أحزاب كثيرة جديدة أعلنت عن تأسيسها وأعلنت برامج براقة لمستقبل مصر.. وهذه البرامج تغازل عقول المصريين.. وكلها وعود وأفكار بعضها واقعي والآخر خيالي، والشعب متخوف أن تؤدي الانتخابات التي ستجري بعد عدة أشهر إلي سيطرة فصيل سياسي واحد يحوز علي الأغلبية في الانتخابات. والمواطن العادي يطلب في برامج الأحزاب توفير الحياة الكريمة للكادحين وإعادة الأمن والاستقرار.. وأن يشعر كل مواطن أنه آمن علي نفسه وأولاده في الشارع وفي بيته.. وأن تؤمَّن العدالة العدالة الاجتماعية والتكافؤ مع استمرار دعم السلع الأساسية خاصة رغيف العيش والبطاقة التموينية، كما يطلب مجانية التعليم والعلاج لغير القادرين.. وإيجاد فرص عمل حقيقية للشباب. لقد قاسينا في السنوات الأخيرة من أحزاب كارتونية ليس لها وجود في الشارع أو حزب ليس له وجود إلا من خلال جريدة يصدرها.. وأحزاب تستفيد من الدعم الحكومي لتؤدي دورها »كومبارس« إلي جوار الحزب الكبير لتجميل وجه الديمقراطية الزائفة وليس لقياداتها أي دور في الحياة ويظهرون فقط علي الشاشات التليفزيونية في برامج »التوك شو« ليمجدوا بحمد الحزب الكبير الذي صدر حكم قضائي بحله وكل قياداته في انتظار المحاكمة العادلة. وبعد ثورة 52 يناير نريد أحزابا بعيدة عن الزيف والكذب والنفاق والرغبة في إهدار حقوق الآخر والاستسلام للواقع وسط غياب الأهداف والطموح والرضا بالقليل والاخفاق في العمل الجماعي. أحزابا تعمل بروح الفريق والقدرة علي التميز والابتكار، والتاريخ كشف أن العلة لم تكن أبداً في الشعب المصري لأننا شعب متحضر بناء. وأن الفساد كان دائماً في النخبة الحاكمة التي تفرقها الاجتماعات ليغيب عنهم صوت العقل والحكمة والمنافقون حول الحاكم خانوا الشعب وتحولوا إلي طبالين في فرقة النفاق حول من يملك سيف المعز وذهبه. إن إقامة أحزاب سياسية ديمقراطية عملية صعبة وتحتاج إلي المزيد من العمل لوضع برامج سياسية تتضمن أولويات محددة.. والبقاء في الشارع لمعرفة نبض الشعب ودفع الشعب إلي العمل والإنتاج من أجل الانتعاش الاقتصادي، وأن تقوم الأحزاب بتدريب الشباب علي الديمقراطية وبناء المؤسسات وإقامة مشروعات قومية ليتحولوا إلي جماعات وقوي سياسية منظمة.