعادلة بالكامل، وهذه التغييرات لم تحدث، بل حدثت تغييرات أخري علي مدار الخمس سنوات الماضية أدت إلي استمرار النظام السوري في الوجود، وتغير الشكل الميداني بالكامل.. فخطأ من ذلك؟!.. النظام السوري لا يريد للجامعة العربية دوراً، والجامعة لا تريد للنظام أن يشغل مقعد سوريا بالجامعة..ونحن الآن وصلنا لطريق مسدود في مسألة دور الجامعة العربية في الأزمة السورية..ومع ذلك الجامعة العربية كأمانة عامة، لا تسعي لدور وفقط، فأي دور عربي حقيقي ومنصف يمكن أن يساعد في حل الأزمة السورية وتلبية تطلعات السوريين، الجامعة العربية تشجعه وترحب به..فنحن لا نريد احتكاراً لهذا الملف، نحن نريد فقط أن يكون هناك إسهام عربي في هذا الملف، وإذا توافر هذا الإسهام المنصف المتوازن، فنحن نؤيده بكل تأكيد.
هل هناك ملاحظات حول قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية في عام 2012؟..أليس هناك محاولة من دول عربية لإعادة المقعد لسوريا؟
حدث مشاورات ومناقشات قريباً، ولم يحظ موضوع استعادة النظام السوري لشغل المقعد مرة أخري، بالقدر المطلوب من التوافق العربي.
إنهاء الأزمة
هل تعتقد أن نري خلال العام القادم نهاية لهذه الأزمة ذات الطابع اللاإنساني؟
الأزمة السورية في أصلها سياسي، ولن تُحل إلا سياسياً، وهذا أمر قيل منذ البداية، أن الحلول العسكرية والأمنية وغيرها لن تُفضي إلي إنهاء الأزمة، بل ستزيد الأزمة اشتعالاً، وهذا ماحدث، وزادت الأزمة اشتعالاً بسبب الحلول الأمنية، ثم أخذ الوضع العسكري الميداني الآن منعطفات جديدة.. أهم شئ بالنسبة للجامعة العربية، هو حقن دماء السوريين، وإنهاء معاناة السوريين، والمعاناة »‬ضخمة..ضخمة.. ضخمة..جداً».
ومتي يتم التوافق بين الدول العربية علي استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية؟
هذا قرار الدول الأعضاء..وحدثت كما قلت، مناقشات تشاورية في ذلك الشأن، ولم يحظ ذلك الموضوع بالقدر المطلوب من التوافق.. إنما التسوية السياسية هي المخرج الحقيقي من الأزمة السورية، وهي الأمر الذي سيتوصل له السوريون أنفسهم، ولا يجب أن يُفرض عليهم من أي طرف خارجي..فيتوصل السوريون أنفسهم إلي تسوية سياسية، وأهلا وسهلاً، إذا كان هناك انتقال سياسي أو مرحلة انتقالية أو أي مرحلة من مراحل تغيير الأوضاع التي يمكن أن تبلي تطلعات السوريين، ونحن كجامعة عربية نقف بجوارها، ولايمكن لنا إلا أن نؤيدها.
بالنسبة للملف الليبي.. الأمم المتحدة هي من يتصدر المشهد في الأزمة الليبية، فأين الدور العربي؟
هناك 4 منظمات إقليمية ودولية تهتم بالملف الليبي، وهي: الجامعة العربية باعتبار أن ليبيا دولة عربية أصيلة وعضو في الجامعة، والاتحاد الإفريقي باعتبار أن ليبيا دولة في الاتحاد ولها إسهامها، والاتحاد الأوروبي باعتباره الجار الذي يتأثر سلباً أو إيجاباً بالوضع في ليبيا، والأمم المتحدة كمظلة للجميع والمنظمة الدولية الأكبر في العالم..
ومن الطبيعي أنه إذا تصدت المنظمات الإقليمية لهذه الأزمة سوف تكون بينها حساسيات، إنما إذا تم الاتفاق علي أن يتصدر المشهد المنظمة الدولية الأكبر فستزول تلك الحساسيات.
والآن لا مشكلة لدينا كجامعة عربية في تصدر الأمم المتحدة لمشهد تسوية الأزمة الليبية، ونؤيد جهدهم، وننصحهم، ويتشاورون معنا بشكل منتظم ومكثف..ولدينا اجتماعات »‬الرباعية» حول ليبيا، يتم فيها التنسيق مع كل المنظمات الأخري..وبالتالي نشعر بالرضا من أدائنا في الملف الليبي.
الملف الليبي صعب ويتسم بتعقيدات كثيرة لكل من يتابعه ويعرفه..وهذا أمر خارج إرادتنا..
وعلي مستوي الجامعة العربية لايمكن اتهامنا بالتقصير في هذا الملف، فنحن نعمل بمنتهي الإخلاص، ونتواصل مع جميع الليبيين، وندرك أن بعض الليبيين ربما وقعوا في براثن العنف والإرهاب، ويحتاج الأمر للتعامل بشكل مناسب مع هذه الظاهرة.
تعقيدات اليمن
الأزمة اليمنية تُركت للخليج في بدايتها، وانتهت إلي مأزق حقيقي مع تقييد لدور الجامعة العربية..حقيقةً أين دور الجامعة العربية من الملف اليمني؟
من البداية كان هناك مبعوث أممي لليمن، تزامن عمله مع الوساطة الخليجية في الملف..والتعقيدات التي شهدها هذا الملف من البداية ضخمة جداً، والوضع الذي وصلنا له الآن به خطورة، لأن التطورات علي الأرض توحي بأن الصدام يمكن أن يستمر لفترة ممتدة..ويهمنا أوضاع اليمنيين والأمن القومي لدولة عربية رئيسية هي السعودية، ويهمنا سرعة حل هذه الأزمة المُعقدة.. وفي ضوء كل هذه الاعتبارات نعمل بحرص بالغ في هذا الملف، حتي لا تُحرق أصابع الجامعة العربية في ملف من السهل جداً أن يسبب حرق أصابع لا لزوم له.
الحوار مع إيران
هل يمكن للجامعة العربية أن تقود حواراً مع إيران، كبديل للمواجهة مع طهران لما تشكله من تهديدات في المنطقة؟
لا يوجد طرف عربي ليس من أنصار الحوار.. العرب دائماً من أنصار الحوار..المشكلة في الحالة الخاصة بالتدخلات الإيرانية، أن معادلة القوة القائمة حالياً والتي بموجبها إيران لديها تدخلات فعلية علي الأرض في أكثر من حالة واضحة بهدف زعزعة الاستقرار، يصعب جداً أن تدافع عن الحوار وأنت في الطرف المتلقي أو الذي يمكن أن ينظر إليه باعتباره أضعف.. فالحوار ينبغي أن يتسم بالندية، وإلا سيكون إملاءات..
وإذا كانت إيران هاجمت الجامعة العربية بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، هل هي جاهزة لهذا الحوار مع هذا الهجوم؟!..أعتقد الإجابة واضحة.
الشتاء العربي
هل أثر الربيع العربي سلباً علي الأوضاع العربية منذ عام 2011 حتي الآن؟
قولاً واحداً..أعتقد جازماً أن الربيع العربي تسبب في إضعاف الحالة العربية ووصولها إلي حالة من الوهن والانقسام، الذي هانت به علي كل الخصوم والأعداء..والمسئولية في الأحداث التي شهدتها الدول العربية خلال الفترة من 2011 حتي الآن، مسئولية يتشارك فيها أطراف كثيرة..
وخلاصة هذا الحراك ليس ربيعاً وإنما »‬شتاء أو برد قارص أو عواصف وزلازل»، وهناك حالة من الضعف والوهن والانقسام العربي تكرست وسوف تحتاج إلي عمل كبير جداً من أجل عودة الأمور إلي ما كانت عليه، وليس ما نصبو إليه.
هل أنت راضٍ عن تعاون الجامعة العربية مع المنظمات الإقليمية الأخري، أو الدول الكبري كالصين؟
لا بأس..نحتاج إلي المزيد من تنشيط العمل دائماً..نأمل في عقد قمة عربية أوروبية..وهناك شراكة عربية إفريقية تعرضت إلي بعض المصاعب خلال الفترة الماضية، ونعمل حالياً علي تذليل هذه المصاعب وتصحيح الأوضاع بما يمكنا من إطلاق تعاون عربي إفريقي أكثر فاعلية..كما أن هناك منتدي عربيا مع اليابان ومع الصين ومع روسيا ومع الهند رغم أنه يتعرض للفتور في الفترة الحالية..لدينا علاقات مهمة مع مختلف الأطراف الفاعلة في العالم، كما لدينا مسار تعاون مع دول أمريكا الجنوبية.
هل تم تجاوز فكرة القمة الاقتصادية العربية؟
لا.. هناك اتصالات تتم حالياً لعقد القمة العربية الاقتصادية التنموية الثانية، وتونس اعتذرت عن عدم استضافتها لأسباب خاصة بها، ونبحث الآن مكان عقد القمة.
هناك اهتمام كبير جداً من الأمين العام للجامعة بالاتحادات، واليوم لدينا ملتقي للاتحادات النوعية العربية مهم جداً..ومشكلتنا في الإعلام العربي أنه يتم التركيز علي القضايا السياسية العويصة فقط والتي يتسم حلها بالصعوبة الشديدة، ونترك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وبها نماذج نجاح لا بأس بها أبداً.
العمل العربي المشترك به أمثلة نجاح جادة وبراقة تثير الإعجاب، وكل شيء يعود للدول، ودور الأمانة العامة للجامعة أن تلقي بالضوء علي ما يستحق الإعجاب حتي نكثر منه، وما يستحق إلي إعادة النظر حتي نراجعه ونتلافي أخطاء مافيه.
القوة العربية المشتركة
ما مصير المقترح المصري عام 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة المخاطر؟
مثل هذه الفكرة بما لها من ثقل وأهمية وتكاليف، ليست فكرة هينة، ولابد أن تستحوذ علي توافق الآراء..وإذا لم تتحصل علي توافق الآراء، فلن تكون مُجدية..الموضوع يستحق المزيد من البحث والدراسة والتشاور والاتصالات بين الدول وبعضها البعض، والأمانة العامة للجامعة جاهزة لتنفيذ ما تتوصل إليه الدول في هذا الشأن.
إلي أين وصل تطوير ميثاق الجامعة العربية؟
هناك أفكار كثيرة طُرحت في هذا المجال، ومنذ عدة سنوات يُبحث هذا الأمر..وقد تصل الدول إلي توافق حول تعديلات ميثاق الجامعة خلال القمة العربية القادمة في السعودية..هذا أمر وارد وغير مستبعد..وإذا حدث هذا، سيتم تعديل الميثاق، بما يجعله ميثاقاً عصرياً وحديثاً..نعمل بكل إخلاص مع الدول الأعضاء من أجل إنجاز هذه الملفات، ولكن نعتقد بشكل جازم أن القرار يعود إلي الدول في هذا المجال، وعندما تتوافق الدول الأعضاء علي أي أمر تنفذه الأمانة العامة للجامعة بشكل فوري.
ماذا عن توقعاتك لعام 2018؟
التنبؤ في السياسة عملية صعبة جداً..ولكن آمل أن يتوقف تدهور الوضع العربي بشكل عام..فإذا أوقفت التدهور تستطيع أن تفكر ثم تتحرك إلي الأمام..فوقف التدهور هو الخطوة الأولي..أنا متفائل أن يكون عام 2018 هو عام وقف التدهور، وأتمني.
هل هناك أزمة في ميزانية الجامعة العربية؟
هناك تأخير في مساهمات بعض الدول الأعضاء بالجامعة، ولكن لا أستطيع أن أصفها بالأزمة..نأمل بنهاية كل عام أن يسدد كل الدول الأعضاء حصصهم.. والوضع المالي للجامعة ليس أفضل مايكون، ولكنه ليس خطيراً.
مصر والسعودية
ما رؤيتك للدور المصري في الوضع العربي خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
هناك احترام كبير للدور المصري ومكانة مصر..
وهذا أمر محسوس، والدول تقول ذلك..الدور المصري استطاع في فترة وجيزة أن يعيد التموضع في مسائل أساسية وحيوية، وفي قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، وهذا أمر يسعدنا جميعاً كدبلوماسيين مصريين وعرب..ولا يمكن للجانب العربي أن يُقال من عثرته الحالية دون دور نشط وفعال وأساسي لمصر.
الكل يتمني دائماً أن تنشط مصر وتكون فاعلة في التعامل مع كافة أزمات المنطقة..وهناك ثقة في أن الحُكم المصري علي الأمور حكم متزن وعاقل ودائماً يغلب المصالح العربية العليا علي أي مصالح ضيقة..
وهناك دعامتان أساسيتان للوضع العربي هما مصر والسعودية، ودائماً نقول أن هاتين الدعامتين لابد لهما أن تتطلعا بدورهما في شد الوضع العربي إلي بر الأمان.
قولاً واحداً.. الربيع العربي أضعف الأمة وأصابها بالانقسام والوهن
إسرائيل وإيران والإرهاب في مقدمة تهديدات أمننا القومي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.