اقتحم جنود سوريون ومسلحون موالون للرئيس السوري بشار الاسد أمس قرية (بداما) القربية من الحدود التركية ومن مدينة (جسر الشغور) وأحرقوا منازل واعتقلوا العشرات، كما ذكر شهود عيان. وذكرت منظمة "لجان التنسيق المحلية" الحقوقية أن قوات تدعمها ست دبابات ورشاشات ثقيلة دخلت (بداما) صباح أمس، في حين قال محام من منطقة مطلة علي القرية إنه احصي "تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات" واضاف "شاهدت الشبيحة يطلقون النار علي منزلين." وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن (بداما) كانت مصدرا لتزويد اللاجئين السوريين المتواجدين علي الحدود التركية بالمؤن. وأشار أيضا إلي وجود اطلاق نار كثيف في مدينة "خان شيخون". وكانت القوات السورية قد اجتاحت مدينة معرة النعمان أمس الأول، في إطار حملة عسكرية تقول السلطات إنها تستهدف ملاحقة عناصر "التنظيمات المسلحة". وقال الاتحاد الدولي لحقوق الانسان انه وفقا لمصادر محلية فان القوات السورية قتلت اكثر من 130 شخصا واعتقلت اكثر من الفين في جسر الشغور والقري المحيطة بها خلال الايام القليلة الماضية. في غضون ذلك، اضرب لاجئون سوريون في تركيا عن الطعام احتجاجا علي ما وصفوه بالعزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري. وقال الناشط ان "اللاجئين في مخيم "يايلاداجي" بدأوا اضرابا عن الطعام بعد صلاة الجمعة" للاعراب عن رفضهم لمنع الزيارات وحظر التظاهر ضد النظام السوري وانعدام الاتصالات بالخارج. وتحدث الناشط عن اقدام حراس اتراك علي "ضرب" لاجئين الخميس الماضي. وقد بلغ عدد الاجئين السوريين في المخيمات في تركيا نحو 10 آلاف. وقال الناشط ان السلطات التركية تمنع الاتصال باللاجئين في المخيمات لكنها اعلنت انهم يحصلون علي ثلاث وجبات يوميا وعلي المياه الساخنة وعلي تجهيزات. في سياق متصل، كشف مسئول حكومي تركي ذ حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس- أن بلاده تخطط لإقامة منطقة عسكرية عازلة داخل الحدود السورية لمواجهة التدفق الكثيف للسوريين إلي أراضيها. وذكرت وكالة الاسوشيتد برس أنه من المتوقع أن يلقي الأسد خطابا خلال ساعات فيما سيكون ثالث ظهور علني له منذ بدء الاحتجاجات. في تطور اخر، اعلن مسئول امريكي كبير أمس الأول ان بلاده تدرس امكانية ملاحقة سوريا بتهمة ارتكاب "جرائم حرب". وقال ان اجراءات جديدة من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سوريا، تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط علي الاسد. وقال مسئولان آخران في الادارة الامريكية إن الحملة تجري في الاممالمتحدة لادانة وعزل النظام، وكذلك مع مسئولي الجامعة العربية وشركاء في المنطقة وتركيا. من جانبها، تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في محاولة للخروج من مأزق بشأن قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بسبب حملتها ضد المحتجين.